الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى انجيل متى المنحول الغير قانوني
مت 1أنجيل متى المنحول الغير قانوني
Holy_bible_1
انجيل متى المنحول هو كتاب يعود الي ما بعد القرن الخامس الميلادي تقريبا ويعرف باسم انجيل متى المنحول او اسم انجيل الطفولة لمتى
The Gospel of Pseudo-Matthew The Infancy Gospel of Matthew
ولكن الكاتب يسمى الكتاب باسم كتاب عن أصل المباركة مريم وطفولة المخلص
The Book About the Origin of the Blessed Mary and the Childhood of the Savior (1)
هو مثله مثل كتب كثيرة منحولة حاولت ان تتكلم عن فترة طفولة المسيح بطريقة خرافية
هو حسب ما ذكر علماء الكتابات القديمة مثل J. Gijsel / R. Beyers من الالفاظ والأسلوب الي ما بين 600 الي 625 م
According to the research of J. Gijsel / R. Beyers (1997) it was probably written between 600 and 625 AD. (2)
وتاكيد هذا أيضا ان اباء القرون الاولي لم يشيروا اليه.
ونسب زورا لمتى البشير رغم انه في مقدمته يحوي على رسائل مزورة يزعم كاتبها أنها كانت بين القديس جيروم واسقفين ايطاليين اسمهما كوماتيوس وهيليودوروس.
Comatius and Heliodorus
ويدعي هذا الكاتب زورا ان هذا الانجيل المزيف كتب بالعبري ولكن هذا ليس صحيح لان لغة الكتاب تظهر انه لم يكتب في الأصل بالعبرية (3)
ويدعي انه ترجمه القديس جيروم من العبرية الى اللاتينية وهذا غير صحيح لأنه ليس أسلوب ترجمة بل هو كتب باللاتينية من البداية. وأيضا أسلوبه والفاظه تختلف عن أسلوب القديس جيروم في ترجمته الفلجاتا ولهذا فهو أيضا لا علاقة له بالقديس جيروم.
فيقول أستاذ الابائيات فليب شاف
: "no one who is acquainted with the style of Jerome's letters will think this one authentic."
لا أحد متعود على أسلوب خطابات جيروم سيظن ان هذا أصلي (4)
واضح أن الكاتب يعتمد على كتابات أخرى أقدم منه مثل انجيل يعقوب المنحول الغنوسي في بعض الأفكار.
أيضا يأخذ هذا الكتاب بعض الأشياء الموجودة في التقليد المسيحي مثل قصة السيدة العذراء ووالديها يواقيم وحنة ولكن يضيف عليه أشياء لم تذكر في التقليد بل هي مرفوضة مثل ادعاء انهم اضطهدوا لانهم لم ينجبوا مثل القصة التي في الفصل الثاني
وحدث أن يواقيم قَدمَ في أيام العيد بين الذين يحملون قرابين للربّ، يقدَّم تقدماته في حضرة الربّ. لكن كاتبًا من الهيكل، اسمه راؤبين، اقترب منه وقال له: "لا يليق أن تقف بين الذين يقدمون ذبائح لله، لأن الله لم يباركك، ولم يمنحك نسلًا في إسرائيل". فأنسحب يواقيم من الهيكل باكيًا، مهانًا في حضور الشعب،
وأيضا ادعاء أن يواقيم اختفى خمس شهور عن زوجته بسبب عدم الانجاب وعاد الي حنة بعد البشارة بالطفل
وأسلوب بشارة الملاك لحنة ينقل فيه هذا الكاتب المزور شبه قصة البشارة التي حدثت للسيدة العذراء في الفصل الثاني
وأسلوب بشارة الملاك ليواقيم ينقلها من شبه بشارة الرب لإبراهيم
وقصة صعود الملاك مع دخان الذبيحة مأخوذة من قصة منوح والد شمشون في العهد القديم
وقصة وجه العذراء مريم من قصة موسى النبي
وأيضا يأخذ بعض المعجزات من انجيل توما المنحول الغنوسي أيضا والخاصة بالرحلة الي مصر. ولكنه يضيف عليها ان هذه المعجزات هي إتمام لنبوات في العهد القديم فهو يحاول يقلد أسلوب متى البشير ولكنه يخطئ لأنه يطبق هذه المعجزات الأسطورية على نبوات بطريقة خطأ فمثلًا في (الفصل 18) يدعي ان سجود التنانين هو إتمام لما قاله داود سبحي الرب ايتها التنانين فيقول
وعندما وصلوا إلى قرب المغارة وأرادوا أن يستريحوا فيها، نزلت مريم عن دابَّتها، وكانت تحمل يسوع في ذراعَيها. وكان مع يوسف ثلاثة صبية، ومع مريم صبيَّة، كانوا يسلكون الطريق نفسها. وإذا بعدد كبير من التنانين تخرج فجأة من المغارة، ولدى رؤيتها أطلق الصبية صيحات عظيمة. عندها وقف يسوع أمام التنانين، وقد نزل من ذراعي أُمه؛ فسجدت له، وحين سجدت له، انسحبت. وتمَّ ما قاله النبي: "سبحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين".
وهذا تطبيق خاطئ لمزمور
|
سَبِّحِي الرَّبَّ مِنَ الأَرْضِ، يَا أَيَّتُهَا التَّنَانِينُ وَكُلَّ اللُّجَجِ. |
وفي (الفصل 19) عندما سجدت له الأسود والنمور ودلتهم على الطريق في البرية، وذلك بحناء رؤوسها وهز ذيولها والسجود له باحترام عظيم" على أنه إتمام للنبوة: يسكن الذئب مع الخروف فيقول
وكانت الأُسود والفهود تسجد له أيضًا، وكانت ترافقه في الصحراء. وحيثما كانت مريم ويوسف يمضيان، كانت تتقدَّمهما، داَّلةً إياهما إلى الطريق، وكانت تسجد ليسوع، خافضةً رؤوسها. وأول مرة رأت مريم الأّسود والحيوانات المتوحَّشة آتية إليها، أُصيبت بذعر عظيمَ، فقال لها يسوع، ناظرًا إليها بمظهر مرح: "لا تخشي شيئًا، يا أُمي، فليس من اجل إخافتك، بل من أجل تكريمك تأتي نحوك". وإذ قال ذلك، بذَّد كلّ خوف من قلبهما. وكانت الأُسود تسير معهم ومع الثيران، والحمير والدوابَّ الأخرى التي كانت ضرورية لهم، ولم تكن ترتكب أي سوء، وكانت تظل كذلك، ملأى وداعة، وسط الأغنام والخراف التي جلبها يوسف ومريم معهما من اليهودية. وكانوا يسيرون وسط الذئاب، ولم يكونوا يشعرون بأي ذعر، ولم يعاني أحد من أي سوء. حينئذ تمَّ ما قاله النبي: "الذئاب تأكل مع الحملان، والأسد والثور يأكلان تبنا معًا".
وهذا تطبيق خاطئ لنبوة اشعياء عن ملكوت المسيح الروحي
سفر اشعياء 11
6 فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا.
7 وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا.
بل يأخذ كلام اشعياء وهو عتاب لليهود ويعتقد انه نبوة ففي الفصل 14
وفي اليوم الثالث لولادة الربّ، خرجت الطوباية مريم من المغارة، ودخلت الزريبة، ووضعت الطفل في المذود، فسجد له الثور والحمار. حينئذ تمَّ ما أنبأ به إشعياء النبي: "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه".
وهذا تطبيق خطأ لكلام اشعياء
سفر إشعياء 1: 3
|
اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ». |
بل واضح ان الكاتب يهتم بسفر اشعياء لأنه لا يأخذ من بقية الأنبياء الا اشعياء عدة مرات.
الكاتب أيضا واضح انه لا يعرف التقليد اليهودي جيدا ولكن فقط قارئ له فاليهود لا يمتلكوا شيء ولا يعتبروا رجال في البيت حتى يصلوا لسن عشرين سنة ولكن الكاتب يدعي ان يواقيم كان يملك قطيع ضخم من العنم وهو في سنة الخامسة عشر وهو راعي البيت وهذا خطأ
الفصل الأول
كان في إسرائيل رجل اسمه يواقيم، من سبط يهوذا، كان يرعى أغنامه، خائفًا الله في بساطة قلبه واستقامته، وليس له من همًّ آخر سوى همَّ قطعانه، التي كان يستخدم منتجاتها لإطعام الذين كانوا يخافون الله، مقدَّمًا قرابين مضاعفة في خوف الربّ، ومغيثًا المعوزين وكان يضع ثلاث حصص من خرافه، وأرزاقه وكلّ الأشياء التي يملكها؛ ويعطي واحدة للأرمل، واليتامى، والغرباء والفقراء؛ والأخرى للمنذورين لخدمة الله، ويحتفظ بالثالثة لنفسه وكل بيته. وقد ضاعف الله قطعيه بحيث لم يكن هناك أحد يمكن أن يًقارن به في كلّ بلاد إسرائيل. وبدأ يسلك هكذا منذ الخامسة عشرة من عمره.
أيضا الكاتب لا يعرف التاريخ جيدا فيقول ان رئيس الكهنة في أيام مريم وهو قبل وقت ميلاد الرب يسوع هو ابيثار وهذا في الفصل الثامن
وعندما اجتمع الشعب كلّه، نهض أبيثار، رئيس الكهنة، وصعد أعلى الدرجات،
وطبعا هذا خطأ فمن وقت هيرودس الي بعد ميلاد المسيح عين خمسة رؤساء كهنة لا يوجد بينهم أحد اسمه ابيثار. ابيثار هذا في زمن داود
أيضا واضح انه يخطئ في الجغرافيا فهو تكلم على انهم دخلوا مصر من مدينة اسمها Sotinen وهذا في الفصل 22 ولكن هذا اسم قديم لمدينة ملوي وهي ليست على حدود مصر
أيضا الكاتب يميل الي المبالغة جدا فيقول ان يواقيم كان اغنى من كل بني إسرائيل في المواشي وأيضا عندما رجع الي بيته فرح كل شعب إسرائيل بعودته
وهذا أسلوب تهويل ومبالغة غير معتاد الا في الاساطير.
أيضا يبالغ في استدعاء كل شعب إسرائيل بالكامل ليختار منهم رئيس الكهنة ابيثار عريس لمريم وهذه مبالغة كثيرة
أيضا من أفكاره الأسطورية انه يدعي ان مريم وهي في سنة الثالثة من عمرها كانت تبدوا كشخصية ناضجة عمرها ثلاثون عام وهذا في الفصل السادس
كانت مريم موضع إعجاب للشعب كلّه، فحين كانت في الثالثة من عمرها، كانت تمشي بوقار، وتكرَّس نفسها لتسحبه الربّ بغيرة وهمة إلى حد أن الجميع كانوا مذهولين إعجابًا ودهشةً: فلم تكن تبدو كطفلةً، بل تظهر كشخصية ناضجة عمرها ثلاثون عامًا،
وأيضا ادعى معجزات بدون فائدة مثل التي قالها في الفصل 25 ان الطفل يسوع في سنة 3 سنين احيا سمكة مملحة فتسبب في طرده هو وأمه من البيت الذي يسكنوا فيه
أيضا يقول الكتاب اسطورة في الفصل 26 ان ابن للشيطان قفل قناة مياه صنعها يسوع فأماته يسوع وبسبب اعتراض امه احياه مره ثانية. وأيضا يقول بعدها في فصل 28 انه امات ابن حنان الكاهن وامات طفل اخر وغيرها من الخرافات التي تظهر الطفل يسوع في الفكر الأسطوري شرير شرس غير مطيع بل ابويه كانا يخافا منه ويسوف كان يخاف ان يلومه.
أيضا من اخطاؤه انه قال ان خمس عذارى يصنعن حجاب هيكل الرب في الفصل الثامن
حينئذ أخذ يوسف مريم مع خمس عذارى أُخريات، ليكنَّ في بيته مع مريم. وكانت أسماء تلك العذارى رفقة، صفُّورة، سوسان، ابيجه ورَاحيل، وأعطاهن الكهنة حريرًا، وكتانًا. واقترعن في ما بيهنَّ على أيَّ عمل يُخَصَّص لكلًّ منهن. وحدث أن القرعة عيَّنت مريم لتحيك الأُرجوان، لتصنع حجاب هيكل الربّ،
وهذا خطأ لان الحجاب الذي صنع من إياهم هيرودس وكان ارتفاعه 60 ذراع وسمكه 4 بوصات قول سفر الخروج أن هذا الحجاب السميك كان مصنوعاً من أسمانجوني، وأرجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة حائك حاذق وليس حرير وكتان. فهو كما يقول التلمود والمؤرّخ الكنسي الذي من أصل يهودي أدرشيم ، مُكَوَّن من 72 مربعًا منسوجًا معًا وكان ثقيلاً لدرجة أنَّه يحتاج إلي 300 كاهن ليُعمل كل منها، وهو ضخم وغالي الثمن جدًا، ويقول المؤرّخ اليهودي والكاهن المعاصر لتلاميذ المسيح يوسيفوس أنَّه ستارة بابليّة من نسيج مُطَرَّز بالكتان النقي وباللون الأزرق والقرمزيّ والأرجوانيّ ومُزَيَّن برسومٍ مُطَرَّزة بصورةٍ رائعةٍ.
ولهذا ما يقوله الكتاب تاريخيا خطأ
أيضا يقول الكتاب ان البشارة تمت لمريم مرتين وفي المرة الثانية كانت خائفة ومرتعشة وهذا في الفصل التاسع
وفي اليوم الثاني، كانت مريم واقفة قرب النبع، لتملأ جرتّها، ظهر لها ملاك الربّ، قائلاّ: "أنت مباركة، يا مريم، لأن الله أعدَّ له مسكنًا في رحمك. لأنه هوذا النور يأتي من السماء ويسكن فيك وليسطع بك في العالم كله". وفي اليوم الثالث، كانت تحيك الأُرجوان بأصابعها، وقف أمامها شاب يستحيل وصف بهائه. فلما رأته مريم خافت وارتعشت بشدة، فقال لها: "سلام لك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة رحمك". وحينما سمعت تلك الكلمات ارتعشت وكانت خائفة للغاية. فقال لها ملاك الرب "لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ملكًا يمتدُّ سلطانه ليس فقط فوق الأرض كلّها، بل أيضًا في السماوات، ويحكم إلى أبد الآبدين آمين".
وهذا يحالف ما قاله لوقا البشير
أيضا الكاتب يخطئ في انه يقول ان يوسف كان في كفر ناحوم وهذا في الفصل العاشر
وفيما كان ذلك يحدث، كان يوسف في كفر ناحوم، منشغلًا بأعمال مهنته،
ولكن انجيل لوقا يوضح انه كانت في ناصرة الجليل وليس كفر ناحوم
أيضا خطأ اخر يقع فيه الكاتب الذي باستمرار يبالغ فهو ادعى ان ابيثار اختبر يوسف النجار بانه سقاه ماء امتحان الله وهو ماء اللعنة وهذا في الفصل الثاني عشر
ثم حدث أن الخبر شاع أن مريم كانت حبلى. فأمسك خدام الهيكل يوسف واقتادوه إلى رئيس الكهنة، الذي بدأ مع الكهنة، تعنيفه، قائلًا: "لمَ غررت بعذراء بهذه العظمة، أطعمها ملائكة الله كحمامة في هيكل الله، ولم تُردْ أبدًا رؤية رجل وكانت على معرفة بصورة مذهلة بشريعة الله؟ "لو لم تغتصبها، لبقيت عذراء حتى الآن". وكان يوسف يقسم بأنه لم يمسَّها. فقال له رئيس الكهنة أبيثار: حي هو الربّ! سوف نسقيك ماء امتحان الله، فتظهر خطيئتك على الفور".
وفي هذا أخطأ خطأين
أولا ماء اللعنة او ماء الغيرة هو للمراة وليس الرجل
ثانيا بعد السبي لم يعد هناك ماء الغيرة لأنه يصنع من رماد الذبيحة السنوية بعد ان يسفك من دمها على تابوت عهد الرب ولكن باختفاء تابوت عهد الرب لم يعد اليهود يقدروا يقدموا الذبيحة السنوية فلا يوجد ماء الغيرة أصلا.
أيضا الكاتب يذكر قصة انحناء النخلة لمريم لتاكل منها رطبا وغيرها من الاساطير والتي نراى أن الفكر الاسلامي نقل من هذه الكتب المنحولة في سورة مريم
بل يكمل في الفكر الأسطوري ويقول ان المسيح قال للنخلة كوني من رفيقة اشجاري في فردوس ابي وهذا في الفصل العشرون
وظلّت النخلة منحنيةً، منتظرةً أمر الذي لصوته انخفضت، لتنهض. عندها قال لها يسوع: "أنهضي، أيتها النخلة، وكوني رفيقة أشجاري التي في فردوس أبي.
وهذا ليس فكر مسيحي أصلا بل يكمل قائلا في الفصل الحادي والعشرين
وفي الغد، رحلوا، وفي اللحظة التي استأنفوا فيها طريقهم، التفت يسوع نحو النخلة، وقال: "لقد قلت لك ذلك، أيتها النخلة، أنني آمر بأن يٌنقَل أحد أغصانك بواسطة ملائكتي وأن يُزرع في فردوس أبى.
وليكون لك امتياز، أريد أن يٌقال لكل الذين ينتصرون في القتال من أجل الإيمان: "لقد استحققتم غصن النصر". وفيما كان يتكلّم هكذا، إذا بملاك الربّ ظهر، واقفًا على النخلة، وأخذ واحدًا من أغصانها، وطار عبر وسط السماء، ممسكًا بذلك الغصن بيده، ولبث الحضور، وقد رأَوا ذلك، كما مصعوقين ذهولًا. عندها كلَّمهم يسوع، قائلًا: "لماذاَ يستسلم قلبكم للخوف؟ ألا تعلمون أن هذه النخلة التي أمرت بنقلها إلى الفردوس ستكون لكلّ القديسين في دار النعيم، كالتي أُعدَّت لكم في هذه الصحراء؟".
وأيضا يكتب الفكر الأسطوري ان يسوع خلق من الطين طير في الفصل 27 وهم 12 عصفور واطارهم لانهم اعترضوا انه فعل هذا في سبت.
فهو واضح انه كتاب ابوكريفي به جانب اسطوري
هذه الكتب الأبوكريفية فقد رفضتها الكنيسة لعدة اسباب:
(1) أنه لا يمكن أن يكون قد أوحي لكُتَّاب ممن عاشوا بعد عهد الرسل بحوالي 100 سنة، فقد كتب أقدمها حوالي سنة 150م، وكتبت جميعها فيما بين 150 و450م.
(2) لا يمكن أن يعتبر أي كتاب قانونياً إلا إذا كان قد تم تسليمه من الرسل أنفسهم، وكانت قد قبلته كل الكنائس من الرسل وليس من غيرهم. وهذه الكتب الأبوكريفية كتبت، في معظمها، بعد انتقال الرسل من العالم بحوالي مئة سنة، ولم يستشهد بها الاباء الاوائل رغم انهم استشهدوا بكل اسفار الكتاب المقدس ولكن بعضهم من اباء القرن الثالث وضح انها كتب مرفوضة
(3) لا يمكن ان يعتبر كتابا قانونيا لو لم يطابق فكر الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد فكل سفر من اسفار الكتاب المقدس يتماشى مع روح الكتاب
(4) لا يمكن ان يعتبر كتابا قانونيا وهو مليء بالاساطير والخرافات الغير مقبولة
(5) لا يمكن ان يعتبر كتابا قانونيا وهو مليء بالاخطاء الجغرافية والتاريخية
تاكدنا انهم ليس قانوني
منذ القرن الاول الميلادي ويستشهد اباء الكنيسة فقط بالاسفار القانونية ويقتبسوا منها مؤكدين على قانونيتها من القرن الاول واستمر حتى بداية القرن الثاني ولكن بعد محاولة ماركيون الهرطوقي سنة 140 ميلادية وهي تعتبر اول محاولة للتغيير في الانجيل بحذف بعض الاسفار بدا الاباء ليس فقط يقتبسوا من الاسفار القانونية فقط بل بدؤا يقدمون بعد هذا قوائم رسمية تحتوي علي الاسفار القانونية فقط لكي لا ينخدع احد بمحاولات الهراطقة. اولهم العلامة تيتان الذي اكد ان اربع اناجيل فقط منذ سنة 160 م ثم بعده القديس ارينيؤس اسقف ليون في نهاية القرن الثاني والذي تكلم ان الاناجيل القانونية اربعة فقط
it is fitting that the church should have four pillars ... the four Gospels (Against Heresies, 3.11.8),
وبالطبع القوائم للاسفار القانونية بداية من القائمة الموراتورية كثيرة ولن اطيل في هذا الامر لاني شرحته سابقا
فائدة الكتاب.
هذا الكتاب هام جدا لأنه أولا يوضح فكر تاريخي في القرن السادس والسابع وأيضا ينقل لنا من التقليد أشياء هامة توضح ما كان يؤمن به المسيحيين في القرون الاولي وحتى غير مسيحيين يعرفون أن هذا التقليد موجود عند المسيحيين فلهذا أهميته التاريخية ليست بقلية حتى مع كونه كتاب منحول غير قانوني.
وسأضع نص الكتاب بالانجليزي (5)
وأيضا ترجمته العربية (6)
والمجد لله دائما
المراجع
1 The Other Bible, Willis Barnstone, HarperSanFrancisco, P.394
2 http://en.wikipedia.org/wiki/Gospel_of_Pseudo-Matthew
3 The Ante-Nicene Fathers Vol. VIII pg. 369
4 The Ante-Nicene Fathers Vol. VIII pg. 351
5 Christian Apocrypha and Early Christian Literature
6 كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟ 1- الكتب المسماه بـ أناجيل الطفولة والآلام - القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
النص
The Gospel of Pseudo-Matthew
From: Ante-Nicene Fathers Vol 8 1886 ed
Alexander Roberts, Sir James Donaldson, Arthur Cleveland Coxe - 1886 .
HERE beginneth the book of the Birth of the Blessed Mary and the Infancy of the Saviour. Written in Hebrew by the Blessed Evangelist Matthew, and translated into Latin by the Blessed Presbyter Jerome.
To their well-beloved brother Jerome the Presbyter, Bishops Cromatius and Heliodorus in the Lord, greeting.
The birth of the Virgin Mary, and the nativity and infancy of our Lord Jesus Christ, we find in apocryphal books. But considering that in them many things contrary to our faith are written, we have believed that they ought all to be rejected, lest perchance we should transfer the joy of Christ to Antichrist. (1) While, therefore, we were considering these things, there came holy men, Parmenius and Varinus, who said that your Holiness had found a Hebrew volume, written by the hand of the most blessed Evangelist Matthew, in which also the birth of the virgin mother herself, and the infancy of our Saviour, were written. And accordingly we entreat your affection by our Lord Jesus Christ Himself, to render it from the Hebrew into Latin, (2) not so much for the attainment of those things which are the insignia of Christ, as for the exclusion of the craft of heretics, who, in order to teach bad doctrine, have mingled their own lies with the excellent nativity of Christ, that by the sweetness of life they might hide the bitterness of death. It will therefore become your purest piety, either to listen to us as your brethren entreating, or to let us have as bishops exacting, the debt of affection which you may deem due.
REPLY TO THEIR LETTER BY JEROME.
To my lords the holy and most blessed Bishops Cromatius and Heliodorus, Jerome, a humble servant of Christ, in the Lord greeting.
He who digs in ground where he knows that there is gold, (3) does not instantly snatch at whatever the uptorn trench may pour forth; but, before the stroke of the quivering spade raises aloft the glittering mass, he meanwhile lingers over the sods to turn them over and lift them up, and especially he who has not added to his gains. An arduous task is enjoined upon me, since what your Blessedness has commanded me, the holy Apostle and Evangelist Matthew himself did not write for the purpose of publishing. For if he had not done it somewhat secretly, he would have added it also to his Gospel which he published. But he composed this book in Hebrew; and so little did he publish it, that at this day the book written in Hebrew by his own hand is in the possession of very religious men, to whom in successive periods of time it has been handed down by those that were before them. And this book they never at any time gave to any one to translate. And so it came to pass, that when it was published by a disciple of Manichaeus named Leucius, who also wrote the falsely styled Acts of the Apostles, this book afforded matter, not of edification, but of perdition; and the opinion of the Synod in regard to it was according to its deserts, that the ears of the Church should not be open to it. Let the snapping of those that bark against us now cease; for we do not add this little book to the canonical writings, but we translate what was written by an Apostle and Evangelist, that we may disclose the falsehood of heresy. In this work, then, we obey the commands of pious bishops as well as oppose impious heretics. It is the love of Christ, therefore, which we fulfil, believing that they will assist us by their prayers, who through our obedience attain to a knowledge of the holy infancy of our Saviour.
There is extant another letter to the same bishops, attributed to Jerome: --
You ask me to let you know what I think of a book held by some to be about the nativity of St. Mary. And so I wish you to know that there is much in it that is false. For one Seleucus, who wrote the Sufferings of the Apostles, composed this book. But, just as he wrote what was true about their powers, and the miracles they worked, but said a great deal that was false about their doctrine; so here too he has invented many untruths out of his own head. I shall take care to render it word for word, exactly as it is in the Hebrew, since it is asserted that it was composed by the holy Evangelist Matthew, and written in Hebrew, and set at the head of his Gospel. Whether this be true or not, I leave to the author of the preface and the trustworthiness of the writer: as for myself, I pronounce them doubtful; I do not affirm that they are clearly false. But this I say freely-- and I think none of the faithful will deny it -- that, whether these stories be true or inventions, the sacred nativity of St. Mary was preceded by great miracles, and succeeded by the greatest; and so by those who believe that God can do these things, they can be believed and read without damaging their faith or imperilling their souls. In short, so far as I can, following the sense rather than the words of the writer, and sometimes walking in the same path, though not in the same footsteps, sometimes digressing a little, but still keeping the same road, I shall in this way keep by the style of the narrative, and shall say nothing that is not either written there, or might, following the same train of thought, have been written.
CHAP. 1. (1) -- In those days there was a man in Jerusalem, Joachim by name, of the tribe of Judah. He was the shepherd of his own sheep, fearing the Lord in integrity and singleness of heart. He had no other care than that of his herds, from the produce of which he supplied with food all that feared God, offering double gifts in the fear of God to all who laboured in doctrine, and who ministered unto Him. Therefore his lambs, and his sheep, and his wool, and all things whatsoever he possessed, he used to divide into three portions: one he gave to the orphans, the widows, the strangers, and the poor; the second to those that worshipped God; and the third he kept for himself and all his house. (2) And as he did so, the Lord multiplied to him his herds, so that there was no man like him in the people of Israel. This now he began to do when he was fifteen years old. And at the age of twenty he took to wife Anna, the daughter of Achar, of his own tribe, that is, of the tribe of Judah, of the family of David. And though they had lived together for twenty years, he had by her neither sons nor daughters. (3)
CHAP. 2. -- And it happened that, in the time of the feast, among those who were offering incense to the Lord, Joachim stood getting ready his gifts in the sight of the Lord. And the priest, Ruben by name, coming to him, said: It is not lawful for thee to stand among those who are doing sacrifice to God, because God has not blessed thee so as to give thee seed in lsrael. Being therefore put to shame in the sight of the people, he retired from the temple of the Lord weeping, and did not return to his house, but went to his flocks, taking with him his shepherds into the mountains to a far country, so that for five months his wife Anna could hear no tidings of him. And she prayed with tears, saying: O Lord, most mighty God of Israel, why hast Thou, seeing that already Thou hast not given me children, taken from me my husband also? Behold, now five months that I have not seen my husband; and I know not where he is tarrying; (4) nor, if I knew him to be dead, could I bury him. And while she wept excessively, she entered into the court of His house; and she fell on her face in prayer, and poured out her supplications before the Lord. After this, rising from her prayer, and lifting her eyes to God, she saw a sparrow's nest in a laurel tree, (5) and uttered her voice to the Lord with groaning, and said: Lord God Almighty, who hast given offspring to every creature, to beasts wild and tame, to serpents, and birds, and fishes, and they all rejoice over their young ones, Thou hast shut out me alone from the gift of Thy benignity. For Thou, O God, knowest my heart, that from the beginning of my married life I have vowed that, if Thou, O God, shouldst give me son or daughter, I would offer them to Thee in Thy holy temple. And while she was thus speaking, suddenly an angel of the Lord appeared before her, saying: Be not afraid, Anna, for there is seed for thee in the decree of God; and all generations even to the end shall wonder at that which shall be born of thee. And when he had thus spoken, he vanished out of her sight. But she, in fear and dread because she had seen such a sight, and heard such words, at length went into her bed-chamber, and threw herself on the bed as if dead. And for a whole day and night she remained in great trembling and in prayer. And after these things she called to her her servant, and said to her: Dost thou see me deceived in my widowhood and in great perplexity, and hast thou been unwilling to come in to me? Then she, with a slight murmur, thus answered and said: If God hath shut up thy womb, and hath taken away thy husband from thee, what can I do for thee? And when Anna heard this, she lifted up her voice, and wept aloud.
CHAP. 3. -- At the same time there appeared a young man on the mountains to Joachim while he was feeding his flocks, and said to him: Why dost thou not return to thy wife? And Joachim said: I have had her for twenty years, and it has not been the will of God to give me children by her. I have been driven with shame and reproach from the temple of the Lord: why should I go back to her, when I have been once cast off and utterly despised? Here then will I remain with my sheep; and so long as in this life God is willing to grant me light, I shall willingly, by the hands of my servants, bestow their portions upon the poor, and the orphans, and those that fear God. And when he had thus spoken, the young man said to him: I am an angel of the Lord, and I have to-day appeared to thy wife when she was weeping and praying, and have consoled her; and know that she has conceived a daughter from thy seed, and thou in thy ignorance of this hast left her. She will be in the temple of God, and the Holy Spirit shall abide in her; and her blessedness shall be greater than that of all the holy women, so that no one can say that any before her has been like her, or that any after her in this world will be so. Therefore go down from the mountains, and return to thy wife, whom thou wilt find with child. For God hath raised up seed in her, and for this thou wilt give God thanks; and her seed shall be blessed, and she herself shall be blessed, and shall be made the mother of eternal blessing. Then Joachim adored the angel, and said to him: If I have found favour in thy sight, sit for a little in my tent, and bless thy servant. (1) And the angel said to him: Do not say servant, but fellow-servant; for we are the servants of one Master. (2) But my food is invisible, and my drink cannot be seen by a mortal. Therefore thou oughtest not to ask me to enter thy tent; but if thou wast about to give me anything, (3) offer it as a burnt-offering to the Lord. Then Joachim took a lamb without spot, and said to the angel: I should not have dared to offer a burnt-offering to the Lord, unless thy command had given me the priest's right of offering. (4) And the angel said to him: I should not have invited thee to offer unless I had known the will of the Lord. And when Joachim was offering the sacrifice to God, the angel and the odour of the sacrifice went together straight up to heaven with the smoke. (5)
Then Joachim, throwing himself on his face, lay in prayer from the sixth hour of the day even until evening. And his lads and hired servants who were with him saw him, and not knowing why he was lying down, thought that he was dead; and they came to him, and with difficulty raised him from the ground. And when he recounted to them the vision of the angel, they were struck with great fear and wonder, and advised him to accomplish the vision of the angel without delay, and to go back with all haste to his wife. And when Joachim was turning over in his mind whether he should go back or not, it happened that he was overpowered by a deep sleep; and, behold, the angel who had already appeared to him when awake, appeared to him in his sleep, saying: I am the angel appointed by God as thy guardian: go down with confidence, and return to Anna, because the deeds of mercy which thou and thy wife Anna have done have been told in the presence of the Most High; and to you will God give such fruit as no prophet or saint has ever had from the beginning, or ever will have. And when Joachim awoke out of his sleep, he called all his herdsmen to him, and told them his dream. And they worshipped the Lord, and said to him: See that thou no further despise the words of the angel. But rise and let us go hence, and return at a quiet pace, feeding our flocks.
And when, after thirty days occupied in going back, they were now near at hand, behold, the angel of the Lord appeared to Anna, who was standing and praying, and said: (6) Go to the gate which is called Golden, (7) and meet thy husband in the way, for to-day he will come to thee. She therefore went towards him in haste With her maidens, and, praying to the Lord, she stood a long time in the gate waiting for him. And when she was wearied with long waiting, she lifted up her eyes and saw Joachim afar off coming with his flocks; and she ran to him and hung on his neck, giving thanks to God, and saying: I was a widow, and behold now I am not so: I was barren, and behold I have now conceived. And so they worshipped the Lord, and went into their own house. And when this was heard of, there was great joy among all their neighbours and acquaintances, so that the whole land of lsrael congratulated them.
CHAP. 4. --After these things, her nine months being fulfilled, Anna brought forth a daughter, and called her Mary. And having weaned her in her third year, Joachim, and Anna his wife, went together to the temple of the Lord to offer sacrifices to God, and placed the infant, Mary by name, in the community of virgins, in which the virgins remained day and night praising God. And when she was put down before the doors of the temple, she went up the fifteen steps (1) so swiftly, that she did not look back at all; nor did she, as children are wont to do, seek for her parents. Whereupon her parents, each of them anxiously seeking for the child, were both alike astonished, until they found her in the temple, and the priests of the temple themselves wondered.
CHAP. 5. -- Then Anna, filled with the Holy Spirit, said before them all: The Lord Almighty, the God of Hosts, being mindful of His word, hath visited His people with a good and holy visitation, to bring down the hearts of the Gentiles who were rising against us, and turn them to Himself. He hath opened His ears to our prayers: He hath kept away from us the exulting of all our enemies. The barren hath become a mother, and hath brought forth exultation and gladness to lsrael. Behold the gifts which I have brought to offer to my Lord, and mine enemies have not been able to hinder me. For God hath turned their hearts to me, and Himself hath given me everlasting joy.
CHAP. 6. -- And Mary was held in admiration by all the people of Israel; and when she was three years old, she walked with a step so mature, she spoke so perfectly, and spent her time so assiduously in the praises of God, that all were astonished at her, and wondered; and she was not reckoned a young infant, but as it were a grown-up person of thirty years old. She was so constant in prayer, and her appearance was so beautiful and glorious, that scarcely any one could look into her face. And she occupied herself constantly with her wool-work, so that she in her tender years could do all that old women were not able to do. And this was the order that she had set for herself: (2) From the morning to the third hour she remained in prayer; from the third to the ninth she was occupied with her weaving; and from the ninth she again applied herself to prayer. She did not retire from praying until there appeared to her the angel of the Lord, from whose hand she used to receive food; and thus she became more and more perfect in the work of God. Then, when the older virgins rested from the praises of God, she did not rest at all; so that in the praises and vigils of God none were found before her, no one more learned in the wisdom of the law of God, more lowly in humility, more elegant in singing, more perfect in all virtue. She was indeed stedfast, immoveable, unchangeable, and daily advancing to perfection. No one saw her angry, nor heard her speaking evil. All her speech was so full of grace, that her God was acknowledged to be in her tongue. She was always engaged in prayer and in searching the law, and she was anxious lest by any word of hers she should sin with regard to her companions. Then she was afraid lest in her laughter, or the sound of her beautiful voice, she should commit any fault, or lest, being elated, she should display any wrong- doing or haughtiness to one of her equals. (3) She blessed God without intermission; and lest perchance, even in her salutation, she might cease from praising God; if any one saluted her, she used to answer by way of salutation: Thanks be to God. And from her the custom first began of men saying, Thanks be to God, when they saluted each other. She refreshed herself only with the food which she daily received from the hand of the angel; but the food which she obtained from the priests she divided among the poor. The angels of God were often seen speaking with her, and they most diligently obeyed her. If any one who was unwell touched her, the same hour he went home cured.
CHAP. 7. -- Then Abiathar the priest offered gifts without end to the high priests, in order that he might obtain her as wife to his son. But Mary forbade them, saying: It cannot be that I should know a man, or that a man should know me. For all the priests and all her relations kept saying to her: God is worshipped in children and adored in posterity, as has always happened among the sons of Israel. But Mary answered and said unto them: God is worshipped in chastity, as is proved first of all. (4) For before Abel there was none righteous among men, and he by his offerings pleased God, and was without mercy slain by him who displeased Him. Two crowns, therefore, he received -- of oblation and of virginity, because in his flesh there was no pollution. Elias also, when he was in the flesh, was taken up in the flesh, because he kept his flesh unspotted. Now I, from my infancy in the temple of God, have learned that virginity can be sufficiently dear to God. And so, because I can offer what is dear to God, I have resolved in my heart that I should not know a man at all.
CHAP. 8. -- Now it came to pass, when she was fourteen s years old, and on this account there was occasion for the Pharisees' saying that it was now a custom that no woman of that age should abide in the temple of God, they fell upon the plan of sending a herald through all the tribes of lsrael, that on the third day all should come together into the temple of the Lord. And when all the people had come together, Abiathar the high priest rose, and mounted on a higher step, that he might be seen and heard by all the people; and when great silence had been obtained, he said: Hear me, O sons of Israel, and receive my words into your ears. Ever since this temple was built by Solomon, there have been in it virgins, the daughters of kings and the daughters of prophets, and of high priests and priests; and they were great, and worthy of admiration. But when they came to the proper age they were given in marriage, and followed the course of their mothers before them, and were pleasing to God. But a new order of life has been found out by Mary alone, who promises that she will remain a virgin to God. Wherefore it seems to me, that through our inquiry and the answer of God we should try to ascertain to whose keeping she ought to be entrusted. Then these words found favour with all the synagogue. And the lot was east by the priests upon the twelve tribes, and the lot fell upon the tribe of Judah. And the priest said: To-morrow let every one who has no wife come, and bring his rod in his hand. Whence it happened that Joseph (1) brought his rod along with the young men. And the rods having been handed over to the high priest, he offered a sacrifice to the Lord God, and inquired of the Lord. And the Lord said to him: Put all their rods into the holy of holies of God, and let them remain there, and order them to come to thee on the morrow to get back their rods; and the man from the point of whose rod a dove shall come forth, and fly towards heaven, and in whose hand the rod, when given back, shall exhibit this sign, to him let Mary be delivered to be kept.
On the following day, then, all having assembled early, and an incense-offering having been made, the high priest went into the holy of ho-lies, and brought forth the rods. And when he had distributed the rods, (2) and the dove came forth out of none of them, the high priest put on the twelve bells (3) and the sacerdotal robe; and entering into the holy of holies, he there made a burnt-offering, and poured forth a prayer. And the angel of the Lord appeared to him, saying: There is here the shortest rod, of which thou hast made no account: thou didst bring it in with the rest, but didst not take it out with them. When thou hast taken it out, and hast given it him whose it is, in it will appear the sign of which I spoke to thee. Now that was Joseph's rod; and because he was an old man, he had been cast off, as it were, that he might not receive her, but neither did he himself wish to ask back his rod. (4) And when he was humbly standing last of all, the high priest cried out to him with a loud voice, saying: Come, Joseph, and receive thy rod; for we are waiting for thee. And Joseph came up trembling, because the high priest had called him with a very loud voice. But as soon as he stretched forth his hand, and laid hold of his rod, immediately from the top of it came forth a dove whiter than snow, beautiful exceedingly, which, after long flying about the roofs of the temple, at length flew towards the heavens. Then all the people congratulated the old man, saying: Thou hast been made blessed in thine old age, O father Joseph, seeing that God hath shown thee to be fit to receive Mary. And the priests having said to him, Take her, because of all the tribe of Judah thou alone hast been chosen by God; Joseph began bashfully to address them, saying: I am an old man, and have children; why do you hand over to me this infant, who is younger than my grandsons? Then Abiathar the high priest said to him: Remember, Joseph, how Dathan and Abiron and Core perished, because they despised the will of God. So will it happen to thee, if thou despise this which is commanded thee by God. Joseph answered him: I indeed do not despise the will of God; but I shall be her guardian until I can ascertain concerning the will of God, as to which of my sons can have her as his wife. Let some virgins of her companions, with whom she may meanwhile spend her time, be given for a consolation to her. Abiathar the high priest answered and said: Five virgins indeed shall be given her for consolation, until the appointed day come in which thou mayst receive her; for to no other can she be joined in marriage.
Then Joseph received Mary, with the other five virgins who were to be with her in Joseph's house. These virgins were Rebecca, Sephora, Susanna, Abigea, and Cael; to whom the high priest gave the silk, and the blue, (5) and the fine linen, and the scarlet, and the purple, and the fine flax. For they cast lots among themselves what each virgin should do, and the purple for the veil of the temple of the Lord fell to the lot of Mary. And when she had got it, those virgins said to her: Since thou art the last, and humble, and younger than all, thou hast deserved to receive and obtain the purple. And thus saying, as it were in words of annoyance, they began to call her queen of virgins. While, however, they were so doing, the angel of the Lord appeared in the midst of them, saying: These words shall not have been uttered by way of annoyance, but prophesied as a prophecy most true. They trembled, therefore, at the sight of the angel, and at his words, and asked her to pardon them, and pray for them.
CHAP. 9.--And on the second day, while Mary was at the fountain to fill her pitcher, the angel of the Lord appeared to her, saying: Blessed art thou, Mary; for in thy womb thou hast prepared an habitation for the Lord. For, lo, the light from heaven shall come and dwell in thee, and by means of thee will shine over the whole world.
Again, on the third day, while she was working at the purple with her fingers, there entered a young man of ineffable beauty. And when Mary saw him, she exceedingly feared and trembled. And he said to her: Hail, Mary, full of grace; the Lord is with thee: blessed art thou among women, and blessed is the fruit of thy womb. [1] And when she heard these words, she trembled, and was exceedingly afraid. Then the angel of the Lord added: Fear not, Mary; for thou hast found favour with God: Behold, thou shalt conceive in thy womb, and shalt bring forth a King, who fills not only the earth, but the heaven, and who reigns from generation to generation.
CHAP. 10.--While these things were doing, Joseph was occupied with his work, house-building, in the districts by the sea-shore; for he was a carpenter. And after nine months he came back to his house, and found Mary pregnant. Wherefore, being in the utmost distress, he trembled and cried out, saying: O Lord God, receive my spirit; for it is better for me to die than to live any longer. And the virgins who were with Mary said to him: Joseph, what art thou saying? We know that no man has touched her; we can testify that she is still a virgin, and untouched. We have watched over her; always has she continued with us in prayer; daily do the angels of God speak with her; daily does she receive food from the hand of the Lord. We know not how it is possible that there can be any sin in her. But if thou wishest us to tell thee what we suspect, nobody but the angel of the Lord [2] has made her pregnant. Then said Joseph: Why do you mislead me, to believe that an angel of the Lord has made her pregnant? But it is possible that some one has pretended to be an angel of the Lord, and has beguiled her. And thus speaking, he wept, and said:
With what face shall I look at the temple of the Lord, or with what face shall I see the priests of God? What am I to do? And thus saying, he thought that he would flee, and send her away.
CHAP. 11.-- And when he was thinking of rising up and hiding himself, and dwelling in secret, behold, on that very night, the angel of the Lord appeared to him in sleep, saying: Joseph, thou son of David, fear not; receive Mary as thy wife: for that which is in her womb is of the Holy Spirit. And she shall bring forth a son, and His name shall be called Jesus, for He will save His people from their sins. And Joseph, rising from his sleep, gave thanks to God, and spoke to Mary and the virgins who were with her, and told them his vision. And he was comforted about Mary, saying: I have sinned, in that I suspected thee at all.
CHAP. 12.--After these things there arose a great report that Mary was with child. And Joseph was seized by the officers of the temple, and brought along with Mary to the high priest. And he with the priests began to reproach him, and to say: Why hast thou beguiled so great and so glorious a virgin, who was fed like a dove in the temple by the angels of God, who never wished either to see or to have a man, who had the most excellent knowledge of the law of God? If thou hadst not done violence to her, she would still have remained in her virginity. And Joseph vowed, and swore that he had never touched her at all. And Abiathar the high priest answered him: As the Lord liveth, I will give thee to drink of the water of drinking of the Lord, and immediately thy sin will appear.
Then was assembled a multitude of people which could not be numbered, and Mary was brought to the temple. And the priests, and her relatives, and her parents wept, and said to Mary: Confess to the priests thy sin, thou that wast like a dove in the temple of God, and didst receive food from the hands of an angel. And again Joseph was summoned to the altar, and the water of drinking of the Lord was given him to drink. And when any one that had lied drank this water, and walked seven times round the altar, God used to show some sign in his face. When, therefore, Joseph had drunk in safety, and had walked round the altar seven times, no sign of sin appeared in him. Then all the priests, and the officers, and the people justified him, saying: Blessed art thou, seeing that no charge has been found good against thee. And they summoned Mary, and said: And what excuse canst thou have? or what greater sign can appear in thee than the conception of thy womb, which betrays thee? This only we require of thee, that since Joseph is pure regarding thee, thou confess who it is that has beguiled thee. For it is better that thy confession should betray thee, than that the wrath of God should set a mark on thy face, and expose thee in the midst of the people. Then Mary said, stedfastly and without trembling: O Lord God, King over all, who knowest all secrets, if there be any pollution in me, or any sin, or any evil desires, or unchastity, expose me in the sight of all the people, and make me an example of punishment to all. Thus saying, she went up to the altar of the Lord boldly, and drank the water of drinking, and walked round the altar seven times, and no spot was found in her.
And when all the people were in the utmost astonishment, seeing that she was with child, and that no sign had appeared in her face, they began to be disturbed among themselves by conflicting statements: some said that she was holy and unspotted, others that she was wicked and defiled. Then Mary, seeing that she was still suspected by the people, and that on that account she did not seem to them to be wholly cleared, said in the hearing of all, with a loud voice, As the Lord Adonai liveth, the Lord of Hosts before whom I stand, I have not known man; but I am known by Him to whom from my earliest years I have devoted myself. And this vow I made to my God from my infancy, that I should remain unspotted in Him who created me, and I trust that I shall so live to Him alone, and serve Him alone; and in Him, as long as I shall live, will I remain unpolluted. Then they all began to kiss her feet and to embrace her knees, asking her to pardon them for their wicked suspicions. And she was led down to her house with exultation and joy by the people, and the priests, and all the virgins. And they cried out, and said: Blessed be the name of the Lord for ever, because He hath manifested thy holiness to all His people Israel.
CHAP. 13.--And it came to pass some little time after, that an enrolment was made according to the edict of Caesar Augustus, that all the world was to be enrolled, each man in his native place. This enrolment was made by Cyrinus, the governor of Syria, [1] It was necessary, therefore, that Joseph should enrol with the blessed Mary in Bethlehem, because to it they belonged, being of the tribe of Judah, and of the house and family of David. When, therefore, Joseph and the blessed Mary were going along the road which leads to Bethlehem, Mary said to Joseph: I see two peoples before me, the one weeping, and the other rejoicing. And Joseph answered: Sit still on thy beast, and do not speak superfluous words. Then there appeared before them a beautiful boy, clothed in white raiment, who-said to Joseph: Why didst thou say that the words which Mary spoke about the two peoples were superfluous? For she saw the people of the Jews weeping, because they have departed from their God; and the people of the Gentiles rejoicing, because they have now been added and made near to the Lord, according to that which He promised to our fathers Abraham, Isaac, and Jacob: for the time is at hand when in the seed of Abraham all nations shall be blessed. [2]
And when he had thus said, the angel ordered the beast to stand, for the time when she should bring forth was at hand; and he commanded the blessed Mary to come down off the animal, and go into a recess under a cavern, in which there never was light, but always darkness, because the light of day could not reach it. And when the blessed Mary had gone into it, it began to shine with as much brightness as if it were the sixth hour of the day. The light from God so shone in the cave, that neither by day nor night was light wanting as long as the blessed Mary was there. And there she brought forth a son, and the angels surrounded Him when He was being born. And as soon as He was born, He stood upon His feet, and the angels adored Him, saying: Glory to God in the highest, and on earth peace to men of good pleasure. [3] Now, when the birth of the Lord was at hand, Joseph had gone away to seek midwives. And when he had found them, he returned to the cave, and found with Mary the infant which she had brought forth. And Joseph said to the blessed Mary: I have brought thee two midwives--Zelomi [4] and Salome; and they are standing
r outside before the entrance to the cave, not daring to come in hither, because of the exceeding brightness. And when the blessed Mary heard this, she smiled; and Joseph said to her: Do not smile; but prudently allow them to visit thee, in case thou shouldst require them for thy cure. Then she ordered them to enter. And when Zelomi had come in, Salome having stayed without, Zelomi said to Mary: Allow me to touch thee. And when she had permitted her to make an examination, the midwife cried out with a loud voice, and said: Lord, Lord Almighty, mercy on us! It has never been heard or thought of, that any one should have her breasts full of milk, and that the birth of a son should show his mother to be a virgin. But there has been no spilling of blood in his birth, no pain in bringing him forth. A virgin has conceived, a virgin has brought forth, and a virgin she remains. And hearing these words, Salome said: Allow me to handle thee, and prove whether Zelomi have spoken the truth. And the blessed Mary allowed her to handle her. And when she had withdrawn her hand from handling her, it dried up, and through excess of pain she began to weep bitterly, and to be in great distress, crying out, and saying: O Lord God, Thou knowest that I have always feared Thee, and that without recompense I have cared for all the poor; I have taken nothing from the widow and the orphan, and the needy have I not sent empty away. And, behold, I am made wretched because of mine unbelief, since without a cause I wished to try Thy virgin.
And while she was thus speaking, there stood by her a young man in shining garments, saying: Go to the child, and adore Him, and touch Him with thy hand, and He will heal thee, because He is the Saviour of the world, and of all that hope in Him. And she went to the child with haste, and adored Him, and touched the fringe of the cloths in which He was wrapped, and instantly her hand was cured. And going forth, she began to cry aloud, and to tell the wonderful things which she had seen, and which she had suffered, and how she had been cured; so that many through her statements believed.
And some shepherds also affirmed that they had seen angels singing a hymn at midnight, praising and blessing the God of heaven, and saying: There has been born the Saviour of all, who is Christ the Lord, in whom salvation shall be brought back to Israel. [1]
Moreover, a great star, larger than any that had been seen since the beginning of the world, shone over the cave from the evening till the morning. And the prophets who were in Jerusalem said that this star pointed out the birth of Christ, who should restore the promise not only to Israel, but to all nations.
CHAP. 14.--And on the third day after the birth of our Lord Jesus Christ, the most blessed Mary went forth out of the cave, and entering a stable, placed the child in the stall, and the ox and the ass adored Him. Then was fulfilled that which was said by Isaiah the prophet, saying: The ox knoweth his owner, and the ass his master's crib. [2] The very animals, therefore, the ox and the ass, having Him in their midst, incessantly adored Him. Then was fulfilled that which was said by Abacuc the prophet, saying: [3] Between two animals thou art made manifest. In the same place Joseph remained with Mary three days.
CHAP. 15.--And on the sixth day they entered Bethlehem, where they spent the seventh day. And on the eighth day they circumcised the child, and called His name Jesus; for so He was called by the angel before He was conceived in the womb. [4] Now, after the days of the purifiation of Mary were fulfilled according to the law of Moses, then Joseph took the infant to the temple of the Lord. And when the infant had received parhithomus, [5]--parhithomus, that is, circumcision--they offered for Him a pair of turtle-doves, or two young pigeons. [6]
Now there was in the temple a man of God, perfect and just, whose name was Symeon, a hundred and twelve years old. He had received the answer from the Lord, that he should not taste of death till he had seen Christ, the Son of God, living in the flesh. And having seen the child, he cried out with a loud voice, saying: God hath visited His people, and the Lord hath fulfilled His promise. And he made haste, and adored Him. And after this he took Him up into his cloak and kissed His feet, and said: Lord, now lettest Thou Thy servant depart in peace, according to Thy word: for mine eyes have seen Thy salvation, which Thou hast prepared before the face of all peoples, to be a light to lighten the Gentiles, and the glory of Thy people Israel. [7]
There was also in the temple of the Lord, Anna, a prophetess, the daughter of Phanuel, of the tribe of Asher, who had lived with her husband seven years from her virginity; and she had now been a widow eighty-four years. And she never left the temple of the Lord, but spent her time in fasting and prayer. She also likewise adored the child, saying: In Him is the redemption of the world. [8]
CHAP. 16.--And when the second year was past, [9] Magi came from the east to Jerusalem, bringing great gifts. And they made strict inquiry of the Jews, saying: Where is the king who has been born to you? for we have seen his star in the east, and have come to worship him. And word of this came to King Herod, and so alarmed him that he called together the scribes and the Pharisees, and the teachers of the people, asking of them where the prophets had foretold that Christ should be born. And they said: In Bethlehem of Judah. For it is written: And thou Bethelehem, in the land of Judah, art by no means the least among the princes of Judah; for out of thee shall come forth a Leader who shall rule my people Israel. [1] Then King Herod summoned the magi to him, and strictly inquired of them when the star appeared to them. Then, sending them to Bethlehem, he said: Go and make strict inquiry about the child; and when ye have found him, bring me word again, that I may come and worship him also. And while the magi were going on their way, there appeared to them the star, which was, as it were, a guide to them, going before them until they came to where the child was. And when the magi saw the star, they rejoiced with great joy; and going into the house, they saw the child Jesus sitting in His mother's lap. Then they opened their treasures, and presented great gifts to the blessed Mary and Joseph. And to the child Himself they offered each of them a piece of gold. [2] And likewise one gave gold, another frankincense, and the third myrrh. [3] And when they were going to return to King Herod, they were warned by an angel in their sleep not to go back to Herod; and they returned to their own country by another road. [4]
CHAP. 17--And when Herod [5] saw that he had been made sport of by the magi, his heart swelled with rage, and he sent through all the roads, wishing to seize them and put them to death. But when he could not find them at all; he sent anew to Bethlehem and all its borders, and slew all the male children whom he found of two years old and under, according to the time that he had ascertained from the magi. [6]
Now the day before this was done Joseph was warned in his sleep by the angel of the Lord, who said to him: Take Mary and the child, and go into Egypt by the way of the desert. And joseph went according to the saying of the angel. [7]
CHAP. 18.--And having come to a certain cave, and wishing to rest in it, the blessed [8] Mary dismounted from her beast, and sat down with the child Jesus in her bosom. And there were with Joseph three boys, and with Mary a girl, going on the journey along with them. And, lo, suddenly there came forth from the cave many dragons; and when the children saw them, they cried out in great terror. Then Jesus went down from the bosom of His mother, and stood on His feet before the dragons; and they adored Jesus, and thereafter retired. Then was fulfilled that which was said by David the prophet, saying: Praise the Lord from the earth, ye dragons; ye dragons, and all ye deeps [9] And the young child Jesus, walking before them, commanded them to hurt no man. But Mary and Joseph were very much afraid lest the child should be hurt by the dragons. And Jesus said to them: Do not be afraid, and do not consider me to be a little child; for I am and always have been perfect; and all the beasts of the forest must needs be tame before me.
CHAP. 19.--Lions and panthers adored Him likewise, and accompanied them in the desert. Wherever Joseph and the blessed Mary went, they went before them showing them the way, and bowing their heads; and showing their submission by wagging their tails, they adored Him with great reverence. Now at first, when Mary saw the lions and the panthers, and various kinds of wild beasts, coming about them, she was very much afraid. But the infant Jesus looked into her face with a joyful countenance, and said: Be not afraid, mother; for they come not to do thee harm, but they make haste to serve both thee and me. With these words He drove all fear from her heart. And the lions kept walking with them, and with the oxen, and the asses, and the beasts of burden which carried their baggage, and did not hurt a single one of them, though they kept beside them; but they were tame among the sheep and the rams which they had brought with them from Judaea, and which they had with them. They walked among wolves, and feared nothing; and no one of them was hurt by another. Then was fulfilled that which was spoken by the prophet: Wolves shall feed with lambs; the lion and the ox shall eat straw together. [10] There were together two oxen drawing a waggon with provision for the journey, and the lions directed them in their path.
CHAP. 20.-- And it came to pass on the third day of their journey, while they were walking, that the blessed Mary was fatigued by the excessive heat of the sun in the desert; and seeing a palm tree, she said to Joseph: Let me rest a little under the shade of this tree. Joseph therefore made haste, and led her to the palm, and made her come down from her beast. And as the blessed Mary was sitting there, she looked up to the foliage of the palm, and saw it full of fruit, and said to Joseph: I wish it were possible to get some of the fruit of this palm. And Joseph said to her: I wonder that thou sayest this, when thou seest how high the palm tree is; and that thou thinkest of eating of its fruit. I am thinking more of the want of water, because the skins are now empty, and we have none wherewith to refresh ourselves and our cattle. Then the child Jesus, with a joyful countenance, reposing in the bosom of His mother, said to the palm: O tree, bend thy branches, and refresh my mother with thy fruit. And immediately at these words the palm bent its top down to the very feet of the blessed Mary; and they gathered from it fruit, with which they were all refreshed. And after they had gathered all its fruit, it remained bent down, waiting the order to rise from Him who bad commanded it to stoop. Then Jesus said to it: Raise thyself, O palm tree, and be strong, and be the companion of my trees, which are in the paradise of my Father; and open from thy roots a vein of water which has been hid in the earth, and let the waters flow, so that we may be satisfied from thee. And it rose up immediately, and at its root there began to come forth a spring of water exceedingly clear and cool and sparkling. And when they saw the spring of water, they rejoiced with great joy, and were satisfied, themselves and all their cattle and their beasts. Wherefore they gave thanks to God.
CHAP. 21. -- And on the day after, when they were setting out thence, and in the hour in which they began their journey, Jesus turned to the palm, and said: This privilege I give thee, O palm tree, that one of thy branches be carried away by my angels, and planted in the paradise of my Father. And this blessing I will confer upon thee, that it shall be said of all who conquer in any contest, You have attained the palm of victory. And while He was thus speaking, behold, an angel of the Lord appeared, and stood upon the palm tree; and taking off one of its branches, flew to heaven with the branch in his hand. And when they saw this, they fell on their faces, and became as it were dead. And Jesus said to them: Why are your hearts possessed with fear? Do you not know that this palm, which I have caused to be transferred to paradise, shall be prepared for all the saints in the place of delights, as it has been prepared for us in this place of the wilderness? And they were filled with joy; and being strengthened, they all rose up.
CHAP. 22.--After this, while they were going on their journey, Joseph said to Jesus: Lord, it is a boiling heat; if it please Thee, let us go by the sea-shore, that we may be able to rest in the cities on the coast. Jesus said to him: Fear not, Joseph; I will shorten the way for you, so that what you would have taken thirty days to go over, you shall accomplish in this one day. And while they were thus speaking, behold, they looked forward, and began to see the mountains and cities of Egypt.
And rejoicing and exulting, they came into the regions of Hermopolis, and entered into a certain city of Egypt which is called Sotinen; [1] and because they knew no one there from whom they could ask hospitality, they went into a temple which was called the Capitol of Egypt. And in this temple there had been set up three hundred and fifty-five idols, [2] to each of which on its own day divine honours and sacred rites were paid. For the Egyptians belonging to the same city entered the Capitol, in which the priests told them how many sacrifices were offered each day, according to the honour in which the god was held.
CHAP. 23.--And it came to pass, when the most blessed Mary went into the temple with the little child, that all the idols prostrated themselves on the ground, so that all of them were lying on their faces shattered and broken to pieces; [3] and thus they plainly showed that they were nothing. Then was fulfilled that which was said by the prophet Isaiah: Behold, the Lord will come upon a swift cloud, and will enter Egypt, and all the handiwork of the Egyptians shall be moved at His presence. [4]
CHAP. 24.--Then Affrodosius, that governor of the city, when news of this was brought to him, went to the temple with all his army. And the priests of the temple, when they saw Affrodosius with all his army coming into the temple, thought that he was making haste only to see vengeance taken on those on whose account the gods had fallen down. But when he came into the temple, and saw all the gods lying prostrate on their faces, he went up to the blessed Mary, who was carrying the Lord in her bosom, and adored Him, and said to all his army and all his friends: Unless this were the God of our gods, our gods would not have fallen on their faces before Him; nor would they be lying prostrate in His presence: wherefore they silently confess that He is their Lord. Unless we, therefore, take care to do what we have seen our gods doing, we may run the risk of His anger, and all come to destruction, even as it happened to Pharaoh king of the Egyptians, who, not believing in powers so mighty, was drowned in the sea, with all his army. [5] Then all the people of that same city believed in the Lord God through Jesus Christ.
CHAP. 25.--After no long time the angel said to Joseph: Return to the land of Judah, for they are dead who sought the child's life. [1]
CHAP. 26.--And it came to pass, after Jesus had returned out of Egypt, when He was in Galilee, and entering on the fourth year of His age, that on a Sabbath-day He was playing with some children at the bed of the Jordan. And as He sat there, Jesus made to Himself seven pools of clay, and to each of them He made passages, through which at His command He brought water from the torrent into the pool, and took it back again. Then one of those children, a son of the devil, moved with envy, shut the passages which supplied the pools with water, and overthrew what Jesus had built up. Then said Jesus to him: Woe unto thee, thou son of death, thou son of Satan! Dost thou destroy the works which I have wrought? And immediately he who had done this died. Then with great uproar the parents of the dead boy cried out against Mary and Joseph, saying to them: Your son has cursed our son, and he is dead. And when Joseph and Mary heard this, they came forthwith to Jesus, on account of the outcry of the parents of the boy, and the gathering together of the Jews. But Joseph said privately to Mary: I dare not speak to Him; but do thou admonish Him, and say: Why hast Thou raised against us the hatred of the people; and why must the troublesome hatred of men be borne by us? And His mother having come to Him, asked Him, saying: My Lord, what was it that he did to bring about his death? And He said: He deserved death, because he scattered the works that I had made. Then His mother asked Him, saying: Do not so, my Lord, because all men rise up against us. But He, not wishing to grieve His mother, with His right foot kicked the hinder parts of the dead boy, and said to him: Rise, thou son of iniquity for thou art not worthy to enter into the rest of my Father, because thou didst destroy the works which I had made. Then he who had been dead rose up, and went away. And Jesus, by the word of His power, brought water into the pools by the aqueduct.
CHAP. 27.--And it came to pass, after these
things, that in the sight of all Jesus took clay froth the pools which He had made, and of it made twelve sparrows. And it was the Sabbath when Jesus did this, and there were very many children with Him. When, therefore, one of the Jews had seen Him doing this, he said to Joseph: Joseph, dost thou not see the child
Jesus working on the Sabbath at what it is not lawful for him to do? for he has made twelve sparrows of clay. And when Joseph heard this, he reproved him, saying: Wherefore doest thou on the Sabbath such things as are not lawful for us to do? And when Jesus heard Joseph, He struck His hands together, and said to His sparrows: Fly! And at the voice of His command they began to fly. And in the sight and hearing of all that stood by, He said to the birds: Go and fly through the earth, and through all the world, and live. And when those that were there saw such miracles, they were filled with great astonishment. And some praised and admired Him, but others reviled Him. And certain of them went away to the chief priests and the heads of the Pharisees, and reported to them that Jesus the son of Joseph had done great signs and miracles in the sight of all the people of Israel. And this was reported in the twelve tribes of Israel.
CHAP. 28.--And again the son of Annas, a priest of the temple, who had come with Joseph, holding his rod in his hand in the sight of all, with great fury broke down the dams which Jesus had made with His own hands, and let out the water which He had collected in them from the torrent. Moreover, he shut the aqueduct by which the water came in, and then broke it down. And when Jesus saw this, He said to that boy who had destroyed His dams: O most wicked seed of iniquity! O son of death! O workshop of Satan! verily the fruit of thy seed shall be without strength, and thy roots without moisture, and thy branches withered, bearing no fruit. And immediately, in the sight of all, the boy withered away, and died.
CHAP. 29.--Then Joseph trembled, and took hold of Jesus, and went with Him to his own house, and His mother with Him. And, behold, suddenly from the opposite direction a boy, also a worker of iniquity, ran up and came against the shoulder of Jesus, wishing to make sport of Him, or to hurt Him, if he could. And Jesus said to him: Thou shall not go back safe and sound from the way that thou goest. And immediately he fell down, and died. And the parents of the dead boy, who had seen what happened, cried out, saying: Where does this child come from? It is manifest that every word that he says is true; and it is often accomplished before he speaks. And the parents of the dead boy came to Joseph, and said to him: Take away that Jesus from this place, for he cannot live with us in this town; or at least teach him to bless, and not to curse. And Joseph came up to Jesus, and admonished Him, saying: Why doest thou such things? For already many are in grief and against thee, and hate us on thy account, and we endure the reproaches of men because of thee. And Jesus answered and said unto Joseph: No one is a wise son but he whom his father hath taught, according to the knowledge of this time; and a father's curse can hurt none but evil-doers. Then they came together against Jesus, and accused him to Joseph. When Joseph saw this, he was in great terror, fearing the violence and uproar of the people of Israel. And the same hour Jesus seized the dead boy by the ear, and lifted him up from the earth in the sight of all: and they saw Jesus speaking to him like a father to his son. And his spirit came back to him, and he revived. And all of them wondered.
CHAP. 30.--Now a certain Jewish schoolmaster named Zachyas[1] heard Jesus thus speaking; and seeing that He could not be overcome, from knowing the power that was in Him,[2] he became angry, and began rudely and foolishly, and without fear, to speak against Joseph. And he said: Dost thou not wish to entrust me with thy son, that he may be instructed in human learning and in reverence? But I see that Mary and thyself have more regard for your son than for what the elders of the people of Israel say against him. You should have given more honour to us, the elders of the whole church of Israel, both that he might be on terms of mutual affection with the children, and that among us he might be instructed in Jewish learning. Joseph, on the other hand, said to him: And is there any one who can keep this child, and teach him? But if thou canst keep him and teach him, we by no means hinder him from being taught by thee those things which are learned by all. And Jesus, having heard what Zachyas had said, answered and said unto him: The precepts of the law which thou hast just spoken of, and all the things that thou hast named, must be kept by those who are instructed in human learning; but I am a stranger to your law-courts, because I have no father after the flesh. Thou who readest the law, and art learned in it, abidest in the law; but I was before the law, But since thou thinkest that no one is equal to thee in learning, thou shalt be taught by me, that no other can teach anything but those things which thou hast named. But he alone can who is worthy.[3] For when I shall be exalted on earth, I will cause to cease all mention of your genealogy. For thou knowest not when thou wast born: I alone know when you were born, and how long your life on earth will be. Then all who heard these words were struck with astonishment, and cried out: Oh! oh! oh! this marvellously great and wonderful mystery. Never have we heard the like! Never has it been heard from any one else, nor has it been said or at any time heard by the prophets, or the Pharisees, or the scribes. We know whence he is sprung, and he is scarcely five years old; and whence does he speak these words? The Pharisees answered: We have never heard such words spoken by any other child so young. And Jesus answered and said unto them: At this do ye wonder, that such things are said by a child? Why, then, do ye not believe me in those things which I have said to you? And you all wonder because I said to you that I know when you were born. I will tell you greater things, that you may wonder more. I have seen Abraham, whom you call your father, and have spoken with him; and he has seen me.[4] And when they heard this they held their tongues, nor did any of them dare to speak. And Jesus said to them: I have been among you with children, and you have not known me; I have spoken to you as to wise men, and you have not understood my words; because you are younger than I am,[5] and of little faith.
CHAP. 31--A second time the master Zachyas, doctor of the law, said to Joseph and Mary: Give me the boy, and I shall hand him over to master Levi, who shall teach him his letters and instruct him. Then Joseph and Mary, soothing Jesus, took Him to the schools, that He might be taught His letters by old Levi. And as soon as He went in He held His tongue. And the master Levi said one letter to Jesus, and, beginning from the first letter Aleph, said to Him: Answer. But Jesus was silent, and answered nothing. Wherefore the preceptor Levi was angry, and seized his storax-tree rod, and struck Him on the head. And Jesus said to the teacher Levi: Why dost thou strike me? Thou shall know in truth, that He who is struck can teach him who strikes Him more than He can be taught by him. For I can teach you those very things that yon are saying. But all these are blind who speak and hear, like sounding brass or tinkling cymbal, in which there is no perception of those things which are meant by their sound.[6] And Jesus in addition said to Zachyas: Every letter from Aleph even to Thet[7] is known by its arrangement. Say thou first, therefore, what Thet is, and I will tell thee what Aleph is. And again Jesus said to them: Those who do not know Aleph, how can they say Thet, the hypocrites? Tell me what the first one, Aleph, is; and I shall then believe you when you have said Beth. And Jesus began to ask the names of the letters one by one, and said: Let the master of the law tell us what the first letter is, or why it has many triangles, gradate, subacute, mediate, obduced, produced, erect, prostrate, curvistrate.[1] And when Levi heard this, he was thunderstruck at such an arrangement of the names of the letters. Then he began in the heating of all to cry out, and say: Ought such a one to live on the earth? Yea, he ought to be hung on the great cross. For he can put out fire, and make sport of other modes of punishment. I think that he lived before the flood, and was born before the deluge. For what womb bore him? or what mother brought him forth? or what breasts gave him suck? I flee before him; I am not able to withstand the words from his mouth, but my heart is astounded to hear such words. I do not think that any man can understand what he says, except God were with him. Now I, unfortunate wretch, have given myself up to be a laughing- stock to him. For when I thought I had a scholar, I, not knowing him, have found my master. What shall I say? I cannot withstand the words of this child: I shall now flee from this town, because I cannot understand them. An old man like me has been beaten by a boy, because I can find neither beginning nor end of what he says. For it is no easy matter to find a beginning of himself.[2] I tell you of a certainty, I am not lying, that to my eyes the proceedings of this boy, the commencement of his conversation, and the upshot of his intention, seem to have nothing in common with mortal man. Here then I do not know whether he be a wizard or a god; or at least an angel of God speaks in him. Whence he is, or where he comes from, or who he will turn out to be, I know not. Then Jesus, smiling at him with a joyful countenance, said in a commanding voice to all the sons of Israel standing by and hearing: Let the unfruitful bring forth fruit, and the blind see, and the lame walk right, and the poor enjoy the good things of this life, and the dead live, that each may return to his original state, and abide in Him who is the root of life and of perpetual sweetness. And when the child Jesus had said this, forthwith all who had fallen under malignant diseases were restored. And they did not dare to say anything more to Him, or to hear anything from Him.
CHAP. 32.--After these things, Joseph and Mary departed thence with Jesus into the city of Nazareth; and He remained there with His parents. And on the first of the week, when Jesus was playing with the children on the roof of a certain house, it happened that one of the children pushed another down from the roof to the ground, and he was killed. And the parents of the dead boy, who had not seen this, cried out against Joseph and Mary, saying: Your son has thrown our son down to the ground, and he is dead. But Jesus was silent, and answered them nothing. And Joseph and Mary came in haste to Jesus.; and His mother asked Him, saying: My lord, tell me if thou didst throw him down. And immediately Jesus went down from the roof to the ground, and called the boy by his name, Zeno. And he answered Him: My lord. And Jesus said to him: Was it I that threw thee down from the roof to the ground? And he said: No, my lord. And the parents of the boy who had been dead wondered, and honoured Jesus for the miracle that had been wrought. And Joseph and Mary departed thence with Jesus to Jericho.
CHAP. 33.--Now Jesus was six years old, and His mother sent Him with a pitcher to the fountain to draw water with the children. And it came to pass, after He had drawn the water, that one of the children came against Him, and struck the pitcher, and broke it. But Jesus stretched out the cloak which He had on, and took up in His cloak as much water as there had been in the pitcher, and carried it to His mother. And when she saw it she wondered, and reflected within herself, and laid up all these things in her heart.[3]
CHAP. 34.--Again, on a certain day, He went forth into the field, and took a little wheat from His mother's barn, and sowed it Himself. And it sprang up, and grew, and multiplied exceedingly. And at last it came to pass that He Himself reaped it, and gathered as the produce of it three kors,[4] and gave it to His numerous acquaintances.[5]
CHAP. 35.--There is a road going out of Jericho and leading to the river Jordan, to the place where the children of Israel crossed: and there the ark of the covenant is said to have rested. And Jesus was eight years old, and He went out of Jericho, and went towards the Jordan. And there was beside the road, near the bank of the Jordan, a cave where a lioness was nursing her cubs; and no one was safe to walk that way. Jesus then, coming from Jericho, and knowing that in that cave the lioness bad brought forth her young, went into it in the sight of all. And when the lions saw Jesus, they ran to meet Him, and adored Him. And Jesus was sitting in the cavern, and the lion's cubs ran hither and thither round His feet, fawning upon Him, and sporting. And the older lions, with their heads bowed down, stood at a distance, and adored Him, and fawned upon Him with their tails. Then the people who were standing afar off, not seeing Jesus, said: Unless he or his parents had committed grievous sins, he would not of his own accord have offered himself up to the lions. And when the people were thus reflecting within themselves, and were lying under great sorrow, behold, on a sudden, in the sight of the people, Jesus came out of the cave, and the lions went before Him, and the lion's cubs played with each other before His feet. And the parents of Jesus stood afar off, with their heads bowed down, and watched; likewise also the people stood at a distance, on account of the lions; for they did not dare to come close to them. Then Jesus began to say to the people: How much better are the beasts than you, seeing that they recognise their Lord, and glorify Him; while you men, who have been made after the image and likeness of God, do not know Him! Beasts know me, and are tame; men see me, and do not acknowledge me.
CHAP. 36.--After these things Jesus crossed the Jordan, in the sight of them all, with the lions; and the water of the Jordan was divided on the right hand and on the left.[1] Then He said to the lions, in the hearing of all: Go in peace, and hurt no one; but neither let man injure you, until you return to the place whence you have come forth. And they, bidding Him farewell, not only with their gestures but with their voices, went to their own place. But Jesus returned to His mother.
CHAP. 37.--Now Joseph[2] was a carpenter, and used to make nothing else of wood but ox-yokes, and ploughs, and implements of husbandry, and wooden beds. And it came to pass that a certain young man ordered him to make for him a couch six cubits long. And Joseph commanded his servant[3] to cut the wood with an iron saw, according to the measure which he had sent. But he did not keep to the prescribed measure, but made one piece of wood shorter than the other. And Joseph was in perplexity, and began to consider what he was to do about this. And when Jesus saw him in this state of cogitation, seeing that it was a matter of impossibility to him, He addresses him with words of comfort, saying: Come, let us take hold of the ends of the pieces of wood, and let us put them together, end to end, and let us fit them exactly to each other, and draw to us, for we shall be able to make them equal. Then Joseph did what he was bid, for he knew that He could do whatever He wished. And Joseph took hold of the ends of the pieces of wood, and brought them together against the wall next himself, and Jesus took hold of the other ends of the pieces of wood, and drew the shorter piece to Him, and made it of the same length as the longer one. And He said to Joseph: Go and work, and do what thou hast promised to do. And Joseph did what he had promised.[4]
CHAP. 38.--And it came to pass a second time, that Joseph and Mary were asked by the people that Jesus should be taught His letters in school. They did not refuse to do so; and according to the commandment of the elders, they took Him to a master to be instructed in human learning. Then the master began to teach Him in an imperious tone, saying: Say Alpha.[5] And Jesus said to him: Do thou tell me first what Betha is, and I will tell thee what Alpha is. And upon this the master got angry and struck Jesus; and no sooner had he struck Him, than he fell down dead.
And Jesus went home again to His mother. And Joseph, being afraid, called Mary to him, and said to her: Know of a surety that my soul is sorrowful even unto death on account of this child. For it is very likely that at some time or other some one will strike him in malice, and he will die. But Mary answered and said: O man of God! do not believe that this is possible. You may believe to a certainty that He who has sent him to be born among men will Himself guard him from all mischief, and will in His own name preserve him from evil.
CHAP. 39.--Again the Jews asked Mary and Joseph a third time to coax Him to go to another master to learn. And Joseph and Mary, fearing the people, and the overbearing of the princes, and the threats of the priests, led Him again to school, knowing that He could learn nothing from man, because He had perfect knowledge from God only. And when Jesus had entered the school, led by the Holy Spirit, He took the book out of the hand of the master who was teaching the law, and in the sight and hearing of all the people began to read, not indeed what was written in their book; but He spoke in the Spirit of the living God, as if a stream of water were gushing forth from a living fountain, and the fountain remained always full. And with such power He taught the people the great things of the living God, that the master himself fell to the ground and adored Him. And the heart of the people who sat and heard Him saying such things was turned into astonishment. And when Joseph heard of this, he came running to Jesus, fearing that the master himself was dead. And when the master saw him, he said to him: Thou hast given me not a scholar, but a master; and who can withstand his words? Then was fulfilled that which was spoken by the Psalmist: The river of God is full of water: Thou hast prepared them corn, for so is the provision for it.[1]
CHAP. 40.--After these things Joseph departed thence with Mary and Jesus to go into Capernaum by the sea-shore, on account of the malice of his adversaries. And when Jesus was living in Capernaum, there was in the city a man named Joseph, exceedingly rich. But he had wasted away under his infirmity, and died, and was lying dead in his couch. And when Jesus heard them in the city mourning, and weeping, and lamenting over the dead man, He said to Joseph: Why dost thou not afford the benefit of thy favour to this man, seeing that he is called by thy name? And Joseph answered him: How have I any power or ability to afford him a benefit? And Jesus said to him: Take the handkerchief which is upon thy head, and go and put it on the face of the dead man, and say to him: Christ heal thee; and immediately the dead man will be healed, and will rise from his couch. And when Joseph heard this, he went away at the command of Jesus, and ran, and entered the house of the dead man, and put the handkerchief which he was wearing on his head upon the face of him who was lying in the couch, and said: Jesus heal thee. And forthwith the dead man rose from his bed, and asked who Jesus was.[2]
CHAP. 41.--And they went away from Capernaum into the city which is called Bethlehem; and Joseph lived with Mary in his own house, and Jesus with them. And on a certain day Joseph called to him his first-born son James,[3] and sent him into the vegetable garden to gather vegetables for the purpose of making broth. And Jesus followed His brother James into the garden; but Joseph and Mary did not know this. And while James was collecting the vegetables, a viper suddenly came out of a hole and struck his hand,[4] and he began to cry out from excessive pain. And, becoming exhausted, he said, with a bitter cry: Alas! alas! an accursed viper has struck my hand. And Jesus, who was standing opposite to him, at the bitter cry ran up to James, and took hold of his hand; and all that He did was to blow on the hand of James, and cool it: and immediately James was healed, and the serpent died. And Joseph and Mary did not know what had been done; but at the cry of James, and the command of Jesus, they ran to the garden, and found the serpent already dead, and James quite cured.
CHAP. 42.--And Joseph having come to a feast with his sons, James, Joseph, and Judah, and Simeon and his two daughters, Jesus met them, with Mary His mother, along with her sister Mary of Cleophas, whom the Lord God had given to her father Cleophas and her mother Anna, because they had offered Mary the mother of Jesus to the Lord. And she was called by the same name, Mary, for the consolation of her parents.[5] And when they had come together, Jesus sanctified and blessed them, and He was the first to begin to eat and drink; for none of them dared to eat or drink, or to sit at table, or to break bread, until He had sanctified them, and first done so. And if He happened to be absent, they used to wait until He should do this. And when He did not wish to come for refreshment, neither Joseph nor Mary, nor the sons of Joseph, His brothers, came. And, indeed, these brothers, keeping His life as a lamp before their eyes, observed Him, and feared Him. And when Jesus slept, whether by day or by night, the brightness of God shone upon Him. To whom be all praise and glory for ever and ever. Amen, amen.
الإصحاح الأول
يواقيم المستقيم وزوجته حنه بدون ذرية
كان في إسرائيل رجل اسمه يواقيم، من سبط يهوذا، كان يرعى أغنامه، خائفًا الله في بساطة قلبه واستقامته، وليس له من همًّ آخر سوى همَّ قطعانه، التي كان يستخدم منتجاتها لإطعام الذين كانوا يخافون الله، مقدَّمًا قرابين مضاعفة في خوف الربّ، ومغيثًا المعوزين وكان يضع ثلاث حصص من خرافه، وأرزاقه وكلّ الأشياء التي يملكها؛ ويعطي واحدة للأرمل، واليتامى، والغرباء والفقراء؛ والأخرى للمنذورين لخدمة الله، ويحتفظ بالثالثة لنفسه وكل بيته. وقد ضاعف الله قطعيه بحيث لم يكن هناك أحد يمكن أن يًقارن به في كلّ بلاد إسرائيل. وبدأ يسلك هكذا منذ الخامسة عشرة من عمره. وعندما بلغ العشرين من عمره، اتخذ امرأةً حنة، ابنة يساكر، التي كانت من نفس سبطه، من سبط يهوذا، من نسل داود؛ وبعدها سكن عشرين عامًا معها، لم يُرزَق منها أولادًا.
الإصحاح الثاني
الملاك يبشّر حنة ويواقيم
وحدث أن يواقيم قَدمَ في أيام العيد بين الذين يحملون قرابين للربّ، يقدَّم تقدماته في حضرة الربّ. لكن كاتبًا من الهيكل، اسمه راؤبين، اقترب منه وقال له: "لا يليق أن تقف بين الذين يقدمون ذبائح لله، لأن الله لم يباركك، ولم يمنحك نسلًا في إسرائيل". فأنسحب يواقيم من الهيكل باكيًا، مهانًا في حضور الشعب، ولم يَعُدْ إلى بيته؛ لكنه مضى نحو قطعانه أخذًا معه رعاته إلى الجبال، إلى بلاد بعيدة؛ ولم تسمع عنه زوجته حنه أي خبر لمدة خمسة أشهر. وكانت تبكي في صلواتها، وتقول: "أيها الربّ الكلي القدرة، يا إله إسرائيل، لمَاذا لم ترزقني ولدًا، ولمَاذا أخذت زوجي مني؟ "أنني لا أعرف أن كان ميتًا، ولا أدري كيف أعمل لدفنه". وداخلت بيتها، وأخذت تبكي بمرارة، وسجدت لتصلّي، موجَّهةً توسُّلاتها إلى الربّ. وفيما هي تنهض من صلاتها وترفع عينَيها إلى الله، رأت عشًَّا للعصافير في شجرة غار، فقالت وهي نائحة: "أيها الربّ الإله الكلي القدرة، أنت الذي أعطيت المخلوقات كلّها نسلًا، البهائم والحيات، والأسماك والطيور، والذي يجعلها تسر بصغارها، أحمدك، لأنك شئت أن أكون وحدي مستثناة من أفضال جودك؛ فأنت تعرف، يا ربّي، سرَّ قلبي؛ لقد نذرت، منذ بدء رحلتي، أنك لو رزقتني أبنًا أو ابنةً. لكنت كرسته لك في هيكلك المقدَّس". وعندما قالت ذلك، ظهر ملاك الربّ فجأة أمام وجهها، قائلًا لها: "لا تخافي، يا حنة لأن نسلك في مجلس الله، وستتعجب جميع الأجيال حتى الانقضاء لذلك الذي سيولد منك". وعندما قال ذلك اختفي من أمام ناظريها. ودخلت حنة غرفتها، مرتجفةً مذعورةً لأنها شاهدت رؤيا كهذه، وسمعت كلامًا كهذا، وارتمت فوق سريرها كميتة، وخلال النهار كلّه والليل كلّه، كانت تصلي بخوف عظيم. ثم نادت إليها خادمتها، وقالت لها: "لقد رأيتني حزينة لعُقْري وترمُّلي، ولم تريدي أن تأتي إليّ". فأجابت خادمتها هامسةً: "إذا كان الله قد أغلق رحمك، وإذا كان قد أبعد عنك زوجك، فماذا يمكنني أن أفعل من أجلك؟" فرفعت حنة صوتها، وقد سمعت ذلك، وبكت وهي تطلق صيحات ألم.
الإصحاح الثالث
ظهور الملاك ليواقيم
وفي نفس الوقت، ظهر شاب وسط الجبال ليواقيم وهو يرعى قطعيه وقال له: "لماذا لا تعد إلى زوجتك؟" فقال يواقيم: "كانت لي خلال عشرين عامًا؛ أنما الآن، بما أن الله لم يشأ أن أُرزق منها أولادًا، طُردت من الهيكل بحقارة، فلماذاَ أعود إلى إليها؟" لكنني سوف أُوزَّع، بيد خدامي، على الفقراء، والأرامل، واليتامى وكهنة الله الأرزاق التي تعود إليهم". وعندما قال ذلك، أجابه الشاب: "أنا ملاك الله، وقد ظهرت لزوجتك التي كانت تبكي وتصلي، وعزَّيتها، لأنك تركتها مثٌقلة بحزن شديد. إعلَمْ في خصوص امرأتك، أنها ستحيل بابنة ستكون في هيكل الله، وسيسكن الروح القدس فيها، وتكون بركتها أعظم من كلّ النساء القديسات؛ بحيث لا يستطيع احد أن يقول أن مثيلة لها كانت قبلها، أو أنه ستوجد مثيلة لها بعدها على مدى الأجيال؛ وسيكون ابنها مباركًا، وهي نفسها ستكون مباركة، وستكون أُم البركة الأبدية. لذلك أنزَلْ من الجبل وعُدْ إلى زوجتك، واحمدا معًا الله العليّ القدير".
فسجد يواقيم للملاك وقال له: "أن وجدت نعمة في عينيك، فاسترحْ قليلًا تحت خيمتي، وباركْني، أنا خادمك". فقال له الملاك: "لا تَقُلْ: أنا خادمك، بل أنا رفيقك؛ فأننا خدام ربًّ واحد؛ لأن طعامي غير مرئي، وشرابي لا يمكن أن يراه البشر الفانون. إذًا، لا يجب أن تسألني الدخول تحت خيمتك؛ بل ما كنت تريد إعطائي إياه، قدَّمْه محرقةً لله". فحينئذ أخذ يواقيم حملًا بلا عيب، وقال للملاك: "ما كنت لأجرؤ على تقديم محرقتي لو لم يُعطني أمرك حق ممارسة الكهنوت المقدس؟" فقال له الملاك: "ما كنت لأدعوك إلى أن تُضَحَّي، لو لم أعرف إرادة الله". والحال هذه حدث أن يواقيم حين قدَّم ذبيحة، فصعد ملاك الربّ إلى السماوات مع رائحة الضحية ودخانها.
حينئذ سجد يواقيم ووجهه إلى الأرض، وظل هكذا من الساعة السادسة حتى المساء. وارتعب خدامه وأُجراؤه، وقد جاؤوا ولن يعلموا ما هو سبب ما يرونه، ودنَوا منه، ظانين أنه مات، وأنهضوه من على الأرض بمشقة. وعندما روى لهم ما رآه، استولى عليهم ذعر شديد وإعجاب، وحثّوه على أن ينُجز ما أمره به الملاك دون تأخير، وأن يعود سريعًا لامرأته. وحين كان يواقيم يفكر في ذهنه عما إذا كان عليه العودة أم لا، فاجأه النوم. وإذا بملاك الربّ، الذي ظهر له بالأمس، ظهر له وهو نائم، قائلًا: "أنا الملاك المعين من الله حارسًا؛ أنزَلْ دون خوف وعُدْ إلى لحنة، لأن أعمال الرحمة التي أتممتها، أنت وامرأتك، قُدَّمَتْ في حضرة العلي، وأُعطي لك نسل لم يناله لا الأنبياء ولا القديسون ولن ينالوه أبدًا". ولما استيقظ يواقيم من نومه، نادى إليه حراس قطعانه، وروى لهم ما رآه. فسجدوا للربّ، وقالوا له: "أنظر لا تستخف أكثر بما قاله ملاك الله؛ بل أنهًض، ولنرحَلْ، ولنمض في سير بطئ ونحن نرعى القطعان".
ولما ساروا ثلاثين يومًا، ظهر ملاك الربّ لحنة، التي كانت تتضرّع، وقال لها: "أذهبي إلى الباب المدعو المذهّب، وتوجَّهي لاستقبال زوجك، لأنه سيأتي إليك اليوم". فنهضت سريعًا، وانطلقت مع خادماتها، ووقفت قرب ذلك الباب وهي تبكي؛ وعندما انتظرت طويلًا، وكانت على وشك الإغماء من ذلك الانتظار الطويل، إذا بها وهي ترفع عينَيها، تُبصر يواقيم الذي كان آتيا مع قطعانه. فركضت حنة ترتمي على عنقه، شاكرةً الله، وقائلةً: "كنت أرملةً، وها أنني لن أعود عاقرًا، وها أنني سأحبل". وحلَّ فرح عظيم بين الأهل كلّهم والذين يعرفونهما، وكانت ارض إسرائيل بأسرها في حبور بسبب ذلك النبأ.
الإصحاح الرابع
ولادة مريم وتقديمها للهيكل
ومن ثمَّ، حبلت حنة، وبعد تسعة أشهر تامة، أنجبت ابنةً أسمتها مريم. وحين فطمتها في العام الثالث، مضيا معًا، يواقيم وامرأته حنة، إلى هيكل الربّ، وقدَّما قرابين، وقدَّما ابنتهما مريم للهيكل، لتكون مقبولة بين العذارى اللواتي يمضين النهار والليل يسبحوّن الربّ. ولما وُضعت في هيكل الربّ، صعدت راكضةً الدرجات الخمس عشرة، من دون أن تنظر إلى الوراء ومن دون أن تسأل عن أبوَيها، كما يفعل الأطفال عادةً. فامتلأوا كلّهم دهشةً لهذا المشهد، واستولت الدهشة على كهنة الهيكل.
الإصحاح الخامس
تسبحة حنة
حينئذ امتلأت حنة من الروح القدس وقالت: "الربّ إله الجنود، تذكَّر كلامه، وافتقد شعبه في مدينته المقدسة، ليُذلَّ الأُمم التي كانت تقاومنا ويهدي قلوبها إليه. فتح أُذنَيه لصوتنا وأبعد عنا سرور أعدائنا. المرأة العاقر أصبحت أمًّا، وأنجبت الفرح لإسرائيل وسرورها. وها أنني أستطيع تقديم قرابين للربّ، وكان أعدائي يريدون منعي من ذلك. الربّ صرعهم أمامي، ووهبني فرحًا أبديًا".
الإصحاح السادس
مريم موضع إعجاب الجميع في الهيكل
كانت مريم موضع إعجاب للشعب كلّه، فحين كانت في الثالثة من عمرها، كانت تمشي بوقار، وتكرَّس نفسها لتسحبه الربّ بغيرة وهمة إلى حد أن الجميع كانوا مذهولين إعجابًا ودهشةً: فلم تكن تبدو كطفلةً، بل تظهر كشخصية ناضجة عمرها ثلاثون عامًا، من فرط تفرُّغها للصلاة بعناية ومثابرة. وكان وجهها يسطع كالثلج، بحيث ينظر إلى وجهها بصعوبة. وكانت تدأب على عمل أشغال الصوف، وكلّ ما كانت لا تستطيع فهمه نساء مسنَّات، كانت تشرحه، وهي لا تزال في نعومة أظفارها. وكانت قد فرضت على نفسها نظامًا هو الدأب على التضرع منذ الصباح حتى الساعة الثالثة وتكريس نفسها للعمل اليدوي منذ الساعة الثالثة حتى التاسعة. ومنذ الساعة التاسعة، لم تتوقَّف عن الصلاة إلى أن يظهر ملاك الربّ؛ حينئذ كانت تتلقى طعامها من يده، لتتقدَّم في صورة أفضل في محبة الله. ومن العذارى الأُخريات كلّهن الأكبر سنًا منها واللواتي كانت تتهذَّب وإياهن في خدمة الله، لم تكن توجد مَنْ هي أدقُّ في السهر، أعلم بحكمة شريعة الله، أكثر امتلاءً تواضعًا، أمهر في أنشاد مزامير داود، أكثر امتلاءً محبةً لطيفةً، أنقى عفَّةً، أكمل في فضيلة. لأنها كانت وفيَّة، مستقرة، مثابرة، وكانت تفيد في كلّ يوم مواهب من كلّ نوع.
لم يسمعها أحد أبدًا تقول سوءًا، ولم يراها أحد أبدًا تغضب، كلّ أحاديثها كانت مملوءة لطافةً، وكانت الحقيقة تظهر من فمها. كانت منشغلةً دومًا بالصلاة وتأمُّل شريعة الله، وكانت تنشر اهتمامها على رفيقاتها، متخوَّفة من أن تخطئ إحداهن بالكلام، أو ترفع صوتها ضاحكةً، أو تنتفخ كبرياءَ، أو تكون لها مسالك سيئة تجاه أبيها وأُمها. وكانت تسبح الله بلا انقطاع، ولئلا يتمكَّن مَنْ يحيّويها من أن يحرفوها عن تسبيح الله، كانت تجبيهم: "الشكر لله!" ومنها جاءت العادة التي اتَّبعها الناس الوَرعون بالإجابة على مَنْ يحيّونهم: "الشكر لله!" كانت تتناول كلّ يوم الطعام الذي كانت تتلقاه من يد الملاك، وتوزع على الفقراء الغذاء الذي كان يسلَّمها إياه كهنة الهيكل. وكان الملائكة يُرَون غالبًا جدًا يتحدثون معها، وكانوا يطيعونها بأعظم احترام. وإذا لمسها شخص بعاهة ما، كان يرتدُّ متعافيًا على الفور.
الإصحاح السابع
بتولية مريم وعارضتها للزواج
حينئذ قدَّم الكاهن أبيثار هدايا هائلة ل<="">
رؤساء الكهنة، ليزوَّجوا ابنه من مريم. ولكن مريم عارضت ذلك قائلةً: "لا أُريد أن أعرف رجلًا، ولا أن يعرفني رجل". وكان الكهنة وأهلها كلّهم يقولون لها: "أن الله مكَّرم بالأبناء كما كان دائمًا شعب إسرائيل". فتُجيب مريم: "أن الله مكَّرم أولًا بالعفَّة. فقبل هابيل، لم يكن هناك أي بار بين الناس، وكان مَرْضيًا عند الله لقربانه، فقتله بخبث مَنْ لم يرض الله عنه. إلا أنه تلقى إكلَيلين، إكليل التضحية وإكليل العذريَّة، لأن جسده لبث منزهًا من العيب. ولاحقًا، رُفعَ إيليا، حين كان في هذا العالم، لأنه حفظ جسده في العذريَّة. لقد تعلَّمت في هيكل الربّ، منذ طفولتي، أن عذراء يمكن أن تكون مَرْضيَّة عند الله. واتَّخذت في قلبي قرارًا بأن لا أعرف رجلًا".
الإصحاح الثامن
اجتماع الكهنة والشعب واختيار يوسف
وحدث أن مريم بلغت الرابعة عشرة من عمرها، وكانت تلك مناسبة للفريسيين ليقولوا، حسب العادة، أنه لا يمكن لامرأة البقاء مصلَّيةً في الهيكل. وتقرَّر إرسال مناد إلى كل أسباط إسرائيل، للاجتماع في اليوم الثالث. وعندما اجتمع الشعب كلّه، نهض أبيثار، رئيس الكهنة، وصعد أعلى الدرجات، حتى يستطيع أن يراه ويسمعه الشعب كله. وبعدما أمر بالصمت، قال: "اسمعوني، يا أبناء إسرائيل، ولتفتَحْ آذانكم لكلامي. فمنذ أن بُني هذا الهيكل على يد سليمان، ضمَّ عددًا كبيرًا من العذارى الرائعات، بنات ملوك، وأنبياء وكهنة؛ وعندما بلغن العمر المناسب، اتخذن أزواجًا، وكنَّ مرْضيات عند الله بإتباع تقليد اللواتي سبقنهن. ولكن مريم أوجدت طريقة جديدة لمرضاة الربّ، لأنها وعدت الله بالاستمرار في العذريَّة، ويبدو لي، استنادًا إلى طلباتنا وأجوبة الله، أننا نستطيع أن نعرف إلى مَنْ يجب أن يُعهد لحمايتها".
وراق هذا الخطاب للجمع، واقترع الكهنة على أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر، فحلَّت القرعة على سبط يهوذا، فقال رئيس الكهنة في اليوم التالي: "على مَنْ لا زوجه له يأتي وليحملْ عصاه في يده". وحصل أن يوسف جاء مع الشبان وعصاه معه. وعندما سلَّم الجميع رئيس الكهنة العصي التي تزوَّدوا بها، قدَّم تضحيةً لله، وسأل الربّ، فقال له الربّ: "أحمل العصي كلّها إلى قدس الأقداس، ولتَبْق هناك، ومُرْ كلّ الذين حملوها بأن يعودوا لأخذها صباح الغد، لتعيدها إليهم، وسوف تخرج من رأس أحد الأقلام حمامة تطير نحو السماء، وإلى الذي تميَّز هذه العلامة عصاه يجب أن تُسلَّم مريم لحمايتها".
وفي الغد، جاؤوا جمعيًا، ودخل رئيس الكهنة قدس الأقدس، وقد قدَّم قربان البخور، وجلب العصي. وعندما وزَّعها كلّها، وعددها ثلاثة آلاف، ولم يخرج من أيًّ منها حمامة، ارتدى رئيس الكهنة أبيثار الثوب الكهنوتيّ والأثني عشر جرسًا، ودخل قدس الأقداس وقدًّم التضحية. وفيما كان يصلي، ظهر له الملاك، قائلًا: "ها هي هذه العصي الصغيرة جدًا الذي لم تُعرْها أي انتباه؛ فحين تأخذها وتعطيها ستجد فيها العلامة التي ذكرتها لك". وكانت تلك العصي ليوسف، وكان شيخًا ذا مظهر بائس، ولم يُرد المطالبة بعصاه، حتى لا يضطر أن يأخذ مريم، وبينما كان واقفًا بتواضع خلف كلّ الآخرين، صاح به الكاهن أبيثار بصوت عال: "تعال، وتسلَّم عصاك، فأنت منتظَر". فأقترب يوسف، مرتعبًا، لأن رئيس الكهنة ناداه بصوت عال جدًا. وعندما مدَّ يده لتسلُّم عصاه، خرجت من طرف ذلك العصي على الفور حمامةٌ أبيض من الثلج وذات جمال خارق، طارت طويلًا تحت قباب الهيكل، وتوجّهت نحو السماوات.
حينئذ هنّأ الشعب كلّه الشيخ، قائلًا: "لقد أصبحت محظوظًا في سنَّك الطاعنة، واختارك الله وأشار إليك لتُعهد مريم إليك". وقال له الكهنة: "خذها، فقد أختارك الله وحدك من كل أسباط بني إسرائيل". فقال لهم يوسف بارتباك، مبديًا لهم احترامًا عظيمًا: "أنا شيخ؛ ولدي أولاد؛ فلمَاذا تسلموني هذه الشابَّة التي هي اصغر من أحفادي؟" عندها قال له رئيس الكهنة أبيثار: "تذكَّرْ يا يوسف، كيف هلك داثان وأَبيرون، لأنهما احتقرا إرادة الله؛ سيحدث لك الأمر نفسه إذا ثرتَ ضد ما يأمرك الله به". فأجاب يوسف: "أنني لا أقاوم إرادة الله، أُريد أن أعرف مَنْ من أبنائي عليه اتخاذها زوجة، فلتُعطَ بعض العذارى، رفيقاتها، تمكث معهن في انتظار ذلك". حينئذ قال رئيس الكهنة أبيثار: "سوف نمنحها رفقة بعض العذارى ليقُمْنَ مقام تعزية لها، إلى أن يحلَّ اليوم المحدَّد لتتقبَّلها. فهي لا تستطيع الاتحاد بالزواج مع آخر".
حينئذ أخذ يوسف مريم مع خمس عذارى أُخريات، ليكنَّ في بيته مع مريم. وكانت أسماء تلك العذارى رفقة، صفُّورة، سوسان، ابيجه ورَاحيل، وأعطاهن الكهنة حريرًا، وكتانًا. واقترعن في ما بيهنَّ على أيَّ عمل يُخَصَّص لكلًّ منهن. وحدث أن القرعة عيَّنت مريم لتحيك الأُرجوان، لتصنع حجاب هيكل الربّ، فقالت العذارى الأُخريات لها: "كيف، طالما أنت أصغر من الأُخريات، استحقت نيل الأُرجوان؟" وأخذن، وقد قلن ذلك، كما بتهكّم، يدعونها ملكة العذارى. وحين كنَّ يتحدَّثن هكذا في ما بينهن، ظهر ملاك الربّ في وسطهن وقال: "ما تقُلْن لن يكون هزءًا، بل سيتحقَّق بالضبط تمامًا". فارتعبن من وجود الملاك وكلامه، وأخذن يتوسَّلْن مريم لتسامحهنّ وتصلّي من أجلهنّ.
الإصحاح التاسع
بشارة الملاك للعذراء بميلاد ابن الله
وفي اليوم الثاني، كانت مريم واقفة قرب النبع، لتملأ جرتّها، ظهر لها ملاك الربّ، قائلاّ: "أنت مباركة، يا مريم، لأن الله أعدَّ له مسكنًا في رحمك. لأنه هوذا النور يأتي من السماء ويسكن فيك وليسطع بك في العالم كله". وفي اليوم الثالث، كانت تحيك الأُرجوان بأصابعها، وقف أمامها شاب يستحيل وصف بهائه. فلما رأته مريم خافت وارتعشت بشدة، فقال لها: "سلام لك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة رحمك". وحينما سمعت تلك الكلمات ارتعشت وكانت خائفة للغاية. فقال لها ملاك الرب "لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ملكًا يمتدُّ سلطانه ليس فقط فوق الأرض كلّها، بل أيضًا في السماوات، ويحكم إلى أبد الآبدين آمين".
الإصحاح العاشر
مريم وجدت حبلى من الروح القدس
وفيما كان ذلك يحدث، كان يوسف في كفر ناحوم، منشغلًا بأعمال مهنته، فقد كان نجارًا، ومكث هناك تسعة أشهر. وعند عودته إلى بيته، وجد أن مريم كانت حبلى، فارتعدت أطرافه كلّها، وصاح وقال، مملوءا قلقًا: "يا ربّ، يا ربّ، تقبَّل روحي، فمن الأفضل لي أن أموت من أن أعيش". فقالت له العذارى اللواتي كنَّ مع مريم: "نعلم أن ما من رجل لمسها، ونعلم أنها لبثت بلا عيب في العفَّة والعذريّة، لأن الله صانها وأمضت وقتها كلّه في التضرُّع. أن ملاك الربّ يتحادث كلّ يوم وإياها، وكل يوم تتلقى طعامها من ملاك الربّ. فكيف يمكنها إذًا ارتكاب خطيئة ما؟ فإذا أردت أن نقول لك ما نعتقد، فما من أحد جعلها حبلى، أن لم يكن ملاك الربّ". فقال يوسف: "لماذا تردنَ خداعي بإقناعي بأن ملاك الربّ جعلها حبلى؟ ألا يمكن أن يكون أحد قد تظاهر بأنه ملاك الربّ، بهدف خداعها؟ وكان يبكي وهو يقول ذلك: "كيف أذهب إلى هيكل الله، كيف أجرؤ النظر إلى كهنة الله؟ ماذا أفعل في هذه الحال؟" وكان يفكَّر بالاختباء وردَّ مريم؟
الإصحاح الحادي عشر
ملاك الرب يظهر ليوسف ويطمئنه
وقرَّر يوسف الهرب خلال الليل، ليذهب ويختبئ في الأماكن المنعزلة، فظهر له في تلك الليلة ملاك الربّ خلال نومه وقال له: "يا يوسف، يا ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم زوجةً لكَ، فما تحمله في أحشائها هو من عمل الروح القدس. سوف تلد ابنًا ويُدعى يسوع، لأنه يُخلص شعبه من خطاياهم". فشكر يوسف الله. وقام، وتحدّث إلى مريم وإلى العذارى اللواتي كنَّ معها، وروى رؤياه، ووضع عزاءه في مريم قائلًا: "لقد أخطأت، لأنني شكًكت فيك".
الإصحاح الثاني عشر
امتحان يوسف ومريم
ثم حدث أن الخبر شاع أن مريم كانت حبلى. فأمسك خدام الهيكل يوسف واقتادوه إلى رئيس الكهنة، الذي بدأ مع الكهنة، تعنيفه، قائلًا: "لمَ غررت بعذراء بهذه العظمة، أطعمها ملائكة الله كحمامة في هيكل الله، ولم تُردْ أبدًا رؤية رجل وكانت على معرفة بصورة مذهلة بشريعة الله؟ "لو لم تغتصبها، لبقيت عذراء حتى الآن". وكان يوسف يقسم بأنه لم يمسَّها. فقال له رئيس الكهنة أبيثار: حي هو الربّ! سوف نسقيك ماء امتحان الله، فتظهر خطيئتك على الفور".
حينئذ اجمتع شعب إسرائيل كلّه بعدد كبير جدًا. واقتيدت مريم إلى هيكل الربّ. وكان الكهنة والمقرَّبون منها وأهلها يبكون ويقولون: "اعترفي للكهنة بخطيئتك، أنت التي كانت كحمامة في هيكل الربّ وكنت تتلقَّين طعامك من يد الملائكة". ونُودي يوسف للصعود إلى جوار الهيكل، وأُعطي ليشرب ماء امتحان الربّ؛ وحين كان يشربه رجل مذنب، كانت تظهر على وجهه علامة ما، عندما يدور سبع مرات حول مذبح الربّ. وحين شرب يوسف بثقة ودار حول المذبح، لم يظهر على وجهه أي أثر لخطيئة. حينئذ برَّأه كلّ الكهنة وخدام الهيكل وكل الحاضرين، قائلين: "أنت مبارك، لأنك لم توجَدْ مذنبًا".
ثم نادوا مريم، وقالوا لها: "وأنت، أي عذر يمكنك إعطاؤه أو أي علامة أكبر يمكنها أن تظهر فيك، طالما أن حمل بطنك كشف إثمك؟ وطالما أن يوسف تبرَّر، نطلب منك أن تعترفي مَنْ هو الذي غرَّر بك. فمن الأفضل أن يضمن اعترافك حياتك من أن يظهر غضب الله بعلامة ما على وجهك ويجعل عارك معلومًا". عندها أجابت مريم من دون ارتعاب: "إذا كان في دنس أو إذا كانت فيَّ شهوة نجسة، فليعاقبني الله في حضور الشعب كلّه، لأكون مثال عقاب الكذب". واقتربت بثقة من هيكل الربّ، وشربت ماء الامتحان، ودارت سبع مرات حول الهيكل، ولم يبدُ فيها أي دنس.
وفيما كان الشعب كلّه مصعوقًا بالذهول والمفاجأة وهو يرى حبلها وأن أي علامة لم تظهر على وجهها، بدأت تشيع أخبار مختلفة في صفوف الشعب. كان البعض يمتدحون قداستها، وآخرون يدينونها ويظهرون سيئي النية حيالها. عندها قالت مريم بصوت عال، بحيث يسمعها الجميع، وقد رأت أن شكوك الشعب كلّه لم تكن مبدَّدة كلّيًا: "حي هو الربّ إله الجنود، الذي أقف في حضرته! أشهد بأنني لم أعرف أبدًا ولا يجب أن اعرف رجلًا، فمنذ طفولتي، اتخذت في نفسي القرار الحازم، ونذرت لإلهي أن أكرَّس عذريتي للذي خلقني، وأضع فيه ثقتي لئلا أعيش إلا من أجله ومن أجل أن يصونني من كلّ إثم، ما حييت".
الإصحاح الثالث عشر
الاكتتاب وميلاد المسيح
وحدث، بعد وقت قليل، أن قرارًا صدر عن أُغسطوس قيصر، يأمر كلّ فرد بالعودة إلى موطنه. وكان كيرينيوس، حاكم سوريا، أول مَنْ نشر هذا القرار. وبناءً عليه اضطُرَّ يوسف إلى التوجه مع مريم إلى بيت لحم، فقد كان أصلهما منها، وكانت مريم من سبط يهوذا ومن بيت داود وموطنه. وعندما كان يوسف ومريم على الطريق المؤدية إلى بيت لحم، قالت مريم ليوسف: "أرى شعبَين أمامي، واحد يبكي والآخر يستسلم للفرح". فأجابها يوسف: "ابْقي جالسةً ولازمي دابَّتك ولا تتلفَّظي بكلام عديم الجدوى". حينئذ ظهر أمامهما طفل بهيّ، تكسوه ثياب رائعة، وقال ليوسف: "لمَ وصفت ما كانت تقوله مريم عن هذين الشعبين أنه كلام عديم الجدوى؟ فقد رأت الشعب اليهودي يبكي، لأنه ابتعد عن إلهه، والشعب الوثني يغتبط لأنه اقترب من الربّ، تبعًا لما وُعد به آباؤنا، إبراهيم وإسحق ويعقوب. فقد حلَّ زمان انتشار بركة نسل إبراهيم في الأمم كلّها".
وحين قال الملاك ذلك، أمر يوسف بإيقاف الدابَّة التي كانت مريم عليها، لأن زمن الوضع حلّ. وقال لمريم أن تنزل عن دابَّتها وتدخل مغارة جوفية حيث لم يدخل النور أبدًا وحيث لم يكن هناك ضوء أبدًا، لأن العتمة مكثت هناك في استمرار. وعند دخول مريم، سطعت المغارة كلّها ببهاء باهر كما لو أن الشمس كانت هناك، وكانت الساعة السادسة من النهار، وطالما بقيت مريم في تلك المغارة، لبثت، ليلًا ونهارًا وبلا انقطاع، مستضيئةً بذلك النور الإلهي. ووضعت مريم أبنًا أحاط به الملائكة منذ ولادته وسجدوا له قائلين: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وللناس سرورًا عظيمًا!"
وكان يوسف قد ذهب يبحث عن قابلة، وحين عاد إلى المغارة، كانت مريم مع الطفل الذي ولدته. فقال يوسف لمريم: "جئتك بقابلتَين، زيليمي وسالومي، اللتين تنتظران عند مدخل المغارة ولا يستطيعان الدخول بسبب هذا النور الحاد للغاية". فابتسمت مريم، وقد سمعت ذلك. وقال لها يوسف: "لا تبتسمي، بل حاذري، خوف أن تحتاجي إلى بعض أودية". وأعطى إحدى القابلتَين الأمر بالدخول. وعندما اقتربت زيليمي من مريم، قالت لها: "اسمحي لي بأن ألمسك". وعندما سمحت لها مريم بذلك، صاحت القابلة بصوت عال: "يا ربّ، يا ربّ، ارحمني، فلم يخطر لي أبدًا ولا سمعت شيئًا مشابهًا؛ أن ثدييها مملوءان حلبيًا ولديها طفل ذكر، على رغم أنها عذراء. ما من سفك دم وُجد عند الولادة وما من ألم عند الوضع. عذراء حبلت، عذراء وضعت، وعذراء تبقى".
وقالت القابلة الأخرى، المسمَّاة سالومي، وقد سمعت كلام زيليمي: "ما أسمعه، لن أُصدَّقه، ما لم أتأكد منه". وقالت سالومي وهي تقترب من مريم: "اسمحي لي بأن ألمس وأن أتحقَّق مما إذا كانت زيليمي قد قالت صوابًا". وإذ سمحت لها مريم بذلك، لمستها سالومي، فيبست يدها على الفور. وأخذت، شاعرةً بألم عظيم، تبكي بمرارة شديدة وتصيح، وتقول: "يا ربّ، تعلم أنني خشيتك دومًا، واعتنيت دومًا بالفقراء من دون تفكير بأجر؛ أنني لم أتلق شيئًا من الأرملة واليتيم ولم أدفع عني أبدًا المعوَز من دون نجدته، وها أنني أصبحت بائسة بسبب شكي، لأنني تجرأت على الشك في عذرائك".
وحين كانت تتكلّم هكذا، ظهر لها شاب عظيم البهاء، وقال لها: "اقتربي من الطفل، واسجدي له والمسيه بيدك، فيشفيك، لأنه مخلَّص العالم وكلّ الذين يضعون رجاءهم فيه". فاقتربت سالومي من الطفل على الفور، ولمست طرف أقمطته التي كان ملفوفًا بها ساجدةً له، وعلى الفور شفيت يدها. وأخذت ترفع صوتها، خارجةً، وتروي المعجزات التي رأتها وما عانت، وكيف شقيت؛ وآمن كثيرون بكلامها. ورعاة غنم كانوا يؤكدون أنهم رأَوا في الليل ملائكةً يرنّمون نشيدًا: "سبَّحوا إله السماء ومجَّدوه لأن مخلَّص الكلّ وُلد، المسيح الذي سيستعيد مملكة إسرائيل".
ولمع نجمٌ عظيمٌ فوق المغارة منذ المساء حتى الصباح، ولم يُرَ أبدًا مثيل في العظمة منذ بداية العالم. وكان الأنبياء الموجودون في أوُرشليم، يقولون أن ذلك النجم كان يشير إلى ميلاد المسيح الذي سيتمَّم الخلاص الموعود به، ليس فقط لإسرائيل، بل كذلك للأمم كلّها.
الإصحاح الرابع عشر
سجود الثور والحمار
وفي اليوم الثالث لولادة الربّ، خرجت الطوباية مريم من المغارة، ودخلت الزريبة، ووضعت الطفل في المذود، فسجد له الثور والحمار. حينئذ تمَّ ما أنبأ به إشعياء النبي: "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه". وكان هذان الحيوانان، وهو في وسطهما، يسجدان له بلا انقطاع. حينئذ تمَّ أيضًا ما قاله النبي: "سوف تُعرف في وسط حيوانين". ولبث يوسف ومريم ثلاثة أيام في ذلك الموضع مع الطفل.
الإصحاح الخامس عشر
التقدمة إلى الهيكل
وفي اليوم السادس، دخلت الطوباوية مريم بيت لحم مع يوسف، حيث أمضوا اليوم السابع وفي اليوم الثامن ختنوا الصبي ودعوا اسمه يسوع كما دعي من الملاك قبل أن تحبل به في الرحم والآن بعد أن اكتملت أيام تطهير مريم حسب شريعة موسى، أتت بالطفل إلى هيكل الربّ، وقدَّما باسمة زوج فراخ يمام وفرخَي حمام.
وكان في الهيكل رجل بارٌّ وكامل، اسمه سمعان، عمره مئة وأثني عشر عامًا. وقد تلقى من الربّ الوعد بأنه لن يذوق الموت حتى يكون قد رأى المسيح، ابن الله، حسب الجسد وعندما رأى الطفل، صاح بصوت عال، قائلًا: "الله زار شعبه، والربّ أتمَّ وعده". وسارع في القدوم، وسجد للطفل، وسجد له ثانيةً، وقد حمد تحت ردائه، وكان يقبَّل باطن قدمَيه، قائلًا: "يا ربّ، أطلقْ الآن عبدك بسلام، حسب قولك، لأن عينَي رأتا خلاصك الذي أعددته أمام وجه جميع الشعوب، نورًا رؤيا للأمم، ومجدًا لشعبك إسرائيل".
وكانت في هيكل الربّ أيضًا امرأة، اسمها حنة، ابنة فنوئيل، من سبط أَشير، عاشت سبعة أعوام مع زوجها، وكانت أرملة منذ أٍربعة وثمانين؛ ولم تبتعد أبدًا من هيكل الله، متفرَّغة بلا انقطاع للصوم والتضرُّع. وإذ اقتربت، كانت تسجد للطفل، قائلةً: "أن فيه خلاص العالم".
الإصحاح السادس عشر
النجم يُرشد المجوس
وجاء مجوس من الشرق إلى أُورشليم، وقد أنقضى عامان، حاملين قرابين ثمينة، وكانوا يبحثون بين اليهود بتعجُّل، سائلين: "أين الملك الذي وُلد لنا؟ لأننا رأينا نجمة في الشرق، وأتينا لنسجد له". وأرعب هذا النبأ الشعب كلّه، وأرسل هيرودس يستشير الكتبة، والفريسيين والعلماء ليستعلم منهم أين أعلن النبي أن المسيح يجب أن يولد. فأجابوا: "في بيت لحم، مكتوب: وأنت، يا بيت لحم، ارض يهوذا، لست الصغرى في مقاطعات يهوذا، فمنك يخرج القائد الذي يحكم شعبي إسرائيل". حينئذ نادى الملك هيرودس المجوس، واستعلم منهم متى ظهر لهم النجم، وأرسلهم إلى بيت لحم، قائلًا: "أذهبوا، واستعلموا بعناية عن هذا الطفل، وعندما تجدونه، تعالَوا وقولوا لي ذلك، لأذهب وأسجد له".
واستأنف المجوس إذًا طريقهم، وظهر لهم النجم، وكما كان مرشدًا لهم، تقدَّمهم إلى أن بلغوا الموضع حيث الطفل. وامتلأ المجوس بفرح عظيم، وقد رأَوا النجم. وإذ دخلوا البيت، وجدوا الطفل يسوع راقدًا في ذراعي مريم. عندها فتحوا خزائنهم، وقدَّموا هدايا ثمينة لمريم ويوسف. وكلٌّ منهم قدَّم للطفل تقدمات خاصة، فقرب واحد ذاهبًا، والآخر بخورًا، والآخر مرًّا. وحين كانوا يريدون العودة إلى الملك هيرودس، حُذَّروا في الحلم من العودة إليه. فسجدوا للطفل بفرح بالغ، وعادوا إلى بلادهم عبر درب أخرى.
الإصحاح السابع عشر
قتل أطفال بيت لحم
وعندما رأى الملك هيرودس أن المجوس سخروا منه، اشتعل قلبه غضبًا، وأرسل مبعوثين على الطرق كلّها، عازمًا القبض عليهم وإهلاكهم، وبما أنه لم يستطع مصادفتهم، أرسل إلى بيت لحم، وقتل كلّ الأطفال من عمر عامَين وما دون، حسب الوقت الذي تحقق به من المجوس. وقبل أن يحدث ذلك بيوم، حُذر يوسف عبر ملاك الربّ، الذي قال له: "خُذْ مريم والطفل وأنطلقْ عبر الصحراء واذهب إلى مصر". وفعل يوسف ما أمره به الملاك.
الإصحاح الثامن عشر
التنانين تسجد ليسوع
وعندما وصلوا إلى قرب المغارة وأرادوا أن يستريحوا فيها، نزلت مريم عن دابَّتها، وكانت تحمل يسوع في ذراعَيها. وكان مع يوسف ثلاثة صبية، ومع مريم صبيَّة، كانوا يسلكون الطريق نفسها. وإذا بعدد كبير من التنانين تخرج فجأة من المغارة، ولدى رؤيتها أطلق الصبية صيحات عظيمة. عندها وقف يسوع أمام التنانين، وقد نزل من ذراعي أُمه؛ فسجدت له، وحين سجدت له، انسحبت. وتمَّ ما قاله النبي: "سبحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين". وكان الطفل يمشي أمامها، وأمرها بألا تفعل أي سوء بالبشر. لكن مريم ويوسف كانا في ذعر عظيم، خائفَين أن تؤذي التنانين الطفل. فقال يسوع: "لا تنظرا إليَّ باعتبار أنني لست سوى طفل، أنني رجل كامل، وينبغي أن تلين حيوانات الغابات كلّها أمامي".
الإصحاح التاسع عشر
سجود الأُسود والفهود
وكانت الأُسود والفهود تسجد له أيضًا، وكانت ترافقه في الصحراء. وحيثما كانت مريم ويوسف يمضيان، كانت تتقدَّمهما، داَّلةً إياهما إلى الطريق، وكانت تسجد ليسوع، خافضةً رؤوسها. وأول مرة رأت مريم الأّسود والحيوانات المتوحَّشة آتية إليها، أُصيبت بذعر عظيمَ، فقال لها يسوع، ناظرًا إليها بمظهر مرح: "لا تخشي شيئًا، يا أُمي، فليس من اجل إخافتك، بل من أجل تكريمك تأتي نحوك". وإذ قال ذلك، بذَّد كلّ خوف من قلبهما. وكانت الأُسود تسير معهم ومع الثيران، والحمير والدوابَّ الأخرى التي كانت ضرورية لهم، ولم تكن ترتكب أي سوء، وكانت تظل كذلك، ملأى وداعة، وسط الأغنام والخراف التي جلبها يوسف ومريم معهما من اليهودية. وكانوا يسيرون وسط الذئاب، ولم يكونوا يشعرون بأي ذعر، ولم يعاني أحد من أي سوء. حينئذ تمَّ ما قاله النبي: "الذئاب تأكل مع الحملان، والأسد والثور يأكلان تبنا معًا". وكان معهم ثوران وعربة، تُحمَل فيها الحاجيات الضرورية فوجهتهم الأسود في طريق.
الإصحاح العشرون
النخلة تنحني لمريم وانبثاق نبع ماء
وحدث في اليوم الثالث من المسير، تعبت مريم في الصحراء بسبب حرارة الشمس الشديدة جدًا. فقالت ليوسف، وقد رأت نخلة: "دعني أرتاح قليلًا في ظل هذه النخلة". فسارع يوسف إلى اقتيادها إلى جوار النخلة، وأنزلها عن دابَّتها، وألقت مريم نظرها على رأس النخلة، وقد جلست وإذ رأته ممتلئًا ثمرًا، قالت ليوسف: "أريد، إن كان ذلك ممكنًا، في الحصول على بعض ثمار تلك النخلة". فقال لها يوسف: "استغرب كيف يمكنك الكلام هكذا، فأنت ترين كم سعف هذه النخلة عاليًا. أما أنا، فقلق جدًا بسبب الماء، لأن جلودنا جفت الآن وليس لدينا شيء لنسرب منه نحن وأبقارنا". عندها قال الطفل يسوع الذي كان في ذراعَي العذراء مريم، أُمه، للنخلة: "أيتها النخلة، إحني أغصانك، وأطعمي أُمي من ثمارك". فأحنت النخلة على الفور، لصوته، رأسها حتى قدمَي مريم، وجمعوا منها الثمار التي كانت تحملها، وأكلوا منها كلّهم. وظلّت النخلة منحنيةً، منتظرةً أمر الذي لصوته انخفضت، لتنهض. عندها قال لها يسوع: "أنهضي، أيتها النخلة، وكوني رفيقة أشجاري التي في فردوس أبي. وليتفجَّرْ من جذورك نبع مخبؤ في الأرض وليزودَّنا بالماء الضروري لإرواء عطشنا". وعلى الفور نهضت الشجرة، وبدأت تتفجَّر من بين جذورها ينابيع ماء صاف جدًا ومنعش جدًا وذي لطافة شديدة. وكلّهم، إذ رأَوا تلك الينابيع، امتلأوا فرحًا، وارتووَا مسبَّحين الله، وأسكنت الحيوانات أيضًا عطشها.
الإصحاح الواحد والعشرون
غصن النصر ينقل إلى الفردوس
وفي الغد، رحلوا، وفي اللحظة التي استأنفوا فيها طريقهم، التفت يسوع نحو النخلة، وقال: "لقد قلت لك ذلك، أيتها النخلة، أنني آمر بأن يٌنقَل أحد أغصانك بواسطة ملائكتي وأن يُزرع في فردوس أبى.
وليكون لك امتياز، أريد أن يٌقال لكل الذين ينتصرون في القتال من أجل الإيمان: "لقد استحققتم غصن النصر". وفيما كان يتكلّم هكذا، إذا بملاك الربّ ظهر، واقفًا على النخلة، وأخذ واحدًا من أغصانها، وطار عبر وسط السماء، ممسكًا بذلك الغصن بيده، ولبث الحضور، وقد رأَوا ذلك، كما مصعوقين ذهولًا. عندها كلَّمهم يسوع، قائلًا: "لماذاَ يستسلم قلبكم للخوف؟ ألا تعلمون أن هذه النخلة التي أمرت بنقلها إلى الفردوس ستكون لكلّ القديسين في دار النعيم، كالتي أُعدَّت لكم في هذه الصحراء؟".
الإصحاح الثاني والعشرون
يسوع يطمئن يوسف
وفيما كانوا يسيرون، قال له يوسف: "يا ربّ، أن علينا معاناة حرارة قصوى؛ أرجوك، سنسلك طريق البحر لنتمكَّن من الراحة بعبورنا المدن التي على الساحل". فقال له يسوع: "لا تخف من شيء، يا يوسف؛ سوف تقوم في يوم بما لا يستطيع آخرون إتمامه إلا في ثلاثين يومًا". وفيما كان لا يزال يتكلم "لمحوا جبال مصر ومدنها، فدخلوا ملؤهم الفرح، مدينةَّ تُدعى سوتين. وبما أنهم لم يكونوا يعرفون أحدًا يمكنهم التماس الضيافة لديه، دخلوا هيكلًا كان سكان تلك المدينة يدعونه الكابيتول، وحيث كانت تُقَدَّم كلّ يوم، ذبائح إكرامًا للأوثان الثلاثمائة والخمسة والستين.
الإصحاح الثالث والعشرون
سقوط الأوثان على وجهها
وحدت عندما دخلت القديسة مريم الهيكل، مع الصبي الصغير، سقطت الأوثان كلّها على وجهها أرضًا، ولبثت مدمَّرة ومحطَّمة. وهكذا تمَّ ما قاله النبي اشعياء: "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر".
الإصحاح الرابع والعشرون
العودة إلى بلاد يهوذا
وعندما علم ذلك أفروديسيوس، حاكم تلك المدينة، قَدمَ إلى الهيكل مع كلّ جنده وكلّ ضباطه. وحين رأى كهنة الهيكل أفروديسيوس مقتربًا مع كلّ جنده، ظنوا بأنه قادم للانتقام منهم، لأن صور الآلهة انقلبت. وحين دخل الهيكل ورأى كلّ التماثيل منقلبةً على وجهها ومحطَّمة، اقترب من مريم، وسجد للطفل الذي كانت تحمله بين ذراعَيها. وعندما سجد له، وجَّه الكلام إلى كلّ جنوده ورفاقه، وقال: "لو لم يكن هذا الطفل إلهًا، لما كانت آلهتنا قد سقطت على وجهها في حضرته، ولما سجدت أمامه؛ أنها تعترف به هكذا ربًا لها. وإذا لم نصنع ما رأيناه صُنعَ لآلهتنا، نجازف بالتعرُّض لسخطه وغضبه، ونقع كلّنا في خطر الموت، كما حدث للملك فرعون الذي احتقر تحذيرات الربّ". وبعد وقت قليل، قال الملاك ليوسف: "عُد إلى بلاد يهوذا، لأن الذين كانوا يبحثون عن الطفل ليُهلكوه ماتوا".
الإصحاح الخامس والعشرون
إحياء سمكة مجففة
وأتمَّ يسوع عامه الثالث. وفيما رأى أطفالًا يلعبون، أخذ يلعب معهم؛ وإذ تناول سمكة مجفَّفة مُشبَعة ملحًا، وضعها في حوض ملئ بالماء، وأمرها بأن تختلج، فبدأت السمكة تختلج. وقال يسوع للسمكة، مخاطبًا إياها ثانيةً: "اطرحي الملح الذي فيك وتحركي في الماء". فحصل الأمر هكذا. وإذ رأى الجيران ماذا يحدث، انبأوا به الأرملة التي كانت تسكن مريم في بيتها. وحين علمت بهذه الأمور، طردتهم على عجل من بيتها.
الإصحاح السادس والعشرون
موت ابن إبليس
وحدث أن يسوع بعد عودته من مصر، حين كان في الجليل، في بداية عامه الرابع، كان يلعب يوم سبت، مع أطفال، عند ضفة الأردن. وإذ جلس يسوع، صنع سبع أحواض صغيرة بالطمي وصنع لكلًّ واحد منها ممرات صغيرة، كان ماء النهر يأتيها بحسب أمره ويعود ثانية. عندئذ أقفل أحد الأطفال، وهو ابن للشيطان، تدفعه الغيرة، المخرج الذي كان يمرُّ الماء عبره ودمَّر ما صنعه يسوع. فقال له يسوع: "الويل لك! يا ابن الموت، يا ابن إبليس. تجرؤ على تدمير العمل الذي صنعته!" وعلى الفور مات الذي فعل ذلك. حينئذ رفع أهل الميت الصوت بضوضاء ضد مريم ويوسف، قائلين: "أن ابنكما لعن ابننا وقد مات". وعندما سمع يوسف ومريم ذلك، أتيا على الفور نحو يسوع بسبب شكاوى الأهل وجمهور اليهود الذين كانوا يتجمَّعون. لكن يوسف قال سرًا لمريم: "لا أجرؤ على مخاطبته، أنما حذَّريه أنت وقولي: لماذا أثرت ضدنا حقد الشعب، ولماذا نحن معرَّضون لغضب الناس المزعج؟" وعندما جاءت أُمه إليه، رجته، قائلةً: "يا سيَّدي، ماذا فعل الذي مات لتنتهي حياته هكذا؟" لكنه أجاب: "كان مستحقًا الموت لأنه دمَّر الأعمال التي صنعتها". وكانت أُمه ترجوه، قائلةً: "لا تتألَّم، يا سيَّدي، لأن الشعب يحتجُّ علينا". أما هو، فضرب بقدمه اليمنى خاصرتَي الميت، رافضًا أن يُحزنَ أُمه، وقال له: "أنهَضْ، يا ابن الإثم، أنتَ لا تستأهل دخول راحة أبى، لأنك دمَّرت الأعمال التي صنعتها". حينئذ نهض الذي كان ميتًا ومضى. لكن يسوع، بموجب قدرته، كان يُجرى المياه إلى البحيرات الصغيرة عبر الممرات التي صنعها.
الإصحاح السابع والعشرون
يسوع يخلق عصافير من الطين
وحدث، بعدما رأى الشعب كلّ هذه الأمور، أن يسوع أخذ طينًا من الأحواض التي صنعها وصنع منه أثنى عشر عصفورًا. وكان يوم سبت عندما فعل يسوع ذلك، وكان معه أطفال كثرين. وعندما رأى أحد أطفال اليهود ماذا كان يفعل، قال ليوسف: "يا يوسف، ألا ترى الطفل يسوع يفعل يوم السبت ما لا يحل فعله؟ فقد صنع أثنى عشر عصفورًا من الطين". ولما سمع يوسف ذلك وبخ يوسف يسوع، قائلًا: "لماذا تفعل يوم السبت ما لا َيحل فعله؟" ولما سمع يسوع يوسف، صفَّق بيدَيه وقال لعصافيره: "طيري". فبدأت بالطيران بناء على أمره لها. وقال للعصافير، في حضور جمهور كبير كان يراه ويسمعه: "هيّا وطيري في الأرض والعالم بأسره، وعيشي!" فصُعق الحضور كلّهم، وقد رأوا آيات كهذه، إعجابًا وذهولًا. وكان البعض يمتدحونه ويعجبون به؛ وآخرون يلومونه. وذهب البعض إلى <="">
رؤساء الكهنة ورؤساء الفريسيين، وبلغَّوهم أن يسوع، ابن يوسف، كان يفعل، في حضور شعب إسرائيل كلّه، معجزات كبرى وآيات. وبُلَّغ ذلك في أسباط إسرائيل الأثنى عشر.
الإصحاح الثامن والعشرون
ابن حنان الكاهن يدمر سدود المياه
ودمَّر ابن حنان، كاهن الهيكل، الذي كان قرب يوسف، حاملًا عودًا بيده، في حضور الشعب كلّه، وبحركة غضب عظيمة جدًا، السدود التي صنعها يسوع بيدَيه، وأسال الماء الذي جذبه يسوع من مجرى الأردن. كما أقفل ثم دمَّر القناة التي كان الماء يأتي عبرها. وعندما رأى يسوع ذلك، قال للطفل الذي دمَّر ما فعله: "يا أكثر بذرة شريرة للشر، يا ابن الموت، يا خادم الشيطان، حقًا سوف تكون ثمرة بذارك بلا نشاط، وجذورك بلا عافية، وسوف تكون بذورك جافة، لا تعطى ثمارًا". وعلى الفور، وفي حضور الشعب كلّه، ذبل الطفل ومات.
الإصحاح التاسع والعشرون
يسوع يعيد الروح إلى طفل
ثم خاف يوسف، ولازم يسوع، وكان يذهب معه إلى بيته، وأمه معهما. وإذا فجأةً بطفل، خادم إثم، مسرعًا للقائهما، ارتمى على كتف يسوع، راغبًا في شتمه وإيذاءه إذا استطاع ذلك. لكن يسوع قال له: "لن تعود سليمًا معافى من الطريق التي تعبرها. وعلى الفور ركض الطفل قليلًا ومات. وأطلق أهل الميت، وقد رأَوا ما حدث، صيحات، قائلين: "من أين وُلد هذا الطفل؟ من الواضح أن كلّ كلمة يقولها لا مفرَّ منها، وغالبًا ما تتمّ قبل أن يتلفّظ بها". وجاء أهل الطفل الميت نحو يوسف وقالوا له: "أخرجْ يسوع من هذا الموضع، فلا يمكنه أن يسكن معنا في هذه القرية. أو علَّمْه أن يبارك لا يلعن". وجاء يوسف إذًا نحو يسوع وحذَّره، قائلًا: "لمَ تفعل أُمورًا كهذه؟ أن قومًا كثيرين يتذمَّرون منك ويحقدون علينا، بسببك، ونحن نعاني، بسببك، إزعاجات الناس". فقال يسوع مجيبًا يوسف: "ما من ابن عاقل سوى الذي ربّاه أبوه تبعًا لعلم هذا الزمن، ولعنة أبيه لا تؤذى أحدًا، سوى الذين يرتكبون الإثم". عندها تألَّب الجميع على يسوع، وشكَوه إلى يوسف. وعندما رأى يوسف ذلك، تملَّكه خوف عظيمة، خائفًا أن يثور شعب إسرائيل ويستخدم العنف. وفي الوقت نفسه، أمسك يسوع الطفل الميت بأُذنه ورفعه عن الأرض في حضور الشعب كلّه، الذي رأى يسوع يتحدَّث إليه كما أبّ إلى ابنه. فعادت روح الطفل إليه، ورجع إلى الحياة وكلّهم صُعقوا دهشةً.
الإصحاح الثلاثون
يسوع قبل الشريعة
وسمع معلَّم بين اليهود، اسمه زكّا يسوع يتلفَّظ بتلك الكلمات وإذ رأى الأمور التي كان يفعلها حزن وبدأ يتكلّم بجرأة، من دون تعقُل ومن دون تحفُّظ في حق يوسف، وكان يقول له: "ألا تريد أن تعهد إلى بابنك ليتهذَّب في العلم الإنساني ومخافة الله؟ لكنني أعلم أنكَ ومريم لديكما من المحبة له أكثر من الاعتبار لرأى قدامى الشعب. كان ينبغي إجلالنا أكثر، نحن كهنة كنيسة إسرائيل كلّها، لتكون له مع الأطفال محبة متبادلة ويتهذَّب بيننا في العقيدة اليهودية". فأجابه يوسف: "ومَنْ يستطيع الإمساك بهذا الطفل وتهذيبه؟ إذا كنت تستطيع الإمساك به وتهذيبه، فلن نحول أبدًا دون أن تعلَّمه ما يدرسه الجميع". وإذ سمع يسوع ما قاله زكّا، أجابه وقال: "على الذين هم مهذَّبون بحسب نظام البشر أن يتقيَّدوا بمباديء الشريعة التي تحدَّثت عنها الآن وكلّ ما أشرت إليه، لكنني غريب عن شرائعكم، فليس لي قريب بشرى. أنتَ الذي تقرأ الشريعة وتعرفها، تظل في الشريعة؛ أما أنا، فقد كنتُ قبل الشريعة. أنما على رغم اعتقادك بأن لا مثيل لكَ في العلم، سوف تتهذّب على يدي، فما من أحد آخر يستطيع أن يعلَّم، اللهم إلا الأمور التي تحدّثت عنها فقط. وحده مَنْ هو أهلّ لإعطاء هذا التهذيب يستطيع أن يقوم به. حين أُرَبَّى على الأرض، أُوقف كلّ إشارةً إلى أصلك. أنتَ تجهل متى وُلدْتَ؛ أنا وحدي أعرف متى وُلدْتَ وما هي مدة حياتك على الأرض". عندها صعقت المفاجأة كلّ الذين سمعوا هذه الكلمات وصاحوا، قائلين: "اُوه! أُوه! هوذا سرً عظيم وباهر حقًا. أننا لم نسمع أبدًا شيئًا مماثلًا. ما من شيء مشابه قاله آخر، لا الإيمان، ولا الفريسيون، ولا النحويون؛ أنه كلام خارق. أننا نعلم من أين وُلدَ هذا الطفل، ولا يكاد لا يبلغ الخامسة من العمر، فكيف يتلفَّظ بكلمات كهذه؟" وأجاب الفريسيون: "أننا لم نسمع أبدًا طفلًا بهذا الصَّغر يتلفَّظ بكلمات كهذه". فقال يسوع، مجيبًا إياهم: "أنتم مندهشون لأن طفلًا يقول أشياء كهذه. لمَ إذًا لا تؤمنون بي لما قلته لكم؟ ولأنني قلت لكم أنني أعلم متى وُلْدتم، أنتم مندهشون كلكم. أنني سأقول لكم أشياء أوسع لتزيد مفاجأتكم. لقد رأيت إبراهيم، الذي تقولون أنه أبوكم، وكلَّمتُه، ورآني". وكل المستمعين صمتوا، وما من أحد منهم كان يجرؤ على المبادرة إلى الكلام. وقال لهم يسوع: "كنت بينكم مع أطفال، ولم تعرفوني. وكلَّمتكم كما قومًا عاقلين ولم تدُركوا صوتي، لأنكم دوني، وقليلو الإيمان". هشون لأن طفلًا يقول أشياء كهذه. مر، فكيف يتلفَّظ بكلمات كهذه؟" وأجاب الفريسيون: "اننا لم نسمع أبدًا".
الإصحاح الواحد والثلاثون
دهشة المعلّم لاوي
وقال زكّا، أستاذ الشريعة، ليوسف ومريم: "أعطياني هذا الطفل، وسوف أعهد به إلى المعلّم لاوي، الذي يدرسه الأحرف ويهذَّبه". عندها ملاطفَين يسوع، قاده يوسف ومريم إلى المدرسة حيث كان العجوز لاوي يعلَّم الأحرف, وحين دخل يسوع، لزم الصمت. وكان المعلَّم لاوي يشير إلى يسوع بحرف، وبادئًا بالحرف أَلف، كان يقول له: "أَجبْ". لكن يسوع لا يُدلي بأي جواب. عندها تناول لاوي عودًا، غاضبًا، وضربه على رأسه. فقال يسوع: "لمَ تضربني؟ إعلَمْ، في الحقيقة، أن المضروب يعلَّم مَنْ يضربه أكثر مما يتعلَّم منه. أنني أستطيع تعليمك الأشياء التي تعرضها بنفسك، لكن كلّ الذين يقولون ويسمعون هم عميان؛ أنهم كالفولاذ الطنّأن أو كصنج مُهْتَزًّ لا يُدركان ما معنى الصوت الصادر عنهما". وقال يسوع لزكّا: "كلّ حرف، من الألف حتى الطيت، يتميَّز بترتيبه. قُلْ أولًا ما هي الطيت، فأقول لكَ ما هي الألف". وقال لهم يسوع أيضًا: "أيها الخبثاء، كيف يستطيع الذين لا يعرفون ها هي الطيت؟ قولوا أولًا ما هي الألف، فأصدّقكم عندئذ حين تقولون بيْت". وبدأ يسوع يسأل عن اسم الأحرف المختلفة وقال: "ليقُلْ معلَّم الشريعة ما هو الحرف الأول، ولمَ يحتوي مثلَّثات عدة".
وعندما سمعه لاوي يتكلَّم هكذا، صعقته الدهشة. وقال للحضور كلّهم: "أَعلى هذا الطفل أن يعيش على الأرض؟ أنه يستحق أن يُعَلَّق على صليب عظيم، لأنه يستطيع إطفاء نار السماء. اعتقد بأنه كان قبل الكارثة الكبرى، وأنه كان مولودًا قبل الطوفان. ما هو البطن الذي حمله والأُم التي ولدته؟ أو ما هو الثديان اللذان أرضعاه؟ أنني أهرب أمامه، لأنني لا أستطيع الصمود أمام الكلمة التي تخرج من فمه؛ لكن قلبي يصعقه الذهول وأنا أسمع كلامًا كهذا. لا أطنُّ بأن أي إنسان يستطيع فهم كلمته إلا إذا كان الله معه".
الإصحاح الثاني والثلاثون
شفاء طفل قطعت أصابعه
وعندما كان يسوع في الثانية عشرة من عمره، كان أحد أطفال القرية حيث كان يقيم مع أبَويه ينشر حطبًا، وحين كان ينشره، قطع أصابع قدمه اليمنى كلّها. وإذ هرع الجيران حشدًا نحوه، جاء يسوع؛ ودهن قدمه، فشفي المريض على الفور، ولم يبقَ أي أثر على قدمه. وقال له يسوع: "أنهَضْ وأنشُرْ حطبًا، واذكرني". وإذ رأى الحشد المعجزة التي صنعها يسوع، سجد له وهو يقول: "أننا نؤمن حقًا بأنه المسيح".
الإصحاح الثالث والثلاثون
يسوع يجمع قطع الجَّرة المكسورة
وإذ أرسلت الطوباوية مريم خادمتها لتملأ جرَّة ماء، وبما أن حشدًا من النساء كان قرب النبع، انكسرت الجرَّة وسط هياج الحشد. عندها توجَّه يسوع إلى النبع؛ وملأ رداءه ماءً وحمله إلى أمه. ومن ثمَّ، متناولًا قطَعَ الجرَّة، وجمعها معًا ولحمها بكلمته بحيث لم يكن يُرى أي أثر كسر. عندها قبَّلت الطوباوية مريم يسوع وهي تقول: "مباركٌ الله الذي أعطانا ابنًا كهذا!".
الإصحاح الرابع والثلاثون
معجزة القمح
وذات يوم قصد حقلًا وحمل إليه قليلًا من القمح الذي أخذه من مخزن أُمه، وبذره. ونبت القمح ونما، وتكاثر جدًا. وحدث أن يسوع حصده بعد ذلك، وجنى منه ثلاثة أكر، ووهب منه الكثير.
الإصحاح الخامس والثلاثون
سجود الأُسود ليسوع
ثمة طريق تخرج من أريحا وتمضي إلى نهر الأُردن، وكان يسكنها أبناء إسرائيل، وهناك يُقال أن تابوت العهد وُضع. وكان يسوع في الثامنة من عمره، وقد خرج من أريحا ومضى نحو الأُردن. وكانت إلى جانب الطريق مغارة قرب الأُردن حيث كانت لبؤة تُرضع صغارها، وما أحد يستطيع سلوك تلك الطريق من دون خطر. وإذ قَدمَ يسوع من أريحا عالمًا بأن اللبؤة وضعت صغارها في تلك المغارة، دخلها على مرأى من الجميع. وحين رأت الأُسود يسوع، ركضت إليه وسجدت له. وكان يسوع جالسًا في المغارة، والأشبال تتدحرج عند قدمَيه، لاعبةً ومداعبةً إياه. وكان الشعب الواقف بعيدًا، غير مُبْصر يسوع، يقول: "لو لم يكن قد ارتكب أخطاء عظمية، هو أو أبواه، لما أُسلم للأُسود. وحين كان الشعب منشغلًا بهذه الأفكار ويتملَّكه الألم، إذا بيسوع يخرج فجأةً من المغارة، والأُسود تتقدَّمه، والأشبال الصغيرة تلعب عن قدمَيه. وكان أبوا يسوع. خافضَي الرأس، يقفان بعيدًا، مراقبَين ما كان يحدث؛ وكان الشعب يقف كذلك بعيدًا بسبب الأُسود ولم يكن يجرؤ على الانضمام إليهما. عندها بدأ يسوع يقول للشعب: "كم الحيوانات المفترسة أفضل منكم! أنها تعرف سيَّدها وتمجَّده، وأنتم تتنكَّرون له، أنتم البشر المخلوقون على صورة الله ومثاله! أن الحيوانات تتعرَّف إليّ وتلين؛ والبشر يرونني ولا يعرفونني".
الإصحاح السادس والثلاثون
انفصال ماء الأردن ليسوع
ثم جاز يسوع الأُردن مع الأُسود في حضور الشعب كلّه، فأنفصل ماء الأُردن عن يمينه وعن يساره. وعندها قال يسوع للأُسود، بحيث كانت كلماته مسموعة من الجميع: "أذهبي بسلام ولا تؤذي أحدًا؛ أنما لا يؤذينَّك أي أنسأن حتى تكوني قد عُدْت إلى الموضع الذي خرجت منه". وعادت الأُسود إلى مأواها، مسبَّحة إياه ليس بصيحاتها فقط، بل أيضًا بوقفة أجسادها، ورجع يسوع نحو أُمه.
الإصحاح الثالث والثلاثون
معجزة تمدد الخشب
وكان يوسف نجارًا وكان يشتغل الخشب، صانعًا أنيارًا للثيران ومحاريث وأدوات خاصة بزراعة الأرضي، وأسرَّةً خشبيَّةً؛ وحدث أن شابًا طلب منه يومًا سريرًا طوله ستة أذرُع. فأمر يوسف صبيًا بقطع خشب بمنشار حديدي بحسب القياس الذي أُرسل إليه. فلم يتقيَّد هذا الأخير بالتوصية التي أُعطيت له، بل صنع أحد الخشبتَين أقصر من الأخرى. وبدأ يوسف يضطرب ويفكَّر بما عليه أن يفعله في هذا الصدد. وحين رآه يسوع يتصبَّب عرقًا على أثر قلقه، تحدَّث إليه لتعزيته وقال له: "تعال، لنأخُذْ طرفَي قطعَتي الخشب ولنضعْهما إلى جانب بعضهما بعضًا، ولنسحَبْهما نحونا؛ فنسطيع هكذا جعلهما متساويتَين". فأطاع يوسف هذه النصيحة، لأنه كان يعلم أن يسوع كان يستطيع أن يفعل كلّ ما يريد. وتناول قطعتَي الخشب من طرف وركَّزهما إلى جدار، وأطال يسوع قطعة الخشب الأقصر، جاذبًا إياهما من الجهة الأخرى، وجعلها مساويةً للأطول. وقال ليوسف: "أذهَبْ واعمَلْ واصنَعْ ما وعدت بانجازه". فصنع يوسف ما وعد به.
الإصحاح الثامن والثلاثون
موت المعلَّم الذي ضرب يسوع
وسأل الشعب يوسف ومريم إرسال يسوع ليدرس الأحرف في المدرسة. فلم يرفضا القيام بذلك، وتبعًا لنصيحة الشيوخ، قاداه إلى معلَّم، ليهذَّبه في العلم الإنساني، وعندها بدأ المعلَّم تعليمه بطريقة متصلَّفة، قائلًا له: "قُل ألْفا". فقال يسوع: "قُلْ لي أولًا ما هي بيْتا، فأقول لك من بعد ما هي ألْفا". فضرب المعلَّم يسوع، غاضبًا، وما أن ضربه حتى مات.
وعاد يسوع إلى البيت إلى أُمه. ونادى يوسف مريم مرتعشًا وقال لها: "اعلمي أن نفسي حزينة حتى الموت بسبب هذا الطفل. فمن الممكن أن يضرب أحدهم هذا الطفل بخبث ويموت". فقالت مريم، مجيبةً يوسف: "يا رجل الله لا تصدَّقْ أن ذلك لا يمكن أن يحدث. صدَّقْ بالأحرى بثقة أن الذي أرسله بين البشر يصونه من كلّ خبث، ويحفظه باسمه في منأى من الشر".
الإصحاح التاسع والثلاثون
سجود معلَّم آخر ليسوع
ثم سأل اليهود مريم ويوسف اصطحاب الطفل بملاطفاتها إلى معلَّم آخر ليتهذَّب. فقاده يوسف ومريم ثانيةً إلي المدرسة، خائفَين من الشعب، ووقاحة الأمراء، وتهديدات الكهنة، عالمَين أنه لا يستطيع أن يتعلّم شيئًا من أنسأن طالما أنه أخذ عن الله وحده العلم الكامل. وعندما دخل يسوع المدرسة، يقوده الروح القدس، تناول الكتاب من يد المعلَّم الذي كان يدرَّس الشريعة، وأمام الشعب كلّه الذي كان يراه ويسمعه، وأخذ يقرأ، لا ما كان مكتوبًا في الكتاب، بل كان يتكلّم بروح الله الحي كان سيلًا من الماء من نبع جار وكان النبع كان يظل مملوءًا أبدًا. وكان يعلَّم الشعب هكذا عظمة الله الحي، فخرَّ المعلَّم أرضًا وسجد له. وكانت جماعة الشعب الحاضرة والتي كانت تسمعه يتكلّم هكذا، مذهولة. وعندما علم يوسف بذلك، جاء راكضًا نحو يسوع، خائفًا أن يموت المعلّم. وإذ رآه المعلَّم قال له: "لم تُعطني تلميذًا بل معلَّمًا، فمَنْ يستطيع الصمود أمام كلامه؟" عندها تمَّ ما قاله صاحب المزامير: "أن نهر الله امتلأ ماءً. لقد هيَّأت طعامهم، فكذا هي تهيئته".
الإصحاح الأربعون
قيامة يوسف الغني
ثم مضى يوسف مع مريم ويسوع ليقصدوا كفر ناحوم، المدينة البحرية، مبتعدين هكذا بسبب خبث الناس الذين كانوا أعداءه. وحين كان يسوع يسكن في كفر ناحوم، كان في المدينة رجل اسمه يوسف كان غنيًا جدًا. لكنه رزح تحت وطأة مرض، وكان ممدَّدا ميتًا على سريره. فقال يسوع ليوسف، وقد سمع في المدينة قومًا يبكون ويُطلقون صيحات عظيمة على أثر الحزن الذي كان يسبَّبه لهم ذلك الموت: "لمَ لا تُنجد بعطفك مَنْ يحمل اسمك نفسه". فأجاب يوسف: "أي قدرة لي وأي إمكانيات أملك لأُقدم له خدمةً كهذه؟ "
وقال يسوع: "خُذ الكفن الذي فوق رأسك، وامض، وضعْه على وجه الميت، وقُلْ له: ليمجَّدك المسيح! وعلى الفور يشفي، وينهض من فوق سريره". وإذ سمع يوسف هذه الكلمات، ومضى راكضاُ ينفَّذ أوامر يسوع، ودخل منزل الميت، ووضع على وجهه الكفن الذي كان يضعه عل رأسه، وقال للميت الذي كان يرقد على سريره: "ليمجَّدْكَ يسوع!" وعلى الفور نهض الميت من فوق سريره. وكان يبحث عمَّنْ كان يسوع.
الإصحاح الحادي والأربعون
شفاء يعقوب ابن يوسف
وخرجوا من كفر ناحوم ليذهبوا إلى مدينة تُدعى بيت لحم، وكان يوسف في بيته مع مريم، ويسوع كان معهما. وذات يوم نادى يوسف إليه ابنه البكر، يعقوب، وأرسله إلى بستان الخضار لجمع خضار من أجل صنع حساء. وتبع يسوع أخاه يعقوب إلى البستان، ولم يكن يوسف ومريم يعلمان بذلك. وفيما كان يعقوب يجمع خضارًا، خرجت أفعى من جحرها ولسعت يد يعقوب، فأخذ يصرخ على أثر الألم العظيم الذي كان يشعر به. وكان يقول بصوت ملؤه المرارة، وهو على وشك الغشيان: "وا أسفاه! وا أسفاه! أن أفعى خبيثة جدًا جرحتني في يدي". فهرع يسوع الذي في جهة أخرى نحو يعقوب، وقد سمع شكواه، وأمسك بيده، ولم يفعل شيئًا آخر سوى أنه نفخ في يد يعقوب وأنعشها. وعلى الفور شفي يعقوب، وماتت الأفعى. وكان يوسف ومريم يجهلان ما حصل، لذا ركضا إلى البستان، وقد سمعا صوت يعقوب وبأمر من يسوع، فوجدا الأفعى ميتة ويعقوب معافي تمامًا.
الإصحاح الثاني والأربعون
يسوع الأوّل إلى المائدة
وعندما كان يوسف يأتي لتناول وجباته مع أبنائه يعقوب، ويوسف، ويوحنا، وسمعان وابنتَيه، كان يسوع ومريم أُمه يجتمعان مع أُختها مريم، ابنة كليوباس، التي أعطاها الربّ الإله لأبيها كليوباس ولحنة، أُمها، لأنهما قدَّما للربّ مريم، أُم يسوع. ومريم دُعيت باسم مريم نفسه لتقوم مقام تعزية لأبويها. وعندما كانوا يجمتعمون، كان يسوع يقدَّسهم ويباركهم، وكان يبدأ أولًا الأكل والشرب. ولم يكن أيٌ منهم يجرؤ على الأكل، والشرب، والجلوس إلى المائدة، وكسر الخبز، إلى أن يكون قد فعل أولًا هذه الأمور، مقدَّسًا إياهم. وإذا كان غائبًا صدفةً، كانوا ينتظرون إلى أن يكون قد فعل ذلك. وحين لا يريد المشاركة في الطعام، لم يكن يوسف، ومريم، وإخوته أبناء يوسف يشاركون فيه. وكان إخوته وحياته أمام أعينهم كمشاعل، يراقبونه ويخشَونه. وحين كان يسوع ينام، سواء نهارًا، وسواء خلال الليل، كان نور الله يسطع عليه. له كلّ تسبيح ومجد إلى أبد إلى الآبدين! آمين، آمين.