الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى الجزء الثالث من تاريخ فكرة التطور
الجزء الثالث من تاريخ فكرة التطور
Holy_bible_1
ظهرة فرضية التطور لتشارلز دارون سنة 1859 م وفرح بها جدا الذين يريدون التحرر من الكتاب المقدس ويرفضون وجود خالق فأخيرا قدم إليهم حل لكيفية وجود الكائنات دون خالق خلقها وبدأت حربهم لإثبات ان التطور هو حقيقة علمية باي وسيلة.
تغيير التاريخ كان في سنة 1870 م عندما أعلن تقبل المجتمع العلمي المسيحي والمجتمع عامة نظرية التطور كحقيقة.
رد فعل الكنيسة
الكنيسة الشرقية الارثوزكسية كانت بعيدة عن هذا الصراع الغربي للأسف الي حد ما بسبب القيد الإسلامي الا عندما بدا يغزوها هذا الفكر بطريقة غير ملحوظة وغير مدركين له منذ 1950 م وما بعده عندما بدا التعليم ينقل من الكتب الغربية وبدا بعض المفسرين الشرقيين النقل من كتابات المفسرين الغربيين واخذوا منهم موضوع الحقب الزمنية وجائها هذا الفكر كما لو كان حقيقة علمية وهو فيه اعتراف بقدم عمر الأرض والكائنات والكون رغم انه لا يناسب ما قاله الكتاب المقدس بعهديه قديم وجديد وتفسيرات الإباء الاولين وتفسيرات اليهود القديمة. وبدا ينتشر هذا في النصف الثاني من القرن العشرين وما بعده وتناقله المفسرين عن بعضهم وعن المراجع الغربية اللاهوتية.
اما الكنائس الغربية (الكاثوليكية والبروتستنتية) التي كانت في وسط هذا الصراع ولها كلمة مسموعة تباين فيها رد الفعل فوقع الانقسام في موقف البروتستانت بين مجموعة تدين نظريات داروين وتكفّرها وتعتبرها الحاداً صريحاً وهم مجموعات المحافظين وعددهم استمر في الانخفاض، وأخرى تعترف بالتطور كحقيقة بيولوجية راسخة وتحاول أن توفق بينها وبين الإيمان الديني والكتاب المقدس باي طريقة وبخاصة المتحررين. فمن جانب أفرز العداء للداروينية موقفاً "أصولياً" يحاول التمسك اللفظي بنصوص الكتاب المقدس في قصة الخلق وفي وجه أي نظريات علمية تصطدم بهذه النصوص وهم الأقل ومن جانب ثان، اتجه رجال دين ولاهوتيون آخرون وهم الأكثر شهرة واغلبية مثل "جورج هاريس" و"ليمان أبوت" وفلاسفة دينيون مثل "جون فسك" ، إلى اعتبار "التطور" نهج الخالق في بناء الحياة وبعضهم نادي ان الله استخدم التطور في الخلق. كما تقبل هؤلاء النظرية التطويرية في فهم التاريخ.
أما الكنيسة الكاثوليكية وبسبب ما حدث سابقا مع جاليلو وغيره واتهامها ووصمها بانها ضد العلم وهي لا تريد هذه التهمه ان تستمر وتكبر فتجنبت الاصطدام بالنظرية أو تأييدها في البداية، محتفظة بحق الكنيسة في تفسير النصوص وبحقها في تحديد طبيعة الإنسان. ويقول باحث في الأديان أن أحد علماء البيولوجيا الكاثوليك ويدعى "ميفارت"، قد دافع عن نظرية التطور في البيولوجيا في كتابه "تكوين الأجناس" الصادر عام 1871.
Genesis of species
ولا شك أن مرونة الكنيسة الكاثوليكية إزاء "نظرية التطور" وعدم إسراعها إلى تحريمها مما يلفت النظر سمح للتطور بالانتشار أكثر فالبسطاء لم يسمعوا رفض قوي من الكنيسة الكاثوليكية في البداية لهذه النظرية التي ادعوا انها علم بل رأوا ما يشير الي التقبل.
أما عن تفصيل موقف الكاثوليكية من نظرية التطور، فقد فصّله د. واسمان كالآتي: لدى الحديث عن "نظرية التطور" ينبغي علينا أن ننتبه للكلمات المستخدمة في الاصطلاح بين "نظرية التطور" كفرضية علمية وكتأمل فلسفي أو تخمين، وبين نظرية التطور كأمر قائم على مبادئ إلهية أو على أسس مادية إلحادية، وبين نظرية التطور والداروينية، وأخيراً، بين رؤية نظرية التطور إلى نشوء النباتات والحيوانات ونشوء وارتقاء الإنسان.
وجعل الكنيسة الكاثوليكية ، كما يقول جيمس بيرك في كتابه عندما تغير العالم ، تتجه لتبني أفكار التطور الداروينية " لكي لا تتهم بانها ضد العلم كالتاريخ القديم وسمحت للكاثوليك بمناقشة التطور بعد صدور كتاب بيوس الثاني عشر في عام 1951م بعنوان الجنس الإنساني " اعتبر الكثيرين ان هذا قبول لها. شخص مهم كان وراء انتشار قبول التطور في الكنيسة الكاثوليكية
بيير ديشاردن
Pierre Teilhard de Chardin
كاهن كاثوليكي فرنسي ( 1881 الي 1955 م ) هو واحد من الأسباب الاساسية في قبول الكنيسة الكاثوليكية اكثر للتطور حديثا
هذا الكاهن استبدل ان الله هو النور بان التطور هو النور هو فيلسوف وكاهن يسوعي وجيولوجي فرنسي والذي تخصص بعلم حفريات ما قبل التاريخ والحفريات وساهم باكتشاف إنسان بكين. ومن أعماله تصور فكرة نقطة أوميغا وتطوير مفهوم فلاديمير فردانسكي المعروف بمجال العقل أو مجال نو . وفي أهم كتبه المسمى "ظاهرة الانسان" شرح تطور الكون بطريقة فريدة وابتعد فيها عن تفسيرات سفر التكوين التقليدية لصالح تفسير أقل صرامة مناسب للتطور.
وهذا الكاهن تدور حوله أمور كثيره غريبه ليس مجالها الان
والغريبه ان دارون رغم عداؤه للكتاب المقدس وجهده هو واستاذه وغيره من زملاؤه وتلاميذه لاثبات خطا الكتاب المقدس وانكار وجود إله، ولكيلا يقول المجتمع ان المسيحية ضد العلم فعندما مات في 19 ابريل 1882 م كرم بدفنه بجنازة رسمية ودفن في كنيسة وستمنستر بالقرب من جون هرشل واسحاق نيوتن ووصفوه بانه من أكثر الشخصيات المؤثره في العالم. كل هذا كان يؤثر على الناس بطريقة غير مباشرة علي تقبل التطور أكثر
وللأسف بعد 150 سنة من فرضية دارون
أعلن بعض المسؤولين في الفاتيكان أن نظرية التطور الخاصة بتشارلز داروين "لم تكن متضاربة" مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية والإنجيل.
وكان المونسينيور جيان فرانكو رافاسي رئيس المجلس البابوي للثقافة قد أطلق تصريحاته هذه في سياق الإعلان عن عقد مؤتمر مخصص للاحتفال بالذكرى الـ150 لنظرية تشارلز داروين بالعاصمة الإيطالية روما، وذلك في مارس من سنتين، في سياق مبادرة من الفاتيكان للترويج للحوار بين العلماء واللاهوتيين.
وقال رافاسي إن "نظرية التطور لا تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية ولا مع رسالة الإنجيل واللاهوت، وهي في الحقيقة لم تكن موضع إدانة يوما".
وأضاف أن اللاهوتيين والفلاسفة والعلماء سيحضرون المؤتمر في السنة المقبلة "ليس للتوصل إلى اتفاق بالضرورة، وإنما للتأكيد على احتمال الحوار وإبداء الرغبة المشتركة في تأويل الحقيقة وإن من وجهات نظر مختلفة".
وأوضح رافاسي أن الفاتيكان يسير على خطى كنيسة إنجلترا التي اعتذرت سنة 2008 م بطريقة غير مباشرة لداروين في مقالة
وتابع يقول "لم تدن الكنيسة الكاثوليكية داروين يوما، ويجب أن نكف عن التفكير في التاريخ على أنه محكمة قانونية منعقدة بشكل دائم، والتركيز بدلا من ذلك على إجراء حوار أكثر فعالية بين وجهتي نظر تنظران إلى الحقيقة نفسها، حقيقة الإنسان وعالمه".
بل وصل البعض من الكاثوليك ليس فقط لقبول نظرية التطور وادعاء انها لا تخالف الكتاب المقدس ومحاولة تطبيقها على الكتاب المقدس بل بعضهم الذي درس وعرف الفرق الكبير بين الاثنين وقال ان الكتاب المقدس لأنه ليس علمي فهو غير دقيق في الأمور العلمية ونظرية التطور هي الصحيحة علميا ففي الأمور العلمية مثل الكائنات الحية وغيرها لا نأخذ راي الكتاب المقدس ولكن نظرية التطور
فبعضهم قال ان الكتاب المقدس هو فقط رمز وليس علمي بل وصل لوصف ان الخلق في ستة أيام هو أسطورة ورمزي فقط.
لكن البابا بنديكت السادس عشر انتقد بشدة نظرية داروين عن التطور في خطاب له بألمانيا وهذا يعتبر أكثر موقف وضوح بالرفض رغم انه لم يكن فيه ادانه او اتهام بالإلحاد ولكن فقط رفض، وقال إنه بموجب النظريات المتأتية عن عمل داروين فإن العالم هو "نتيجة عشوائية للتطور، وهو بالتالي شيء غير منطقي"
يشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية قبلت طيلة 150 سنة أن نظرية داروين هي السبب الرئيس وراء التطور لكنها ركزت دائما على دور الله.
كانت بعض الأفكار الكثيرة من امر التطور والحقب الزمنية المخالف للكتاب المقدس قد انتشرت في كتب لاهوتيين الغرب سواء كاثوليك وبروتستنت ومحاولات تطبيق ستة أيام الخلق علي سفر التكوين من خمسينيات القرن الماضي وللأسف الكنيسة الشرقية عندما بدات نهضتها في النصف الثاني من القرن الماضي بدات تأخذ بعض كتابات لاهوتيين الغرب علي انهم علماء مرجعية فاخذت كثيرا من كتاباتهم النقدية بما فيها امر الحقب الزمنية بدون ان تفصل بين الأفكار الجيدة الرائعة في كتاباتهم والأفكار الحديثة الخطأ التي لا يقبلها تقليد الكنيسة وللأسف بدات تظهر هذه الأفكار في كتابات الكنيسة الشرقية في أواخر القرن الماضي وانتشرت بشده وحتي الان لم يقوم احد بالرد علي هذا تفصيلا في الكنيسة الشرقية.
نعود قليلا للوراء مره اخري
تاثر بفكر دارون الكثيرين بعد سنة 1859 م وأعلنوا ذلك مثل كارل ماركس مؤسس الشيوعية (كتب مقدمة في كتابه اهداء لدارون) وانجلز ايضا الشيوعي وايضا هتلر والكثيرين من الذين بنوا نظريات تعتمد علي فكر دارون لإثبات بالعلم ان الكتاب خطأ وان الاديان هي خطأ والانسان هو نتائج تطور وان اجناس بشرية اكثر تطور من اجناس اخري وابادة الأقل تطور وكل هذه الشرور بدأت تظهر بل بسبب التطور وجد مؤيدي العبودية ورافضي تحرير العبيد حجة لرفض كلام الكتاب المقدس عن المساواة وان الزنوج لانهم مرحلة اقل تطور فالعبودية ليست خطأ.
بل هتلر قال " لو قلت كذبة لفتره طويلة وكررتها كثيرا سيصدقها الناس "
وقال ايضا " الناس يفضلوا أكثر ان يصدقوا كذبة كبيرة عن اخري صغيرة "
ظل جزء مهم ناقص في تطور الكائنات الحية وهو اول كائن حي من اين اتي؟
حاول الرد على هذا بعض من اتباع دارون من مؤيدي التطور مثل ألكسندر اورين الذي قضي سنين كثيرة لهذا الامر وهو الذي افترض ما يسمي بالشربة العضوية التي تكونت في المياه سنة 1930 أي مجموعة مواد عضوية ظهرت لوحدها بسبب ظروف العالم القديم منذ بلايين السنين وهي التي ظهر فيها الكائن الاولي بالصدفة وتناقل من بعده مؤيدي التطور هذا الفكر حتى الان وه الفكر المنتشر في كتابات الملحدين. رغم ان اورين اعترف في كتابه انه فشل في تفسير مصدر اول حياة وهي الخلية الاولي
واعترف انه بالفعل لو كانت الحياة ظهرت من مواد عضوية فهي معجزة. ورغم هذا سنجد كل الكتب العلمية المؤيدة للتطور تتكلم عن امر الشربة العضوية كما لو كانت حقيقة أثبتها العلم رغم ان صاحب هذه الفرضية نفسه بعد ان قضي عمره كله قال انه لم يحدث.
ثم جاءت بعده تجربة ستانلي ميلر سنة 1953 م
الذي ادعي انه كون احماض امينية بما يشبه الطبيعة وهذه سأفرد لها ملف تفصيلي وسندرك ان هذه التجربة لم تصنع حياة بل اثبتت في المقابل استحالة تكوين حياة بالصدفة. ورغم هذا يستشهد بها مؤيدي التطور من الملحدين حتى الان مثل ريتشارد دوكنز وأصبحت هذه الكذبة مسلم بها انهم تمكنوا من صنع حياة في المعمل وبهذا اعتبروا انه اكتملت نظرية تكون الحياة ومنها كل الكائنات بدون خالق. رغم ان ايضا ميلر نفسه اقر بان مصدر حياه بالصدفة هذا مستحيل.
بل حتى الان يعترف علماء التطور بان ظهور الحياة هو مشكلة لم تحل حتى الان ولكيلا يعترفوا بهذا على الملأ
فمثلا جيفري بادا
ومثال اخر ذكره عالم رياضيات فريد هويل وهو فرصة تكوين خلية اولي بالصدفة هو يشبه فرصة حدوث إعصار في منطقة قمامة ومخلفات فيكون منها طائرة من طراز 747 العملاقة تعمل بالصدفة البحتة دون تدخل زكي