قانونية انجيل مرقس وكاتب الانجيل

 

Holy_bible_1

 

كاتب انجيل مرقس هو القديس مرقس الرسول وهو شاهد عيان فهو احد السبعين رسول الذين تتبعوا رب المجد من بداية خدمته وهو ابن ارسطوبولس واسم والدته هي مريم وهو اسمه العبري يوحنا وهو يوحنان اي يهوه حنان او الرب الحنان واسم مرقس هو اسم روماني ويعني المطرقة واسمه المعروف عند التلاميذ هو يوحنا الملقب مرقس للتميز بينه وبين يوحنا الحبيب وهذا التعبير لوحده يكفي ان يوضح انه كان موجود مع التلاميذ والرسل ولكي يفرقوا بين يوحنا اخو يعقوب ويوحنا كاتب الانجيل كانوا يلقبونه بيوحنا الملقب مرقس. 

أحد شهود العيان الذين شاهدوا السيد المسيح واستمعوا إليه واتبعوه أثناء تجسده سواء كأحد الرسل السبعين، وخاصة عندما كان السيد يذهب إلى أورشليم وعندما تناول السيد الفصح مع تلاميذه فى منزل والدته كما كان قريب من السيد فى بستان جثسيمانى وقت القبض عليه وبلا شك فقد تابع أحداث المحاكمة والصلب والدفن من بعيد، كما رأى السيد بعد قيامته فى ظهوراته العديدة للتلاميذ فى أورشليم والتى كان يجتمع فيها التلاميذ والرسل قبل الصعود وبعد الصعود. كما كانت أمه إحدى المريمات تلميذات الرب وكان القديس بطرس أحد أقاربه والقديس برنابا خاله.

وكانت لدى القديس مرقس ميزة ثانية لمعرفة المزيد عما قاله وعمله السيد المسيح وهى اجتماع جميع الرسل، شهود العيان فى منزل والدته ولسنوات طويلة. وبلا شك فقد استمع منهم جميعاً، كأفراد أو كجماعات، سواء فى جلساتهم الخاصة فى منزل والدته أو فى عظاتهم وكرازتهم العامة للجموع أو فى تعليمهم للمنضمين حديثاً للإيمان، وعرف منهم أحداث كثيرة وتفاصيل كثيرة.

وكانت لديه أيضا ميزة ثالثة وهى الاستماع لبطرس ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخيه وهم الثلاثة المتقدمون فى التلاميذ والذين كانوا قريبين جداً من السيد المسيح وقد أخذهم معه وقربهم منه فى أخص المواقف، فقد كانوا معه عند إقامة ابنة يايرس وأخذهم معه على جبل التجلى وأراهم مجده وكانوا أقرب التلاميذ إليه فى بستان جثسيمانى وقت القبض عليه. وبعد استشهاد يعقوب ابن زبدى، كان يعقوب أخو الرب مع بطرس ويوحنا فى أورشليم وكانوا معتبرين أنهم أعمدة، وكان لدى القديس مرقس الفرصة أيضا ليعرف المزيد من يعقوب أخى الرب.

كما أعطته الكرازة مع خاله برنابا والقديس بولس، ثم مع القديس بولس بعد وفاة خاله برنابا فى قبرص ميزة رابعة، فقد كان القديس بولس أيضا شاهد عيان للرب بعد صعوده وأستلم منه الإعلان مباشرة. وأخيراً فقد كانت كرازته مع القديس بطرس فى روما وغيرها ميزة خامسة. فقد عرف منه الكثير مما يختص به وحده ومما يختص به مع يعقوب ويوحنا ابن زبدى. ومن ثم فقد دون أحداث إقامة ابنة يايرس وتفاصيل التجلى وصلاة المسيح فى البستان بكل دقة، كما ذكر حادث إنكار بطرس للسيد ثلاث مرات بكل دقة وتفصيل كما تسلمها من القديس بطرس وسجلها كروايات شاهد عيان.

وهكذا دون القديس مرقس أعمال السيد وتعاليمه بتفصيل دقيق وحيوى ورائع كما شاهدها بنفسه وكما تسلمها من بقية التلاميذ والرسل شهود العيان.

 

واول دليل علي هذا هو شهادة الكتاب المقدس نفسه عن شخصية مرقس الرسول 

سفر أعمال الرسل 12: 12

 

ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ.

 

سفر أعمال الرسل 12: 25

 

وَرَجَعَ بَرْنَابَا وَشَاوُلُ مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَا كَمَّلاَ الْخِدْمَةَ، وَأَخَذَا مَعَهُمَا يُوحَنَّا الْمُلَقَّبَ مَرْقُسَ.

 

سفر أعمال الرسل 15: 37

 

فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضًا يُوحَنَّا الَّذِي يُدْعَى مَرْقُسَ،

وهو ابن عم ( او والده هو ابن عم ) زوجة القديس بطرس ولكنه كان يعتبره في مكانة ابنه 

رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 13

 

تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّتِي فِي بَابِلَ الْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ، وَمَرْقُسُ ابْنِي.

 

وايضا ابن اخت برنابا الرسول

 سفر أعمال الرسل 15: 39

 

فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 4: 10

 

يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرِسْتَرْخُسُ الْمَأْسُورُ مَعِي، وَمَرْقُسُ ابْنُ أُخْتِ بَرْنَابَا، الَّذِي أَخَذْتُمْ لأَجْلِهِ وَصَايَا. إِنْ أَتَى إِلَيْكُمْ فَاقْبَلُوهُ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 11

 

لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ.

 

وخدم مع بولس الرسول ولوقا البشير

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 11

 

لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى فليمون 1: 24

 

وَمَرْقُسُ، وَأَرِسْتَرْخُسُ، وَدِيمَاسُ، وَلُوقَا الْعَامِلُونَ مَعِي

 

ومريم والده هي صاحبة العلية التي كانت مكان اقامة العشاء الرباني ومقر اجتماع الرسل بعد ذلك وايضا مكان حلول الروح القدس فهي تعتبر اول كنيسه مسيحية دشنها المسيح بنفسه واقام فيها اول قداس وسر الافخارستيا وما يثبت ان مرقس هو صاحب الانجيل في هذا الامر هو وصفه الدقيقه للعلية في الاصحاح 12 واستخدامه كلمة معده لانه هو الذي اعدها بنفسه 

ويبدو هذا مؤكداً عند مقارنة مرقس ( 14: 17) بما يقابله فى إنجيلي متى ولوقا ، ففى متى ( 26: 20) نقرأ: " ولما كان المساء اتكأ مع الاثنى عشر " ، وفي لوقا ( 22: 14) : " ولما كانت الساعة اتكأ والاثنى عشر رسولا معه " ، بينما يقول مرقس : " ولما كان المساء جاء مع الاثنى عشر " ، وهذه العبارة لأخيرة تمثل تماما لغة واحد من أهل البيت يرى يسوع والاثنى عشر وهم يقتربون من المنزل. فهذا يؤكد انه شاهد عيان ايضا. 

 فكره مختصره عن حياته 

ولد مرقس الرسول في مدينة القيروان وهي احد المدن الخمسه الغربية بليبيا في بلده تدعي ابرياتولس من والدين يهوديين وهما من سبط لاوي وهذا هو ما قدمه الاباء ولكن البعض يقول انه ولد بعد رجوعهم الي اورشليم ولكن ان ولد في قيروان مرجح لانه يبدو أنه زميل إلكسندروس وروفس ولدا سمعان القيرواني، 

إنجيل مرقس 15: 21

 

فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ.

 

فهم كلهم من القيروان وذكر مرقس لهذه الأسماء تشير لكونه شاهد عيان لقصة الصلب.

 

ووالديه قرروا مغادرة القيروان والرجوع الي اورشليم بسبب هجمات بعض قبائل البربر علي املاكهم في القيروان  

والدة مرقس اسمها مريم ووالدة ابيه ارسطوبولس ايضا تدعي مريم وهذا لان هذا الاسم كان منتشرا جدا بين نساء اليهود   

تعلم اليونانية واللاتينية والعبريه جيدا وايضا يعرف الارامية 

كان معاينا لاحداث خدمة رب المجد فهو حضر عرس قانا الجليل وهو كان يتبع المسيح وامه من النساء اللواتي خدمن المسيح من اموالهن وهو الشاب الذي كان يحمل جرة الماء الذي التقي به التلميذان ليعدا الفصح 

إنجيل مرقس 14: 13

 

فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ.

 

إنجيل لوقا 22: 10

 

فَقَالَ لَهُمَا: «إِذَا دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍاِتْبَعَاهُ إِلَى الْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ،

وهذا علي ما هو واضح ان الرب يسوع لم يريد ان يعلن عن مكان العشاء لكي لا يقبض عليه اثناءها فهو اخبر مرقس فقط اولا واعطاه علامه ثم طلب من التلميذين بدون اعلان اسم مرقس ان يبحثا عن الرجل الذي معه هذه العلامة وهي ان يحمل جرة ماء لانه غير معتاد ان يحمل رجل جرة ماء 

وهو الشاب الذي ترك ازاره وهرب عريانا عندما قبضوا علي السيد المسيح 

انجيل مرقس 14

51 وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ،
52 فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا.

وهذه قصه خاصه جدا لايعرفها الا من حدث معه هذا الموقف وبخاصه انه كان قرب منتصف الليل في بستان جسيماني ولو لم يكن مرقس هو هذا الشاب لاصبحة القصه غريبه علي سياق الحديث وغير ملائمة وغير متفقه مع بقية المبشرين  

كتب مرقس البشير انجيله للرومان ولهذا لم يحتاج ان يفسر الالفاظ اللاتينيه وساتي الي ذلك في التحليل اللغوي لانجيله ولكنه ركز علي المعجزات فهو قدم معجزات اكثر مما قدمه اي مبشر اخر  

وهو رمز له برمز الاسد وهذا الرمز بسبب 

بدأ القديس مرقس إنجيله بقوله: "صوت صارخ في البرية"، وكأنه صوت أسد يدوي في البريّة كملك الحيوانات يهيئ الطريق لمجيء الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح. هذا وإذ جاء الإنجيل يُعلن سلطان السيد المسيح لذلك لاق أن يُرمز له بالأسد،إذقيل عن السيد أنه "الأسد الخارج من سبط يهوذا" (رؤ 5: 5).

يبدأ انجيله بتعبير 

1: 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله 

وهذا اعلان لاهوت المسيح وسلطانه ولهذا يرمز له بالاسد . وهو يكمل انجيله بالكلام عن مسيح المعجزات القوي فهو اقل من بقية المبشرين كلام عن وعظات المسيح ولكن ركز علي المعجزات القوية 

قيل في التقليد أن القديس مرقس اجتذب والده أرسطوبولس للإيمان المسيحي خلال سيرهما معًا في الطريق إلى الأردن حيث فاجأهما أسد ولبوة، فطلب الأب من ابنه أن يهرب بينما يتقدم هو فينشغل به الوحشان، لكن الابن طمأن الأب وصلى إلى السيد المسيح فانشق الوحشان وماتا، فآمن الأب بالسيد المسيح.

بدأ خدمته في اورشليم بعد صعود رب المجد وحلول الروح القدس وكان مع بطرس الرسول ورافقه في اورشليم واليهودية ثم انطلق بعد هذا مع الرسولين برنابا وبولس في رحلة معلمنا بولس الرسول التبشيرية الاولي وكرز معهما في انطاكية ولكن مرض في برجة بمفيلية فاضطر ان يغادرهم ويعود الي اورشليم وهذا سبب الخلاف في بداية رحلة معلمنا بولس الرسول التبشيريه الثانيه عندما اصر برنابا الرسول ان بأخذ مرقس اما بولس الرسول فرفض ففارق كل منهم الاخر وانطلق برولس الرسول مع سيلا وبرنابا اخذ مرقس وكرزا في قبرص وايضا مرقس الرسول ذهب مره ثانيه الي قبرص بعد مجمع اورشليم ثم ذهب الي مصر والمدن الخمسه الغربية وأسس كنيسة الاسكندرية تقريبا 61 م وبقي هناك فتره ثم ذهب الي برقه بليبيا ومنها الي روما حيث التقي بالقديسين بطرس وبولس وبقي معهما حتي استشهادهما سنة 67 م ثم عاد الي الاسكندرية سنة 67 م وزار الخمس مدن الغربية مره اخري وعاد الي الاسكندريه ايضا واستشهد هناك في منطقة بوكاليا 

في اثناء حياته بشر بكلوسي وبشر بلبنان ايضا والبندقية وهو واضع القداس المسمي بالكيرلسي لان القديس كيرلس اضاف اليه بعض المقاطع ولكن اصله من القديس مرقس وهو ظل شفويا الي سنة 330 م وينتقل بالتسليم حتي دونه البابا اثاناسيوس الرسولي وسلمه للقديس افرومنتيوس اول اساقفة اثيوبيا  

يقول قاموس اكسفورد (1) إنه [في سنة 1928 اكتشفت قصاصات من القداس في بردي استراسبورج ترجع إلي القرنين الرابع والخامس في الطقس القبطي، مكتوب عليها القداس القبطي للقديس مرقس أو للقديس كيرلس. وصيغة أخري منه باللغة الأثيوبية..

وتوجد ثلاثة مخطوطات في الفاتيكان لهذا القداس وهي:

The Cod. Rossanensis (Vat. Gr 1970, saec XIII).

The Rotulus Vaticanus (Vat. Gr. 2281, Saec XIII).

The Rotulus Messanensis (Cod. Mes. Gr. 177, saec XIII).

 

 مرقس الرسول غالبا اول من استخدم كلمة انجيل من المبشرين الاربعة اي بشري مفرحه وهذا في اول بداية بشارته 

1: 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله 

وكررها سبع مرات ولم يستخدمها احد من بقية الاربع اناجيل غير متي البشير مره نقلا عن كلام السيد المسيح 

واختم هذا الجزء بان هناك دليل رغم انه غير مباشر ولكنه يوضح ان مرقس هو كاتب السفر وهو انه الوحيد الذي كرر تعبير يوحنا اخا يعقوب 


إنجيل مرقس 3: 17

 

وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ، وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ.


 
إنجيل مرقس 5: 37

 

وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَتْبَعُهُ إِلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ، وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ.

 

وهذا ليميز بينه هو شخصيا ( يوحنا مرقس ) ويوحنا التلميذ ومتي ولوقا ويوحنا لم يستخدموا هذا التعبير وهذا يؤكد ان الكاتب اسمه يوحنا ويريد ان يفرق بين شخصه وبين يوحنا التلميذ لكي لا يختلط علي احد هذا الامر وقد وضح هذه النقطه زاهن في مقدمته لانجيل مرقس  

 

ثانيا يشهد له انه معاصر للاحداث وصفه الدقيق للتنظيمات والمشاعر فعندما يصف معجزة إشباع الجموع يدقق أنهم اتكأوا مئة مئة، خمسين خمسين 

6: 37 فاجاب و قال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي و نبتاع خبزا بمئتي دينار و نعطيهم لياكلوا

فهو معاصر للحدث وسمع النقاش  

6: 38 فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا و انظروا و لما علموا قالوا خمسة و سمكتان

ايضا تابع ان التلاميذ ذهبوا وفتشوا وهو كان منهم ايضا يبحث عن كمية الطعام التي عندهم 

6: 39 فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر

وهذا العدد دقيق جدا فهو يقول انهم يجلسوا مجموعات علي العشب الاخضر بمعني ان المنطقة منطقة اعاشب وبها بقع قليله خاويه وكثيره بها عشب اخضر جيد للجلوس . 

6: 40 فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة و خمسين خمسين

وهذا لم يقوله بقية المبشرين فمتي لم يصف ذلك ولوقا قال خمسين فقط ولكن هو حدد وصف الجلوس وطريقتهم وترتيبهم في صفوف اي ان الرب جعل جلوسهم منظم . فهذا الوصف صعب ان يصدر من شخص الا لو كان شاهد عيان 

6: 41 فاخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك ثم كسر الارغفة و اعطى تلاميذه ليقدموا اليهم و قسم السمكتين للجميع 

6: 42 فاكل الجميع و شبعوا 

6: 43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة و من السمك

ايضا هو الوحيد الذي وضح ان الذي تبقي ليس خبز فقط بل من السمك ايضا 

6: 44 و كان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل 

وموقف اخر يصف بدقة وضع المسيح ويؤكد انه يتابع بترقب كل تصرفات المسيح 

انجيل مرقس 4

4: 37 فحدث نوء ريح عظيم فكانت الامواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ 

4: 38 و كان هو في المؤخر على وسادة نائما فايقظوه و قالوا له يا معلم اما يهمك اننا نهلك 

فتعبير علي وسادة نائما لم يقوله بقية المبشرين وحتي لو كان يسمع وينقل لما ذكر هذا التفصيل للمشهد فهو لا ينبع الا من شاهد عيان

 كما دقق في إعلان مشاعر السيد المسيح كمن كان معاينًا لتصرفاته مدركًا أنه محب البشر. يكشف عنه إنه يشاركنا عواطفنا وأحاسيسنا كمن هو قريب منا جدًا، فيقول عنه أن تحنن 

إنجيل مرقس 1: 41

 

فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!».


إنجيل مرقس 6: 34

 

فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا، فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا، فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا.

وفي هذه المواقف ايضا لم يصفها بقية الاناجيل بل وصفوا مواقف اخري

 وأشفق (8: 2)، وانتهر (1: 43)، ونظر إلى الشاب وأحبه 

إنجيل مرقس 10: 21

 

فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ».

فهو يركز علي مشاعر المسيح نفسه وينظر الي عيني المسيح ويصف . فهذا يؤكد انه شاهد عيان.

ويذكر مرقس أعمال يسوع وتحركاته بدقة 

7: 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية و وضع اصابعه في اذنيه و تفل و لمس لسانه

9: 36 فاخذ ولدا و اقامه في وسطهم ثم احتضنه و قال لهم 

10: 14 فلما راى يسوع ذلك اغتاظ و قال لهم دعوا الاولاد ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله 

10: 15 الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله 

10: 16 فاحتضنهم و وضع يديه عليهم و باركهم 

 

وعن نظراته المستطلعة 

3: 34 ثم نظر حوله الى الجالسين و قال ها امي و اخوتي

5: 32 و كان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا

 10: 23 فنظر يسوع حوله و قال لتلاميذه ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله

فهو يري نظرات المسيح ويصفها بدقة

ونظراته فى الصلاة 

7: 34 و رفع نظره نحو السماء و ان و قال له افثا اي انفتح 

 

والتحذير ليهوذا بصفة خاصة  ، والغضب 

3: 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم و قال للرجل مد يدك فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى 

 

 والحكم على الأمور (11:  11 ). واحتضن الأولاد (9: 36، 10: 16) بل يسجل تنهدات المسيح 

8: 12 فتنهد بروحه و قال لماذا يطلب هذا الجيل اية الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل اية 

وهذا تعبير لم يقوله اي انجيل اخر 

وكل هذا لا ينقله شخص سمع عن المسيح فقط بسماع الاذن ولكن شخص عاين بنفسه وسجل المشاعر  

استخدام التعبيرين: "للوقت" و"في الحال"، ليضع في نفس القارئ ذات الأثر الذي يشعر هو به. وقد يعطينا هذا ان مرقس بدأ تسجيل الاحداث في فتره مبكره ولكن علي الاقل هو عايشها بنفسه.

وتعبير للوقت استخدمه 42 مرة فى إنجيل مرقس بينما لا يستخدمها متى إلا سبع مرات ولوقا مرة واحدة وفى  أربع عشرة مرة من هذه المرات بالمقابلة مع مرتين فى متى (ولا مرة فى لوقا) ، تستخدم هذه الكلمة فى الإشارة إلى النشاط الشخصى ليسوع . وعلى هذا فليس غريباً أن يتغاضى عن السنوات الأولى التى خلت من الأحداث التي لم يشاهد تفصيلاتها (قارن يوحنا 2: 11) ، وليس غريبا ايضاً أن تكون المعجزات أكثر عدداً من الأمثال

 كما استخدم صيغة المضارع في سرد بعض الأحداث ليجعل منها واقعًا يحمل حركة مستمرة منذ ان شاهده وهو لا يزال في مخيلته.

ايضا انفرد باحداث لم يخبر بها احد المبشرين الاخرين مثل شفاء الأصم الأعقد (7: 31-37)، وتفتيح عيني أعمى بيت صيدا (8: 22-26)، كما انفرد بذكر مثل الحقل الذي ينمو زرعه دون أن يدري الزارع كيفيّة نموه (4: 26-29) وايضا مخاوف اقرباؤه ( 3: 21 ) وفى الأصحاح الثالث عشر (13: 33-37) عن البواب والسهر ، وفى الأصحاح الرابع عشر (14: 51) عن الشاب الهارب . وبالإضافة إلى هذا ، هناك الكثير من الكلمات الحية التى تضفى لمعاناً على المواضيع الأخرى لا تصدر الا من شاهد عيان. ورواية مرقس أو فى غير قليل من الأحداث المشتركة بين الأناجيل ، مثلما فى موضوع موت يوحنا المعمدان (6: 14-29) ، والأكل بأيدى غير مغتسلة (7: 1-23) ، والغلام الذى كان يصرعه الروح النجس (9: 14-29) ، وحوار أحد الكتبة معه (12: 28-34) وهناك من مثل هذه الأجزاء ما يكفى لإثبات  أن كاتب الإنجيل لم يعتمد على البشيرين الآخرين. 

كل هذا يؤكد ان الكاتب هو من رسل المسيح المعاصرين للاحداث 

 

ثالثا اسلوب الكاتب عن نبوات خراب اورشليم يؤكد انه يهودي عاش وكتب قبل خراب اورشليم سنة 70 م لانه يتكلم عنها في مرقس 13 كنبوة ولا يتكلم عنها كواقع حدث

انجيل مرقس الرسول هو غالبا ثاني انجيل في الكتابه بعد انجيل متي البشير وهو مناسب لترتيب الاناجيل الحالي وايضا الترتيب القديم في معظم المخطوطات وساتي الي هذا الامر في الحديث عن مخطوطات الانجيل . وهذا الراي ايضا مناسب للادله التي قدمتها في قانونية انجيل متي البشير  

ولكن هناك رائي لا اعترض عليه يقول انه اول انجيل كتب  

الرائي السائد انه كتب انجيله في نهاية الخمسينات الي بداية الستينيات وتقريبا عام 61 م في مصر ويوجد عدة ادلة علي هذا منها ان الانجيل كتب قبل انجيل لوقا وانجيل لوقا كتب قبل سفر اعمال الرسل وسفر العمال الرسل كتب تقريبا سنة 62 م فهذا يؤكد ان انجيل مرقس كتب في الخمسينيات من القرن الاول الميلادي ولو اخذنا بان انجيل لوقا كتب سنة 48 كما ذكر الاباء فيكون انجيل مرقس قبل ذلك بقليل اي ما قبل 48 م 

وهذا الرائ الذي اميل اليه الي حد ما ولكن ساقدم الاراء المختلفة 

يقول ابن كبر انه كتب في سنة 45 م. وهذا الرأى هو المرجح .

يوجد رائ قائل بانه كتب انجيله سنة 50 م والسبب هو علاقة الانجيل بالرحلات غالبا كتب قبل مجمع اورشليم وهذا تحليل لعلاقة الانجيل بما كتب في غلاطية 2: 11-15 ويمكن أن نذكر لمحتين بسيطتين أخريين ، فعدم ذكر الأناجيل الثلاثة الأولى حادثة إقامة لعازر ، وعدم ذكر اسم مريم فى حادثة دهن يسوع بالطيب ، يرجحان تاريخاً مبكراً حين كان ذلك غير مقبول بالنسبة للعائلة ، وعندما نشر الإنجيل الرابع ، من المحتمل أنهم لم يكونوا أحياء. كما أن وصف يوحنا بأنه أخو يعقوب (5: 37) قد يعود بنا ايضاً إلى زمن مبكر عندما كان يعقوب أكثر الأخوين شهرة وتقديراً قبل استشهاده. فيكون كتب سنة 50 او قبل ذلك بقليل وهذا ايضا يرجح سنة 45 م 

والقديس ايريناؤس يقول إنه كتب بعد استشهاد القديسين بطرس وبولس أي بعد سنة 67 م.

و مقولة القديس ايريناؤس يقول فيها 

"بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما وبعد خروجهما سلم لنا مرقس كتابة مضمون ما نادى به بطرس"

اولا سلم لنا وهذا لا يعني انه كتبه في هذا الوقت بل يكون كتبه ونشره في الاسكندريه وتم تسليمه في روما بعد هذا الوقت فقد يكون قصده أنه كتب فى حياة بطرس، ولكنه نشر بعد موته. وقد رأى كريستوفورسن (1570م) ذلك ، مؤيداً رأيه بافتراض أن الكلمة هى “ 

Ékdosin

” أي " تسليم أو حبس "بدلاً من كلمة “

éxodon

” أي " خروج " التى تروى عن إيريناوس . 

وثانيا تعبير خروجهما لا يعني الانتقال بالضروه ولهذا فالاعتماد علي تفسير مقولة القديس ايرينيؤس فقط ليس دقيق وقد اعتقد جريب ومل وآخرون أن إيرناوس لم يشر إلى موت بطرس ولكن إلى رحيله من روما فى رحلة كرازية، ولكننا إن أخذنا كلمة 

Éxodon

”  بهذا المعنى ، فمن الأفضل أن نفهم منها الرحيل من فلسطين أو سوريا بدلاً من الرحيل من روما. وبالتأكيد يبدو أن عبارة إيريناوس من أن الرسل أصبحوا مهيئين تماماً لخدمة التبشير ، تشير إلى أنهم كانوا يتأهبون لترك فلسطين. ثم يردف بالقول بأن متى ومرقس ، كتب كل منهما إنجيله . ويقرر يوسابيوس بصراحة أن متى بدأ فى كتابة إنجيله " عندما كان على وشك أن يغادر فلسطين ، ليذهب إلى شعوب أخرى" . ويحتمل جداً أن نفس الأمر ينطبق على مرقس. ولو كانت الحقيقة هي أن الرومانيين فى قيصرية أو أنطاكية قد طلبوا من مرقس أن يكتب لهم الإنجيل ، لكان من السهل أن نفهم كيف تحول الموضوع كله فى زمن إيريناوس ، إلى رومية .  

ويرى القديس يوحنا ذهبى الفم ان مارمرقس كتبة في مصر ومعنى هذا الكلام انه كُتب بعد سنة 55 م. او علي اي حال قبل سنة 61 م.

وباقى المؤرخين تتراوح تواريخهم بين هذين التاريخين

وضعفي يرجح تاريخ 45 م لانه يناسب احداث البشاره وايضا يناسب ترتيب الاناجيل فمتي كتب 40 م ومرقس 45 م ولوقا 48 م

 

رابعا دليل لغوي ان الكاتب يهودي يعرف العبرية والارامية واليونانية واللاتينية ويكتب الي رومان الذين لا يعروفن هذا

1- صفتها العامة : يستخدم مرقس اللغة اليونانية الدارجة التى  كانت شائعة فى ذلك العهد، والتى كان يفهمها الناس فى كل العالم الرومانى ، لقد كانت – بكل تأكيد- لغة الشعب "المعروفة والمقروءة من جميع الناس" ، ومفرداته خالية من الكلمات الفنية التى لا يستخدمها إلا العلماء ، كما أنها خالية من الكلمات السوقية . لقد استخدم مرقس لغة نظيفة نابضة بالحياة والقوة ، موجهة مباشرة إلى الطبقة المتوسطة. 

2- المفردات : يبلغ عدد المفردات فى إنجيل مرقس (فى الأصل اليونانى) 1.330 كلمة ، منها ستون كلمة أسماء أعلام ، وتسع وسبعون كلمة ينفرد مرقس باستخدامها (فيما يختص باسفار العهد الجديد) ، ومائتا كلمة وثلاث كلمات لا توجد إلا فى الأناجيل الثلاثة الأولى ، وخمس عشرة كلمة  فى إنجيل يوحنا ، وثلاث وعشرون كلمة فى كتابات الرسول بولس (بما فيها الرسالة إلى العبرانيين) وكلمتان فى الرسائل الجامعة (واحدة فى يعقوب والثانية فى بطرس الثانية) ، وخمس كلمات فى سفر الرؤيا . ونحو ربع الكلمات التسع والسبعين التى ينفرد بها مرقس ، هى كلمات غير بليغة ، بالمقابلة  مع السبع فى لوقا ، وأكثر من السبع قليلاً جداً فى متى . كما يذكر هو كنز ثلاثاً أو و ثلاثين كلمة أو عبارة غريبة غير شائعة فهذا يوضح ان اليوناني ليست لغته الوحيده فهو ليس اممي.

3- الأسلوب : أسلوب إنجيل مرقس بسيط جداً ، ويتكرر حرف العطف "الواو" كثيراً ، وهو يخلو تماماً من العبارات البليغة الطنانة . والأسلوب القصصى موجز محكم ، وأحياناً نجد تكرار المعنى فى عبارات مختلفة منعاً من كل إيهام (كما فى : 32، 2: 25، 5: 19) ، وأمثالها وهى خاصية مميزة لأسلوب مرقس . أما الوصف فنابض بالحياة بصورة عجيبة ، يبرزها بشدة ، استخدامه لصيغة الفعل فى المضارع 151 مرة ، مقابل 78 مرة فى متى ، وأربع مرات فى لوقا ، وذلك فى غير الأمثال حيث أن مرقس لا يستعمله مطلقاً فى الأمثال ، بينما يستخدمه متى 15 مرة ، ولوقا خمس مرات . ويستخدم يوحنا صيغة الفعل المضارع 162مرة (أكثر قليلاً من مرقس) ، ولكن مرقس يضفى على استخدامه له تنوعاً وحيوية بأنتقاله السريع بافعاله بين الأزمنة المختلفة. 

فهذه التصريفات ايضا توضح ان الكاتب شاهد عيان وايضا ليس اممي. 

نجد ان الكاتب يترجم الكلمات الارامية التي لا يفهمها الرومان مثل 

إنجيل مرقس 3: 17

 

وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ، وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ.

 

إنجيل مرقس 5: 41

 

وَأَمْسَكَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا«طَلِيثَا، قُومِي!». الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ، لَكِ أَقُولُ: قُومِي!

 

إنجيل مرقس 7: 11

 

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِقُرْبَانٌ، أَيْ هَدِيَّةٌ، هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي

 

إنجيل مرقس 7: 34

 

وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ«إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.

 

إنجيل مرقس 10: 46

 

وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ، كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِسًا عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي.

 

إنجيل مرقس 15: 34

 

وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟

 

إنجيل مرقس 15: 22

 

وَجَاءُوا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ «جُلْجُثَةَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ «جُمْجُمَةٍ».

 

فلو كان يكتب لليهود مثل متي البشير لما احتاج ان يفسر معاني الكلمات فهي معروفه عند اليهود ومستخدمة ولكن هو يجيد الارامية ويكتب لمن لا يفهموها. 

وهو ايضا يستخدم كلمات لاتينية مثل 

إنجيل مرقس 5: 9

 

وَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ قِائِلاً: «اسْمِي لَجِئُونُ، لأَنَّنَا كَثِيرُونَ».


 
إنجيل مرقس 5: 15

 

وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَنَظَرُوا الْمَجْنُونَ الَّذِي كَانَ فِيهِ اللَّجِئُونُ جَالِسًا وَلاَبِسًا وَعَاقِلاً، فَخَافُوا.

ويستخدم لقب قائد المئة بالتعبير اللاتيني 

kenturiwn

ويذكر نار بدل من جهنم الكلمه العبرية ( 9: 43 ) وايضا لا يشرح الكلمات اليونانية واللاتينيه مثل بطرس فلا يقول انه يعني الصخره 

ويستخدم لفظ يوناني ويفسره بمعناه اللاتيني وهذا يؤكد انه يكتب للرومان المتكلمين باللاتينية 

انجيل مرقس 12

12: 42 فجاءت ارملة فقيرة و القت فلسين قيمتهما ربع 

فالكلمة اليوناني ليبتون هي نصف الربع وهو عمله رومانية 

ولكنه لم يشرح الدينار الخاص بالرومان ( 6: 37 )

Dunarion

وايضا استخدم دار الولايه 

Praitwrion

وايضا لما تكلم عن الصدوقيين قدمهم للقارئ الروماني بأنهم " الذين يقولون ليس قيامة" (12: 18). وطبعاً هذا كله معروف لليهود. ولما تكلم عن المرأة الكنعانية حسب تسمية التوراة لجنسها قال: "وكانت المرأة أممية وفي جنسها فينيقية سورية" (7: 26) بالأسلوب الذي يفهمه الرومان.

ومن جهة الأماكن كان يوضح ما لا يحتاج اليهود مطلقاً إلي توضيحه. فالأردن كان يسبقه بكلمة نهر (1: 5). كذلك شرحه جلوس الرب علي جبل الزيتون بأنه تجاه الهيكل (13: 3).  

 

خامسا ايضا ما يؤكد انه يهودي يكتب للرومان هو اسلوب شرح العادات 

يشرح العادات اليهوديّة وأماكنهم وطوائفهم، الأمور التي يعرفها اليهود دون الرومان، فيوضح مفهوم النجاسة عند الفريسيّين واهتمامهم بالغسالات الخارجيّة (7: 2-4)، وعادة ذبح الفصح في اليوم الأول من الفطير (14: 12)، ومعنى كلمة "الاستعداد" (15: 42)، وإنكار الصدوقيّين للقيامة (12: 18). كما يسبق كلمة "الأردن" بكلمة "نهر" (1: 5)، ويوضح أن جبل الزيتون هو تجاه الهيكل (13: 3)، وأن بيت فاجي وبيت عنيا قريبتان من أورشليم (11: 1).

فهذا ايضا يظهر علمه بالمناطق الجغرافية جيدا بل يعرف اي اتجاه كان يجلس فيه المسيح ويعرف اسماء المدن اليهودية بالتفصيل وهذا يؤكد انه شاهد عيان.

ايضا في اسلوبه لم يقتبس كثيرا من نبوات العهد القديم لانها مهمة لليهود ولكن ركز فقط علي النبوات التي تظهر المسيح القوي صاحب السلطان الحقيقي علي كل الخليقة 

فيظهر سلطانه

انه ابن الله القدير ( 1: 11 ) 

علي الوحوش والملائكة ( 1: 13 )

على الشياطين (1: 27)

 وعلى الأمراض (1: 42)

وعلي أسرار الأفكار(2: 8)

على السبت كرب السبت (2: 28)

 وعلى الطبيعة (4: 39-41)

وعلي الموت ( 5: 43 )

 وعلى النباتات (11: 12-20)

  له سلطان في الهيكل (11: 33)

ويعلن عن أسرار المستقبل (ص 13)

 قادر بسلطانه أن يشبع الجماهير (6: 33-44، 8: 1-9).

بل أن هذه القوة ستتبع من يؤمن به (17:16-18)

ولكن مع اظهار ان سلطان المسيح ليس مثل الرومان بكبرياء ولكنه سلطان اقوي بتواضع وخدمة الاخرين (9: 33، 10: 35، 45)،

لأنه وجه إنجيله للرومان كشف عن جامعية رسالة الإنجيل لتضم الأمم أيضاً لذلك كثيراً ما يستخدم التعبيرين "كل" و "جميع" (5:1+28+33+39)+ (13:2+1:4). 

 

سادسا ما يؤكد انه يهودي معاصر يكتب للرومان هو الاقتباسات من العهد القديم فرغم انه يكتب للرومان ولا يركز علي النبوات والاقتباسات من العهد القديم ولكنه ايضا يقتبس باسلوب يؤكد انه يهودي يعرف العهد القديم جيدا وهو علي دراية جيده بالنص العبري 

اقتباسات انجيل مرقس البشير

اجمالي اقتباسات مرقس البشير

44

فئة 1

20

فئة 2

9

فئة 3

0

فئة 4

4

فئة 5

9

فئة 6

2

 

[Warning: Linked object ignored]

 ومعني الفئات 

فئة 1 

هي ان النص العبري يتفق مع السبعينية ويتفق مع العهد الجديد لفظا 

فئة 

هي النص العهد الجديد تقرب الي العبري اكثر من السبعينية 

فئة 3 

هي النص العهد الجديد يقترب من السبعينية اكثر من العبري 

فئة 4 

هي النص العبري يتفق مع السبعينية والعهد الجديد يختلف عنهما في مقطع او كلمة مهمة او ترتيب مؤثر او عدة ضمائر او اختصار 

فئة 

وهو العبري يختلف قليلا عن السبعينية والاثنين يختلفوا قليلا عن العهد الجديد ولكن نفس المعني  

فئة 6

لو العبري يتطابق مع السبعينية تقريبا ولكن العهد الجديد ياخذ المضمون وليس الحرف ( ويشترط وضوح انه اقتباس )

ونلاحظ ان مرقس البشير اسلوبه في الاقتباس بانه يترجم من العبري الي اليوناني ولا ينقل من السبعينية مع ملاحظة شيئ هام ان مرقس البشير نفسه لم يقتبس كثيرا ولكن هو نقل اقتباسات المسيح في احيانا كثيره نصيه وبعضها نقل معني كلام المسيح مثل كلام قائد المئة فهذا يؤكد ايضا انه لا يستقي من احد بل هو شاهد عيان هذا بالاضافه انه بالرغم من قلة اقتباساته الا انه قدم بعض الاقتباسات التي لم يقدمها بقية المبشرين علي سبيل المثال.

9: 48 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا 

12: 32 فقال له الكاتب جيدا يا معلم بالحق قلت لانه الله واحد و ليس اخر سواه 

فهو يجيد العبري اكثر ولكنه ايضا يعرف السبعينية علي عكس يهود الشتات او الامميين فهو يهودي واضح جدا من اسلوبه. 

 

سابعا هو شخص يهودي معاصر للاحداث ويعرف اماكن حدوثها بدقه واسماء الاماكن مثل كفر ناحوم، الناصرة، طبرية, قيصرية فيلبس، أريحا، بيت عنيا، جبل الزيتون، أورشليم، الجلجثة.

 بل ويذكر اسماء لم يذكرها بقية المبشرين ويستخدموا اسماء مرادفه مثل 

إنجيل مرقس 8: 10

 

وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ السَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ.

 

واسلوب كاتب انجيل مرقس الرسول يتميز بالدقه والاختصار فيحدد المكان والعدد والوقت بدقه ولكن بكلمات قليلة مركزة وهذا يؤكد انه شاهد عيان

 تاكيده لمعرفته الشخصيه ببعض الافراد الذين دارت حولهم احداث مهمة فيذكر أن متى العشار هو ابن حلفي (2: 14)، وبارتيماوس الأعمى ابن تيماوس (10: 46)، وسمعان القيرواني هو أبو الكسندروس وروفس (5: 21) فهو ليس شاهد عيان ولكن تربي وسط هؤلاء ويعرفهم جيدا بالاسم بل يعرف القابهم وجنسياتهم وعائلاتهم.

من جهة إهتمامه بتفاصيل المكان يقول:

" ثُمَّ خَرَجَ أَيْضاً مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ الْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ الْمُدُنِ الْعَشْرِ" (مر31:7). وأيضاً قوله " إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ عَلَى الْبَحْرِ وَالْجَمْعُ كُلُّهُ كَانَ عِنْدَ الْبَحْرِ عَلَى الأَرْضِ" (مر1:4).

ومن جهة الأسماء مثلاً يذكر:

* أن متى العشار هو ابن حلفى " وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: "اتْبَعْنِي". فَقَامَ وَتَبِعَهُ" (مر14:2).

وأن بارتيماوس الاعمى هو ابن تيماوس " وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. (مر46:10) وهذه الأسماء لم تذكر في باقى الأناجيل.

وأن سمعان القيروانى هو أبو ألكسندروس وروفس "فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ" (مر21:15)

وأيضاً اهتمامة بالتدقيق في كل شيء فقد ذكر تفاصيل كثيرة في المعجزات:

ففي معجزة الخمس خبزات ذكر ان الرسل جعلوا الناس يتكئون رفاقاً على العشب الاخضر... صفوفاً صفوفاً مئة مئة وخمسين خمسين " فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا الْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ رِفَاقاً رِفَاقاً عَلَى الْعُشْبِ الأَخْضَرِ. فَاتَّكَأُوا صُفُوفاً صُفُوفاً: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمْسِينَ" (مر 39:6-40) كما ذكرت سابقا.

وقوله أيضاً ان السيد المسيح "كَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: "يَا مُعَلِّمُ أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟" (مر38:4).

وقوله أيضاً في حادثة التجلى "وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدّاً كَالثَّلْجِ لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذَلِكَ" (مر3:9)،  وهنا ركز على درجة البياض. لكى يوضح لهم شدة اللمعان.

وإنه إحتضن الأطفال وباركهم "فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ" (مر16:10).

 

قال البعض ان مرقس لم يري المسيح وهو فقط مترجم لبطرس الرسول وهذا غير صحيح واحتجوا بان مدح بطرس محذوف من إنجيل مرقس مع حفظ الانتهار، ويرَّجحون أن لبطرس دخلاً في ذلك نظراً لتوبته الشديدة، وأيضاً ذكر مرقس صياح الديك مرتين (مر 14: 72)، خلافاً لمتى الذي لا يذكر غير صياح (مت 26: 74). وفي ذلك نظر إلى حساسية بطرس القلبية ولوم ذاته على إنكاره ربه 

وكون مرقس الرسول عرف بعض الاشياء الخاصه من بطرس فهو سجل اشياء اخري لم تحدث مع بطرس الرسول ايضا وموضوع انه لم يمدح بطرس فهو لم يغفل مديحه لبطرس الرسول في اماكن اخري توضح ان بطرس الرسول لم يكن له اشراف علي كتابة الانجيل ، فذكر دعوة الرب له كأول دعوة (1: 16-20)، ووضع اسمه في مقدمة أسماء الرسل (3: 16)، وذكر أن الرب دخل بيته وشفي حماته كأول معجزة ذكرها مار مرقس للرب (1: 29-31). وذكر قول بطرس الرسول: "ها قد تركنا كل شيء وتبعناك" (10: 28)، وذكره في مناسبات كثيرة مع يعقوب ويوحنا (5: 37، 9: 2-8، 14: 32)

هذا بالاضافه الي ان هناك ثلاث احداث مهمة حدثت مع بطرس وذكرها متي البشير ولم يذكرها مرقس وكان لو هو ينقل عن بطرس فقط لوجب عليه ان يذكرها وهي المشي على الماء ( مت14: 28-33) ، وموضوع الجزية (17: 24-27) ، والكنيسة ومفاتيح الملكوت (16: 16-19)، ولا يصح ان يقول احد انه اخفاها لتواضع بطرس لان حادثة المشي علي الماء لايوجد فيها اي تواضع بل تظهر ضعف ايمان بطرس  

لهذا ففكرة الاعتماد علي القليل من التعبيرات لادعاء ان مرقس الرسول مترجم لبطرس الرسول هو ادعاء خطأ ولكان كتب مثل بولس الرسول كتبه بطرس الرسول علي يد مرقس فهو لم يفعل ذلك ايضا يؤكد ان الكاتب هو مرقس الذي من تواضعه كعادة تلاميذ ورسل الرب لم يكتب اسمه.

اما معني ان مرقس مترجم لبطرس ليس بالمعني المعروف لان هل معني ذلك أن القديس بطرس العظيم فقد موهبة التكلم بألسنة التي أخذها من الروح القدس في يوم الخمسين وكلم بها أناساً " من كل أمة تحت السماء" (أع 2: 5) حتى احتاج بعد ذلك إلي مترجم؟! وإن كانت موهبة التكلم بألسنة لا تستخدم في مثل هذا المجال، ففيم تستخدم إذن؟ 

 

ثامنا المخطوطات وهي بداية الادلة الخارجية  

في البداية جائت المخطوطات بها ترتيبين لانجيل مرقس الاول وهو يعتقد انه ترتيب زمني للكتابة وهو بعد متي اي 

متي ومرقس ولوقا ويوحنا 

والثاني هو 

يوحنا متي مرقس لوقا 

فقط كترتيب مكانة الرسل ولكن يوجد ترتيب اخر غربي قديم وهو وجد في بعض المخطوطات مثل واشنطون وهو 

متي يوحنا لوقا مرقس 

ويعتقد ايضا انه ترتيب مكانه واعمار وبعض الترتيبات التي جائت قليلا

متي يوحنا مرقس لوقا 

متي مرقس يوحنا لوقا 

يوحنا متي لوقا مرقس 

الترتيب الاول وهو متي ومرقس ولوقا ويوحنا هذا ترتيب مدرسة الاسكندرية وايضا الترتيب اللاتيني والثاني قال به بعض المخطوطات اليونانية والاباء 

ولكن الملاحظ هو ان انجيل مرقس لم يوضع في البداية في اي ترتيب وهذا يرجح انه كتب بعد متي البشير بالفعل  

واقدم مخطوطة يوجد بها انجيل مرقس هي مخطوطة واشنطون 

وهي قدرها باحثي النقد النصي زمنيا باخر القرن الرابع بداية الخامس ولكن المفاجئة الديثه ان باحثي الاثار قدموا ادله مؤكده تقريبا ان المدينه التي اكتشفوا المخطوطه مدفونه في انقاضها هدمت تماما وتدمرت عن اخرها سنة 200 ميلاديه تقريبا 

اذا هذه المخطوطه حسب علم الاثار كتبت قبل سنة 200 م بفتره لكي تدفن سنة 200 م  

وهذا ما اثبته دكتور ودارد استاذ بجامعة اكلوهاما بل وحدد من الختم الارامي الذي يوجد بها بانها كتبت تحديدا سنة 74 م 

( بمعونة الرب سافرد ملف مستقل لهذا الامر )

وهذه المخطوطة تحتوي علي انجيل مرقس وايضا تحتوي علي صورة مرقس الرسول هو ولوقا البشير