هل الصلاة تغير فكر الله؟
Holy_bible_1
هذا الملف هو توضيح لنقطة هل الصلاة تغير فكر الله
وهو نقطة أساسية أضافة ولتكميل ما قدمت في ملف
الصلاة علي الموتى توضيح فديو البابا شنودة بعنوان لايجوز الترحم علي غير المسيحيين (drghaly.com)
وفيه وضحت نقاط او أسئلة أساسية مثل
المعنى اللغوي للشفاعة وتعني توسل فهي صلاة توسلية وطلب راحة
ووضحت أن بناء على الكتاب المقدس أن الهنا اله احياء والمنتقلين عنده احياء
وذكرت امثلة لشفاعة الموتى في العهد القديم والجديد
وان الشفاعة بوجه عام هي حق أعطاه لنا الرب كمحاماه
وهنا إضافة على موضوع الصلاة لاجل الاحياء والأموات في نقطة هل الصلاة تغير فكر الله وان كانت تغير فما فائدتها
وباختصار الله بعلمه الازلي الغير محدود يعلم كل شيء بما فيه المستقبل فهو يعرف كل موقف ماذا سيفعل فيه الانسان وهو الانسان سيصلي ام لا ويعرف ان كان سيصلي انه سيستجيب له بما كان يريده الرب مسبقا. فالرب يعرف مقدما ما سيتم ولكن فقط يسمح لنا بخوض هذه الخبرة لنرى استجابته ونؤمن به رغم انه مسبقا هو سيفعل الخير لنا كأب.
وما صلي عنه يهوذا هو فقط ممارسه لحق الشفاعة وايضا مبدأ المحاماة بمعني ان الشيطان المشتكي يمارس حقه في الشكوي كما قال
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 10
وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً.
والرب القاضي العادل هو اعدل من القضاه الارضيين والقاضي الارضي يسمع الشكوي من الذي يمثل هيئة الادعاء وايضا يسمع الدفاع من المحامي
فاكيد ابونا السماوي القاضي العادل كما بعدله يسمح للمشتكي ان يقدم شكواه ايضا يسمح لنا وللسمائيين ان يقدموا الدفاع بمبدأ المحاماة ولكن لا المشتكي ولا المحامي له الحق ان يغير ما يراه القاضي انه عدل وكذلك ايضا لا الشيطان في شكواه ولا المدافعين في شفاعتهم التوسلية سيجعلون حكم الله غير عادل فهو
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 4
حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ».
فالصلاة لا تغير من ارادة ربنا ولا قرار الرب ولكن اذا ما فائدة الصلاة؟
هي تتميم لمشيئة الله واشتراكنا في تنفيذ إرادة الله. فالصلاة لا تغير مشيئة الله، فمشيئة الله صالحة وكاملة ومرضية
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12
2 وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.
وخير لنا أنها لا تتغير. لكن الصلاة تتمم مشيئة الله. هذا ما فهمه دانيال عندما صلى لأجل الشعب بعد السبعين عاماً التي تنبأ عنها إرميا
سفر دانيال 9: 2
"فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ، أَنَا دَانِيآلَ فَهِمْتُ مِنَ الْكُتُبِ عَدَدَ السِّنِينَ الَّتِي كَانَتْ عَنْهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ، لِكَمَالَةِ سَبْعِينَ سَنَةً عَلَى خَرَابِ أُورُشَلِيمَ."
عرف دانيال من الكلمة النبوية أن مشيئة الله المُعلنة هي أن يرجع الشعب إلى أورشليم، فماذا فعل؟ لقد صلى لكي يتمم الله ذلك. نعم، إن الصلاة لا تغير مشيئة الله بل تتممها، لكن من الجانب الآخر هي تغيرنا نحن كي نتوافق مع هذه المشيئة الصالحة. المشكلة تنبع من عدم التمييز بين فكر الله ومعاملاته مع الإنسان. ففكر الله من جهة أي إنسان، بل ومن جهة أي شيء، ثابت لا يتغير، ومن مصلحة الإنسان أنه لا يتغير، لأن الله لا يفكر إلا بالسلام والخير للإنسان
سفر إرميا 29
11 لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً.
أما معاملات الله مع الإنسان، فهي تستلزم التغيير. وفي قضية حزقيا، مثلاً عندما اطال الرب عمره
سفر إشعياء 38
5 «اذْهَبْ وَقُلْ لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكَ. هأَنَذَا أُضِيفُ إِلَى أَيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً.
الله لم يغيِّر فكره من جهة عمر حزقيا، لسبب بسيط: أن حزقيا أنجب بعد أن مدّ الله عمره، ومن هذا الذي أنجبه أتى المسيح. لكنها كانت معاملات الله التي بها علم الرب عبده الصلاة. كذلك لم تغيّر صلاة حنة فكر الله من جهة عقمها كما في صموئيل الأول 1، حيث كان لا بد أن يرسل الرب صموئيل لشعبه، لكنها كانت معاملات الله مع حنة لكي يعلمها الصلاة والثقة في الله. وهناك المئات من الأمثلة على هذا الامر ان الشخص وضع في ضيقة فصلى فاستجاب له الرب ولكن استجابة الرب كانت أساسية لتتميم خطة الله الصالحة. إذاً ففكر الله من نحونا ثابت دائما، لا يمكن أن يتغير، إلا أن معاملاته معنا تتغير طبقاً لحالتنا لتدفعنا لنتغير. معاملاته معنا ونحن غير أمناء ستخلتف عنها عندما نكون أمناء، وإذ يقودنا إلى الصلاة من خلال تلك المعاملات نكتشف عدم أمانتنا فنتوب، وبالتالي نتغير، هنا لا تغيّر الصلاة فكر الله، بل الصلاة المقرونة بالتوبة تغيرنا.
فالله يعرف ماذا سنفعل تفصيلا
سفر أعمال الرسل 2: 23
هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. |
سفر أشعياء 46
9
اُذْكُرُوا
الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ،
لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ.
الإِلهُ
وَلَيْسَ مِثْلِي.
10
مُخْبِرٌ
مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ
الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلاً:
رَأْيِي
يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي.
11
دَاعٍ
مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ، مِنْ
أَرْضٍ بَعِيدَةٍ رَجُلَ مَشُورَتِي.
قَدْ
تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ.
قَضَيْتُ
فَأَفْعَلُهُ.
بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ. |
فالله لا يوجد عنده رؤيا مسبقة ولا يتنبأ بل الله يعرف كل شيء والماضي والحاضر والمستقبل واحد امامه ومكشوف لأنه خارج بعد الوقت فالله ليس خارج بعد المكان والمادة بل الزمان أيضا الله فوق الوقت وليس في داخل الوقت فالله خلق الوقت في البداية ولكن قبل البداية لا يوجد وقت كان يوجد الله فقط والوقت لم يوجد ايضا عندما خلق الله الوقت هو غير خاضع له فهو اعلي منه لهذا الوقت خاضع لأحكام الله ولكن الله غير خاضع لمقاييس الوقت.
مثال فقط للتوضيح وان الله ليس في الوقت ولكن هو خالق الوقت لو تخيلت تيار مائي متعرج جدا بين جبال مثل نهر سريع ولكن مليء بالثنيات وطويل لو شبهنا هذا النهر بالوقت (وليس الوقت بالوقت), لو ركب احد مركب هذا يعتبر الاول في التيار واشببه بمن في الماضي وبعد فتره ركب اخر المركب فهو بعده وهو في الحاضر ولكنهم لا يروا بعض فقط قد يري التالي اثار الاول لو ترك شيء خلفه ثم يأتي ثالث بعدهم وهو بالنسبة للثاني هو المستقبل هؤلاء الثلاثة يفصلهم الوقت ولا يتعاملون مع بعض ولكن لو تخيلنا انسان فوق في طائرة هليكوبتر هو مشرف علي هذه المنطقة ويري التيار المائي من اوله الي نهايته فهو يري الاول والثاني والثالث ولو معهم اجهزة اتصال يستطيع ان يتصل بهم فهو فوق التيار وخارج نطاق النهر فهم بالنسبة له ليسوا اول وثاني وثالث او ماضي وحاضر ومستقبل بل هم له هو وقت واحد. فهذا الانسان الذي ينظر من فوق هو يعرف شكل الانحناء التالي لكل منهم ومدي خطورته وايضا كيف يستطيع ان ينجوا منه ولكن هم لا يروا الانحناءات لانها مخفية عنهم هو يعرف متي سيسرع التيار ومتي سيبطئ ولكن هم لأنهم لا يعرفوا ذلك ولانها اول مرة يركبون التيار فكلما جاء انحناء خافوا ولكما أسرع التيار ارتعبوا وكلما بطيء التيار تناسوا الانحناء وخطورته وقلة اثارته وركزوا في القادم. مع فرق التشبيه بالطبع ولكن هذا مثل الله هو ينظر من فوق ويري الماضي والحاضر والمستقبل في وقت واحد وليس عنده ماضي وحاضر ومستقبل وايضا هو يري مسار حياة كل انسان قبل ان تحدث ويعرف الانحناء المخيف ولكنه ايضا يعرف انه سيمضي ويعرف ايضا ان بعده يوجد راحة واستقرار وايضا انحناء اخر ثم راحة او مجموعة انحناءات ثم راحة وهكذا فهو خارج هذه الحدود وغير محدود بها.
طبعا أفضل شخص سيكون الذي على اتصال بالذي في الطائرة الهليكوبتر الذي يطمئنه عند اقتراب كل منحني خطر ويكد له انه لو صبر ستوجد راحة مقبلة. ولكن الذي لا يريد ان يتصل سيظل في خوف من الانحناء الحالي ومن المجهول بما سياتي عليه بعد ذلك.
ايضا لو يوجد تفرعات بعضها خطير وبعضها اقل خطورة وأكثر متعة قد لا نعرف ولكن لأنه ينظر من فوق يعرف المنحنيات فيستطيع ان يخبر الانسان ان التفرع الذي على الشمال رغم انه يبدوا اوسع ولكنه أخطر فيقول لك اختار الذي على اليمين رغم انه اضيق في البداية امامك ومتعب التجديف له ولكنه أكثر سلام.
رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 17
الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ |
تعبير فيه يقوم هو يعنى الأشياء قائمه فيه بما في هذا الوقت فالوقت قائم في الله وبدون الله لا يوجد لا وقت ولا مستقبل
فالرب الذي فاحص القلوب
سفر المزامير 7: 9
لِيَنْتَهِ شَرُّ الأَشْرَارِ وَثَبِّتِ الصِّدِّيقَ. فَإِنَّ فَاحِصَ الْقُلُوبِ وَالْكُلَى اللهُ الْبَارُّ. |
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 23
وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. |
هذا التعبير يؤكد أن الرب الذي يعلم كل شيء وبما فيها أفكار القلوب هو يعرف ما سيفعله الانسان. وبناء عليه الرب لو يرى ان في خير الانسان انه يعطيه راحة من ضيقة او اتعاب يترك فقط فرصة للإنسان لكي يصلي ليرى عمل الرب ويختبره ويؤمنه به
وهذا فقط توضيح ان الله يجعلنا نستفيد من الموقف روحيا ويكون للبنيان بالصلاة بروح الله القدوس الساكن فينا فهو يحل فينا ويرافقنا في خلال رحلتنا في هذا العالم ويعيننا في ضعفاتنا وهذا تمييز شفاعته.
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 26
وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا.
وتعبير لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله هو يتكلم عن انواع من الصلاه والطلبه التي يطلبها الانسان ولا يعلم انها ليست لخيره فالروح يرشد من يصلي عن طريق الإقناع مثلاً كما حدث مع بولس أن الشفاء ليس في مصلحته وانه ضد إرادة الله التي هي الخير بالنسبة له، فهو صانع خيرات. ولكن نحن لا نعلم هذا الخير، ولا نعلم ما يجب أن نطلبه في صلواتنا. فهناك قديسون صلوا ليس بحسب مشيئة الله، فبولس صلي طالباً أن يري روما، وموسى اشتهي أن يري فلسطين. وأرمياء طلب عن اليهود، وصموئيل عن شاول وابراهيم عن سدوم، هنا نجد قلوب مقدسة ولكنهم لا يعرفون ما يصلون لأجله فلهذا الرب قوم طلباتهم، وقد نصلي لأمور ضد خلاصنا، كما صلي بولس حتى تنزع منه الشوكة (المرض). حسناً قال السيد المسيح ليعقوب ويوحنا "لستما تعلمان ما تطلبان" فغموض المستقبل يجعلنا لا نعرف ما نصلي لأجله، ونصلي لأجل طلبات قد يكون فيها ضرر كبير لنا.
وهنا عمل وشفاعة الروح القدس في داخلنا أنه يعيننا ويقودنا في الصلاة ليعطينا ماذا نقول ويقنعنا بإرادة الله أو بأن ما أطلبه ليس في مصلحتي فاسلم بإرادة الله، وقد يبدأ الإنسان صلاته بأن يطلب طلب ما، ومع استمرار الصلاة يقنعه الروح القدس بقبول إرادة الله الافضل فيقول لتكن مشيئتك، وحين يسلم الإنسان أموره لله يصير مقبولاً أمام الله. فالصلاة لا تغير مشيئة الله بل هي تغير مشيئتي بعمل الروح القدس حتى تتطابق مشيئتي مع مشيئة الله وهذه شفاعة الصلاة وعمل الروح القدس. وعلينا ان نؤمن بعمله في صلاتنا. يقول الرب يسوع المسيح
إنجيل متى 21: 22
وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ».
فهل لو طلبت شيئاً خطأ، أو ليس في مصلحتي يعطيه الله لي؟ لا. لكن علينا ألا نتعامل مع آية واحدة فيكمل معناها في
رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 14
وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا.
فالله لن يستجيب إلا لو كانت صلاتنا متطابقة مع مشيئته. وكيف نعرف مشيئته؟ وكيف تصبح مشيئتنا في الصلاة هي مشيئة الله؟ هذا هو عمل وشفاعة الروح القدس الذي يقنعني بالتسليم الكامل له. هو لا يشفع لنا بشيئ لا نطلبه او نطلب عكسه وهذا دور الروح القدس فالروح القدس فينا يشفع عنا ويرشدنا لتكون صلاتنا حسب مشيئة الله والمسيح يكمل هذا بشفاعته الكفارية عنا ووساطته بدمه عنا . وبنفس المنطق فإختلاف مشيئتي عن مشيئة الآب يجعلني غير مقبول لديه، أمّا الروح القدس الذي يقنعني بأن أسلم مشيئتي للآب فهو بهذا يجعلني مقبولاً لدي الآب، وبهذا فهو يشفع فيّ لدي الآب= الروح نفسه يشفع فينا. بأنات لا ينطق بها: فالنفس قد تكون متألمة بسبب تجربة تلم بها ويقف صاحب التجربة ليصلي، ويعطيه الروح أن يضع كل ثقته في الله الذي يحبه بالرغم من التجربة، بل أن التجربة هي طريقه للسماء، او نحتاج ان نتحمل قليلا او نصبر قليلا او قد يستجيب مباشرة ولكن ارادته ان نقف نصلي امامه والله يسمع أي يعرف من يتجاوب مع الروح القدس. فعمل الروح القدس يجعل مشيئتي تتطابق مع مشيئة الله. ففي وقت التجربة أصرخ لله أياماً وشهور والروح القدس يقنعني خلال كل هذه المدة أن أسلم مشيئتي لله. وكلما تقدم الإنسان روحياً يختزل هذا الوقت جداً. وكما اختزل الوقت بين طلبتي وبين تسليم مشيئتي بالكامل لله كلما ارتفعت قامتي روحياً. فالمؤمن يبدأ صلاته وهو مُصِّرْ علي طلب ما وينهي صلاته وقد سَلَّمَ الأمر تماماً ليدي الله في ثقة.
وبهذا أصير مقبولاً لدي الله وأطلب بقيادة الروح القدس ما هو في مشيئة الله الصالحة التي سيفعلها الله لنا بمحبته وصلاحه ولكن يترك لنا ان نصلي لها ويرشدنا الروح القدس لكي نصلي بما يناسب مشيئة الله فيستجب لما هو أصلا في مشيئته التي هي الخير لنا.
إذا أخير هل الصلاة تغير فكر الله الإجابة لا لان فكر الله هو ان سيستجيب لما هو خيرنا ولكن بارادتنا وهو بعلمه المسبق يعرف اننا سنصلي لهذا الامر وهو سيستجيب بما فيه خيرنا بعد ان يرشدنا الروح القدس لان نصلي لما فيه إرادة الله ويعرف نهاية الموقف ستكون للخير لانه كما وعد
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28
"وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."
فهو يعرف نهاية الموقف قبل ان يبدأ ويسمح به ويعرف اننا نصلي ويعرف ان الروح القدس سيرشدنا ويعرف ان الصلاة ستقوينا وتبنينا وتغيرنا وتقربنا له وتؤهلنا للشركة معه وبالفعل يستجيب حسب مشيئته الصالحة لما فيه خيرنا وهذا كان مشيئته من البداية
والمجد لله دائما