كيف يطلب الشياطين أن لا يُرسلوا للهاوية رغم أنهم مقيدين في الهاوية؟
متى 8 ومر 5 ولوقا 8 و2بط 2
Holy_bible_1
26 April 26, 2021
الشبهة
كيف يطلب الشياطين من يسوع في موضوع لجئون ألا يرسلهم للهاوية رغم أن 2 بط 2 أنه بالفعل مقيدين في الهاوية. اليس هذا تناقض؟
الرد
شرحت فكرة مشابهة في ملف "كيف يجول الشيطان ثم ياتي امام الله رغم انه طرد وقيد بالسلاسل" فلهذا اجيب هنا باختصار مع تكرار بعض الأشياء لتوضيح ما يقوله معلمنا بطرس الرسول. وشرحت سابقا في ملف "الشيطان" وصفه وملائكته الساقطة وبعض ألقابه وعقابه ومصيره. ولكن باختصار عندما سقط الشيطان الي اين ذهب؟ الإجابة في "11 اهبط الى الهاوية فخرك رنة اعوادك تحتك تفرش الرمة وغطاؤك الدود 12 كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح كيف قطعت الى الارض يا قاهر الأمم" (سفر إشعياء 14: 11-12). وأيضًا " قد ارتفع قلبك لبهجتك افسدت حكمتك لأجل بهائك سأطرحك الى الارض واجعلك امام الملوك لينظروا اليك" (سفر حزقيال 28: 17). فهو سقط من السماء وأصبح مصيره هو الهاوية بالفعل كمقر نهائية ولكن مؤقتا قطع إلى الأرض ولهذا له سلطان علي الأرض ولهذا هو لقب "الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2). إذا تلقيبه أن مقره في الهاوية ولكن يستطيع أن يصعد إلى الهواء وله سلطان الهواء فهذا دقيق وأعداد كثيرة جدًا مثل تجربته لداود وأيوب وللرب يسوع لمسيح وغيرها من الأعداد. ففهمنا انه مشتكي وهو له سلطان الهواء ومقره الهاوية.
والأن ندرس الشواهد الأخرى التي تتكلم عن إنه مقيد " وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ." (رسالة يهوذا 1: 6). فالشيطان وملائكته الذين لم يحفظوا رياستهم حُفظ لهم انهم في يوم الدينونة العظيم سيقيدون بقيود أبدية تحت الظلام ولكن حتى مجيء هذا الوقت هم يعملوا في الأرض. ولكن الشيطان هو وملائكته الساقطين طردوا من الملكوت وكان طليق ولكن بصليب الرب يسوع المسيح قيد " فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ." (إنجيل لوقا 10: 18). فهو قيد من قبل صليب المسيح "1 وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. 2 فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ، 3 وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا." (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20:1-3). فالشيطان بعد صليب المسيح في اغواؤه مثل كلب يعوي من بعد لان السيد المسيح قيد الشيطان وتقييده معناه أنه لا يستطيع أن يجرب الناس على هواه بل هو الآن مثل كلب مربوط بسلسلة فلا يستطيع أن يعض إلا من يدنو منه أو يدخل في نطاق سلسلته المقيد بها، هو قد يعوي نابحاً، ويرهب مفزعاً الناس لكنه لا يقدر أن يعض إلا من يقترب إليه من أبناء المعصية ولكنه يستطيع أن يعمل من خلالهم، ""الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2). وشرحت هذا تفصيلًا سابقا ومثال السلسلة وحلقاتها. فمن يأخذ القيود بطريقة حرفيه يخطئ إذا يجب أن يفهم أن الظلام بطريقة حرفية بمعني أنه سقف وإن كانت لهم مساكن مبنية، وبالطبع كل هذا لا يصلح أن يُؤخذ حرفيًا. ولكن المعني إنهم مقيدين روحيا أي لعملهم حدود وارتبطوا بالظلام روحيًا وأصبحوا مقيدين بفكرهم المظلم فهو يشتكي أمام الرب ولكنه مقيد في نطاق عمله ومقيد بالظلام ومن هو محفوظ في نور المسيح لا يؤثر عليه الشيطان المقيد في الظلمة.
ثانيا وهذا هو الأهم العدد يتكلم عن دينونة اليوم العظيم وهو يوم الدينونة التي يقيد فيها الشيطان بقيود ابديه "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،" (سالة بطرس الرسول الثانية 2: 4). وهو اسلوب في الماضي تأكيد لما سيحدث في المستقبل بانه سيدان هو وملائكته وهذا نفس الاسلوب الذي استخدم في "وابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الابدين" (سفر الرؤيا 20: 10). وكتبت بالماضي رغم انه للمستقبل وهذا أسلوب تأكيد. وقد أكد تقريبا كل المفسرين انه اسلوب بالماضي لتأكيد المستقبل:
ابونا تادرس يعقوب "ونلاحظ[16] أن قولهم "طرحهم" في صيغة الماضي تعني تأكيد ما سيكون في المستقبل."
ابونا انطونيوس فكري "طرحهم = الله أدان الملائكة إذ أخطأوا، فمن المؤكد أنه سيدين هؤلاء الأشرار. وقوله طرحهم بصيغة الماضي فيه تأكيد للدينونة."
والقس منيس عبد النور:
وللرد نقول: يصف الرسول يهوذا الشياطين بأنهم «ملائكة «خلقهم الله من أسمى الرُّتب لخدمته، ولكنهم أخطأوا ولم يحفظوا «رئاستهم «أي طهارتهم الأصلية ومقامهم الذي كان لهم في السماء، و«تركوا مسكنهم «الذي هو السماء باختيارهم، لأنهم لم يرضوا بحالهم في السماء، فلم يشفق الله عليهم وعاقبهم بأن طرحهم في جهنم في سلاسل الظلام (2 بطرس 2: 4) وذلك إلى يوم الدينونة العظيم. وقوله «حفظهم« و«طرحهم« هو تعبير بالماضي عن المستقبل، لحتمية حدوث الأمر. فأنت تتحدث عن شيء قادم بصيغة الماضي، لأنك متأكد من وقوعه. وقوله «طرحهم «و«في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم «قد تعني أن في «طول «سلاسل الظلام ما يمنعهم من الرجوع إلى المسكن النوراني الأول، ولكنها لا تمنعهم من الجولان بين الناس لخداعهم وتضليلهم. وقد اعتبر الرسول يهوذا الظلام المحيط بالشياطين كالقيود الأبدية التي تبقى بلا تغيير. والشياطين كأنها مسجونة في سجن لا يدخله شيء من النور، فلا فرصة عندها للتوبة. وبعد الدينونة يطرحهم الله في النار الأبدية المعدَّة لهم (متى 25:41).
وايضا المفسرين الغربيين
جيل:
and delivered them to be kept at judgment, in chains of darkness"; when they will be in full torment, which they are not yet in; and then they will be cast into the lake of fire prepared for them, and be everlastingly shut up in the prison of hell from whence they will never more be suffered to go out;
وسلمهم إلى الدينونة محروسين في سلاسل الظلام"؛ حين يكونون في العذاب الكامل الذي لم يكونوا فيه بعد؛ وحينئذٍ سيُلقون في بحيرة النار المعدة لهم، وسيُغلق عليهم إلى الأبد في سجن الجحيم حيث لن يُسمح لهم بالخروج منه بعد ذلك أبدًا.
وغيرهم كثيرين. بل أيضا معلمنا بطرس الرسول في رسالته الأولى يؤكد ان الشيطان يجول "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." (رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 8). إذا بطرس الرسول بوضوح يتكلم عن الشيطان مقيد من صليب المسيح بحدود يستطيع أن يتجول بها ولكن القيد الابدي المطلق هو في يوم الدينونة.
اما عن موقف لجئون:
أولا هو بالطبع قبل صلب الرب يسوع المسيح أي قبل تقييد الشيطان الذي ذكره الرب يسوع المسيح. والشيطان قبل قيد صليب الرب يسوع كان يتحرك بحرية على الأرض وله سلطان، وكان يغوي الكثيرين كما نرى بوضوح من الكتاب المقدس.
ثانيا الشياطين كانت تفهم خطأ أنه جاء يوم الانتقام أي الدينونة. فسوء فهمهم جعلهم يفهموا خطأ أنه جاء وقت دينونتهم النهائية وسيبدأ قيدهم الأبدي. وهذا الذي جعلهم يطلبوا منه هذا الطلب فلا يوجد تعارض مع انهم طرحوا ولهم الهاوية مقر ولكن لهم بعض من حرية التحرك.
"28 ولما جاء الى العبر الى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدا حتى لم يكن أحد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق 29 وإذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله اجئت الى هنا قبل الوقت لتعذبنا 30 وكان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى 31 فالشياطين طلبوا اليه قائلين ان كنت تخرجنا فأذن لنا ان نذهب الى قطيع الخنازير 32 فقال لهم امضوا فخرجوا ومضوا الى قطيع الخنازير وإذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف الى البحر ومات في المياه" (انجيل متي 8: 28-32).
وأيضًا
"1 و جاءوا الى عبر البحر الى كورة الجدريين 2 و لما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور انسان به روح نجس 3 كان مسكنه في القبور و لم يقدر احد ان يربطه و لا بسلاسل 4 لأنه قد ربط كثيرا بقيود و سلاسل فقطع السلاسل و كسر القيود فلم يقدر احد ان يذلله 5 و كان دائما ليلا و نهارا في الجبال و في القبور يصيح و يجرح نفسه بالحجارة 6 فلما رأى يسوع من بعيد ركض و سجد له 7 و صرخ بصوت عظيم و قال ما لي و لك يا يسوع ابن الله العلي استحلفك بالله ان لا تعذبني 8 لأنه قال له اخرج من الانسان يا ايها الروح النجس 9 و سأله ما اسمك فأجاب قائلا اسمي لجئون لأننا كثيرون 10 و طلب اليه كثيرا ان لا يرسلهم الى خارج الكورة 11 و كان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى 12 فطلب اليه كل الشياطين قائلين ارسلنا الى الخنازير لندخل فيها 13 فأذن لهم يسوع للوقت فخرجت الارواح النجسة و دخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف الى البحر و كان نحو الفين فاختنق في البحر" (انجيل مرقس 5: 1-13).
وأيضًا
" 26 و ساروا الى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل 27 و لما خرج الى الارض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل و كان لا يلبس ثوبا و لا يقيم في بيت بل في القبور 28 فلما رأى يسوع صرخ و خر له و قال بصوت عظيم ما لي و لك يا يسوع ابن الله العلي اطلب منك ان لا تعذبني 29 لأنه امر الروح النجس ان يخرج من الانسان لأنه منذ زمان كثير كان يخطفه و قد ربط بسلاسل و قيود محروسا و كان يقطع الربط و يساق من الشيطان الى البراري 30 فساله يسوع قائلا ما اسمك فقال لجئون لان شياطين كثيرة دخلت فيه 31 و طلب اليه ان لا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية 32 و كان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا اليه ان يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم 33 فخرجت الشياطين من الانسان و دخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف الى البحيرة و اختنق" (انجيل لوقا 8: 26-33).
فكما شرحت في ملف "هل عرف الشيطان لاهوت السيد المسيح ام لا؟" ان الشياطين كانت تظن ان يوم الانتقام في نهاية سنة الخلاص " لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ" (سفر إشعياء 61: 2). فظن ان المجيء مجيء واحد بسنه مقبولة ويوم انتقام. وهذا بالطبع غير صحيح لأنه يوجد فاصل زمني بين السنة المقبولة ويوم الانتقام وهو الذي لا زلنا نعيش فيه. فهي أولا غير مقيدة فهذا قبل صلب الرب يسوع المسيح وهذا قبل الدينونة وفقط تريد ان تهرب من يوم الدينونة التي ظنته خطأ اقترب فتطلب ان لا تذهب للهاوية المقر الذي ستربط فيه الى الابد بل الى قطيع الخنازير. فلا يوجد تناقض بين الاعداد.
والمجد لله دائما