هل تعبير اقسام الأرض السفلى حرفي ام مجازي؟ أفسس 4: 9
Holy_bible_1
25 April 25, 2020
السؤال
يقول بولس الرسول في أَفَسُسَ 9:4 وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلَّا إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ ٱلْأَرْضِ ٱلسُّفْلَى. هل تعبير اقسام الارض السفلى تعبير مجازى؟
الرد
تطرقت لما يشبه هذا السؤال في ملفي
هل نزل المسيح الي الجحيم ليخرج الاباء واين كان مكانهم قبله؟
وأيضا
هل الجحيم مادي وبه دود لا يموت؟ مرقس 9 ومتي 18
ولهذا الإجابة هنا ستكون باختصار لأني قدمت بعض التفصيلات في الملفات السابقة
لغويا
التعبير هنا هو τα κατωτερα μερη της γης تا كاتوتيرا ميري تيس غيس. وكلمة لكلمة "المنخفضة الأجزاء الأرض" فهو الأجزاء المنخفضة الأرض. هذا التعبير يطابق تعبير في السبعينية في مزمور 63: 9 أما الذين هم للتهلكة يطلبون نفسي فيدخلون في أسافل الأرض. τα κατωτατα της γης تا كاتوتاتا تيس غيس. فهو تعبير يهودي قديم عن الهاوية "bottomless pit كما قال مفسرين يهود" أى الجحيم.
معنى العدد
الكلام هنا ليس بمعنى حرفي ان الأرض الترابية المادية بها اقسام وهكذا ولا يعني أن الذين عاشوا على سطح الكرة الأرضية سابقًا وماتوا مما يقدر عددهم بأكثر من 100 بليون شخص وأن كثير منهم ذهب إلى أقسام أرض سفلية مادية. هذا لا يقبل. ولهذا هو مجازي ولكنه يعبر بدقة عن المعنى الذي يريد ان يقوله معلمنا بولس الرسول عن المكانة المتدنية في الجحيم.
فالجحيم مكان حقيقي ان كان ليس مادي بالطريقة التي نعرفها لأنه مسكن الأرواح الشريرة وبه حالات أي درجات أي اقسام وحالة أكثر احتمال. كما شرحت سابقا في:
هل نزل المسيح الي الجحيم ليخرج الاباء واين كان مكانهم قبله ؟
فكلام الوحي هنا مجازي بتشبيهات ليشرح لنا العقاب الابدي وما به من امور فوق مفهومنا بأشياء حسيه نفهمها فقط لتوضيح المعني لهذا لا نعرف مواصفات الجحيم بتفصيل فقط نعرف ان به عذاب شديد ولكن ما يهمنا ان الجحيم لن يكون فيه راحة لان الرب لا يسكن فيه وهو مصدر السلام والراحة ولهذا لا نسعى لندخل الملكوت خوفا من الجحيم ولكن حبا في ربنا ولكي نكون معه فأي مكان هو فيه سيكون لنا معه سلام لا يوصف. فأشار الوحي الى الجحيم بتعبيرات بسيطة رمزية نار ابدية. بكاء وصرير اسنان أي تعبير الندم. دود لا يموت ونار لا تطفأ. أي يتم فهم بعض أشياء ورموز عن الجحيم من سياق الكلام فهو ليس مكان تعزية بالفعل ولا اقلل من هذا
الجحيم مكان حقيقي وليس رمزي فأكرر الجحيم هو مكان حقيقي فيوجد مكان بطريقة ما اسمه الجحيم ولكن صعب علينا ادراكه لأنه ليس بمفهوم مادي كنار تحتاج لحطب واشعة لها طاقة حرارية مرتفعة ولكن هو له مستوى يختلف عن هذا لهذا رمز له برموز كثير مثل بحيرة نار وكبريت أي للتشبيه بنار شديدة الحرارة وأيضا دود لا يموت رغم انه الدود المادي يموت من النار بالطبع
فما يقوله معلمنا بولس الرسول هو يوم صلب الرب يسوع المسيح فبالفعل في نهاية هذا اليوم فتح المسيح باب الفردوس بعد تقديم الفداء وكان في فردوس النعيم مع اللص اليمين
انجيل لوقا 23
23: 43 فقال له يسوع الحق اقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس
لأنه وقت نزوله الي الهاوية ايضا هو ليحرر الذين في السجن ايضا هو يفتح الفردوس ليدخل اللص اليمين وايضا الذين أطلق سراحهم من سجن الهاوية
وهنا معلمنا بولس الرسول يؤكد ان هذا تحقيق للنبوات التي ذكرها الكتاب المقدس الذي ذكر ان الذي يفتح الهاوية هو الله فقط فهذا يؤكد ان المسيح هو الله. مثل نبوة عن الفداء والانتصار على الموت
«مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ». |
نبوة عن كسر الميثاق مع الموت
سفر اشعياء 28
28: 18 و يمحى عهدكم مع الموت و لا يثبت ميثاقكم مع الهاوية السوط الجارف اذا عبر تكونون له للدوس
والذي يفتح الهاوية هو الله فقط ويخلص بجسده وليس بمنحوتات
سفر اشعياء 42
42: 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة
42: 8 انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لأخر ولا تسبيحي للمنحوتات
سفر اشعياء 51
51: 14 سريعا يطلق المنحني ولا يموت في الجب و لا يعدم خبزه
والذي يفعل هذا لقبه المسيح
سفر اشعياء 61
61: 1 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق
نبوة عن ان الفداء سيكون بدمه
سفر زكريا 9
9: 11 وانت ايضا فاني بدم عهدك قد أطلقت اسراك من الجب الذي ليس فيه ماء
9: 12 ارجعوا الى الحصن يا أسري الرجاء اليوم ايضا أصرح أنى ارد عليك ضعفين
فيقول معلمنا بولس الرسول
رسالة بولس الرسول الي أهل افسس 4
4: 8 لذلك يقول اذ صعد الى العلاء سبى سبيا واعطى الناس عطايا
4: 9 واما انه صعد فما هو الا انه نزل ايضا اولا الى اقسام الارض السفلى
فنتيجة لسقوط آدم سَبَى الشيطان كل نفوس الراقدين في مكان حقيقي ولكن ليس مادي وهذا الذي شرحته في ملف
هل نزل المسيح الي الجحيم ليخرج الاباء واين كان مكانهم قبله؟
وصارت نفوس كل من يموت تذهب للجحيم إذ كان الفردوس مغلقاً أمامها. لذلك يقول الرسول أن المسيح نزل أولاً إلى أقسام الأرض السفلى: أي الجحيم أو الهاوية اي مكان الأرواح المقيدة في أسر العدو. هنا لا يتكلم عن نزول مادي لمكان مادي في الأرض المادية الترابية ولكن فقط نزول حقيقي لمكان حقيقي غير ترابي بمفهومنا البشري فيرمز له بأقسام الأرض السفلى لأنه حسب لوقا البشير وضح انه هناك مكانين
انجيل لوقا 16
22
فَمَاتَ
الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ
إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ.
وَمَاتَ
الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ،
23
فَرَفَعَ
عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي
الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ
بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ،
24
فَنَادَى
وَقَالَ:
يَا
أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي،
وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ
إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي،
لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ.
25
فَقَالَ
إِبْرَاهِيمُ:
يَا
ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ
خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ
لِعَازَرُ الْبَلاَيَا.
وَالآنَ
هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ.
26
وَفَوْقَ
هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ،
حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ
الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ
يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ
هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا.
فهذا ما يقصده بأقسام ويستخدم تعبير نزل ليوضح لانحطاط مكان الجحيم
بل أيضا يستخدم تعبير يفهمه البشر سواء اليهود او الأمم فاليهود يعرفوا الهاوية المذكورة كثيرا في العهد القديم وأيضا الأمم عندهم الهاوية هاديس والمكان المنخفض كاتوتيروس وتارتاروس فهو فقط يستخدم تعبير يفهموه
وبحسب الكتاب وأيضا تقليد الكنيسة فإن المسيح نزل إلى الهاوية (الجحيم) حيث كانت الأرواح البارة في انتظار ذلك اليوم منذ آدم حتى يوم الصليب، فذهب المسيح وبشرهم (1بط3: 20،19). ثم صعد من الهاوية حاملاً أرواح هؤلاء القديسين الذين كانوا مسبيين في سبى العدو إبليس، فإعتبر المسيح أنه سَبَى مرة أخرى هؤلاء المسبيين، ولكنه سباهم لحساب النعمة والملكوت، وخرج من الهاوية منتصراً وقام وصعد للسماء وأعطى الناس الذين على الأرض مواهب أي عطايا أو كرامات، فالمسيح بعد صعوده أرسل للكنيسة الروح القدس.
فكان الشيطان يقبض على كل نفس (روح) تنطلق من إنسان بعد موته. وكان المسيح هو أول من لم يقبض عليه الشيطان، وكان هذا معنى قول السيد المسيح " رئيس هذا العالم يأتي وليس له فىّ شئ" (يو30:14). وللآن فالخطاة غير الثابتين في المسيح مازال إبليس يُلقى القبض على أرواحهم ويذهب بها للجحيم. وقد تعنى سَبَى سبياً أن المسيح بصليبه قد سبى الشيطان وأخذ كل من كان في يده من نفوس الأبرار. والصورة هنا مستعارة من صور الملوك القدامى المنتصرين، فهم يقودون سباياهم الذين سبوهم معتدين ويرجعوهم لوطنهم. فهو تعبير مجازي
4: 10 الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق جميع السماوات لكي يملا الكل
فمثلما نزل نزول حقيقي للجحيم هو أيضًا صعد صعود حقيقي. ولكن كما انه صعد لملكوت حقيقي ليس مادي فهو لم يصعد للفضاء ولكن للفردوس الروحي فنزوله أيضًا لمكان حقيقي غير مادي فهو لم ينزل لحفر أرضية ولكن للجحيم. وهنا معلمنا بولس يؤكد انه نزل وانه صعد ولكن في كل الاوقات هو يملا الكل في كل وقت
فهو مات بجسده ونزل بروحه البشري المتحد بلاهوته ليفتح الهاويه
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 14
فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ للهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!
رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 18
فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ،
فهو ليس تعبير حرفي ولكن مجازي لتوضيح انخفاضة مكانة الجحيم وانه أيضا درجات
فهذا الجحيم الله لم يعده للإنسان ولكن للشيطان
إنجيل متى 25: 41
«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، |
ولكن مثل ان الملكوت درجات
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15:
40 وَأَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ، وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ. لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّاتِ شَيْءٌ، وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ.
41 مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ.
أيضا في هذا الجحيم يوجد أماكن مختلفة ودرجات أكثر احتمال من أخرى
إنجيل متى 10: 15
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ. |
إنجيل متى 11: 22
وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا. |
فلا نفهم كيف سيكون هناك حالة أكثر احتمال ولكن فقط نفهم انه سيكون من رفض الرب وفعل شرور قلية مكانة أكثر احتمالا أي اقل الم بكثير من الذي فعل شرور كثيرة. فحتى لو لم نفهمه ولكن نفهم ان كل واحد بعدل سينال حسب مقدار شره. البعض اقل من اخرين والبعض حالة أفضل من الأشرار جدا. فالانسان الذي بطريقة ما غير كافي للدخول للملكوت فهذا لن يعاقب بنفس طريقة شر عتاد الأشرار
فالتدرج هو في الجحيم وأيضا في الملكوت بطريقة عادلة جدا
الجحيم مكان حقيقي وعذاب حقيقي أبدى لا اقلل من خطورته. ولكن هو به درجات. ولا اعرف كيف ولا أدرك كيف سيكون هناك حالة أكثر احتمال ولكن هو به درجات وهو ليس مكان في طبقات الأرض ولكن مكان أسوأ من هذا. فلهذا استخدم تعبير اقسام الأرض السفلى لاختلاف الحالات فيه وليس لأنه حفر في الأرض.