كيف المسيح لا يقدر ان يصنع معجزات؟ مرقس 6: 5 ومتى 13: 58
Holy_bible_1
10 April 10, 2021
الشبهة
يقول المسيحيين ان المسيح هو الله القادر على كل شيء ولكن باعتراف الكتاب المسيح لم يقدر ان يصنع معجزات يقدر في مرقس 6: 5 وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. فكيف هو الله ولا يقدر ان يصنع معجزات هل يليق ان يقال عن الله لا يقدر؟
الرد
الرد باختصار شديد ان الكلمة المستخدمة تعني يتاح او يتمكن ففي هذا الموقف المحدد الذي يتكلم عنه العدد لأنهم لم يؤمنوا بالرب يسوع فلم يحضروا له مرضى كثيرين فلم يصنع معجزات وقوات شفاء لأنهم لم يحرضوا المرضى. ولكنه قام بالفعل بمعجزات هناك لأنه حضر لهم قليلون من المرضى من نفسهم فشفاهم كلهم بالفعل.
ولكي أؤكد هذا اقسم الرد
لغويا وساق الكلام
أولا لغويا
انجيل مرقس 6
5 وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.
(Greek NT TR) και ουκ ηδυνατο εκει ουδεμιαν δυναμιν ποιησαι ει μη ολιγοις αρρωστοις επιθεις τας χειρας εθεραπευσεν
كاي اوك ايدوناتو أيكئي اوديميان دونامين
كلمة ايدوناتو
قاموس سترونج
G1410
δύναμαι
dunamai
doo'-nam-ahee
Of uncertain affinity; to be able or possible: - be able, can (do, + -not), could, may, might, be possible, be of power.
Total KJV occurrences: 210
يقدر او يتاح يقدر يستطيع يكون متاح بقوة
قاموس ثيور
G1410
δύναμαι
dunamai
Thayer Definition:
1) to be able, have power whether by virtue of one’s own ability and resources, or of a state of mind, or through favourable circumstances, or by permission of law or custom
2) to be able to do something
3) to be capable, strong and powerful
Part of Speech: verb
A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: of uncertain affinity
Citing in TDNT: 2:284, 186
يكون قادر لديه قوة سواء بقوة شخص او موارد او حالة ذهنية او من خلال ظروف مواتية او بسماح من القانون او العرف ان يكون قادر على فعل شيء قادر قوي قوي
فالكلمة تحمل في معناها ان يتاح possible تعني يتاح فالرب يسوع لم يتاح له بسبب الظروف
الجزء الثاني سياق الكلام
ما يتكلم عنه مرقس البشير هو حادثة مجيء الرب يسوع الى الجليل وفي هذا المكان للأسف من قساوة قلوبهم لم يؤمنوا به
انجيل مرقس 6
1
وَخَرَجَ
مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ
وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ.
2
وَلَمَّا
كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ
فِي الْمَجْمَعِ.
وَكَثِيرُونَ
إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ:
«مِنْ
أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ
الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ
حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ
مِثْلُ هذِهِ؟
أولا
هنا العدد يؤكد ان الرب يسوع فعلا صنع
قوات جعلتهم يبهتوا أي يتعجبوا بشدة.
ولكن
للأسف هؤلاء كانوا واقفين لا ليتعلموا
بل ليحكموا عليه، فلم يستفيدوا بسبب
كبريائهم الذي أغلق قلوبهم، فلم يروا في
المسيح سوى ابن نجار هم يعرفون عائلته،
3
أَلَيْسَ
هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ،
وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا
وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ
ههُنَا عِنْدَنَا؟»
فَكَانُوا
يَعْثُرُونَ بِهِ.
4
فَقَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ:
«لَيْسَ
نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي
وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي
بَيْتِهِ».
أي هؤلاء من قساوة قلوبهم يكرموا الغريب لذي لا يعرفونه، والتقليل من شأن القريب الذي يعرفون نشأته وأهله، وغالبًا ما يكون هذا بسبب الحسد والغيرة. والمسيح إستعمل مثلًا شائعًا قال فيه عن نفسه أنه نبي لان هذا نص المثل المعروف عند اليهود في هذا الزمان.
إذا
حتى الان تأكدنا انه فعلا صنع قوات جعلتهم
يبهتوا ولكنهم لم يؤمنوا به
5
وَلَمْ
يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ
قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ
وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ
فَشَفَاهُمْ.
وهنا كما شرحت في الجزء اللغوي هو لم يستطيع أي لم يتاح له الفرصة. فصنع قوات يحتاج ان يحضروا اشخاص مرضى بحالات صعبة جدا ليصنع معهم معجزات توصف بانها قوات ولكن في عدم وجود مرضى مثل المكسح او اعمى منذ ولادته او غيره فهو بالطبع لن يتمكن من صنع قوات لعدم وجودهم. ولماذا لم يحضروا لأنه هذه الحالات الصعبة تحتاج من يحضرهم وهم لم يؤمنوا به فلم يحضروهم.
ولكن نفس العدد يؤكد انه قادر على صنع شفاء فلهذا قال في بقية العدد (غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ) أي انه صنع فعلا معجزات شفاء ولماذا قليلين لان قلة الذين امنوا به وحضروا من أنفسهم فشفاهم ولكن الأغلبية لم يؤمنوا فلم يحضروا الحالات الصعبة فلم يتمكن من صنع معجزات أكثر
ام اخر هذا ليس أسلوب غريب على الكتاب فقد وصف عدة مرات ربنا في العهد القديم بهذا فعلى سبيل المثال فقط
سفر إرميا 44: 22
وَلَمْ يَسْتَطِعِ الرَّبُّ أَنْ يَحْتَمِلَ بَعْدُ مِنْ أَجْلِ شَرِّ أَعْمَالِكُمْ، مِنْ أَجْلِ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي فَعَلْتُمْ، فَصَارَتْ أَرْضُكُمْ خَرِبَةً وَدَهَشًا وَلَعْنَةً بِلاَ سَاكِنٍ كَهذَا الْيَوْمِ.
الرب يستطيع ان يتحمل أي شيء ولكن هنا فقط للتعبير المجازي
أيضا العدد الشهير الذي يتكلم عن تضرع يعقوب الذي لم يستطيع الرب ان يتحمله
سفر التكوين 32: 25
وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
سفر نشيد الأنشاد 6: 5
حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ الْمَعْزِ الرَّابِضِ فِي جِلْعَادَ.
بل أيضا قيل على الملاكين الذين سيخربون سدوم وعمورة رغم انهم قادرين ولكن بسبب انقاذ لوط
سفر التكوين 19: 22
أَسْرِعِ اهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا حَتَّى تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُ الْمَدِينَةِ «صُوغَرَ».
فالرب قادر على كل شيء ولكنه يحترم الحرية ولهذا لا يفعل شيء فيه أسلوب تسيير للبشر بل يترك لهم حرية الاختيار فهم لأنهم لم يحضروا مرضى كثيرين فلم يصنع قوات. وأيضا لا يجبرهم ان كانوا لا يؤمنوا
العدد
التالي يؤكد السبب وهو عدم الايمان
6
وَتَعَجَّبَ
مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.
وَصَارَ
يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ.
فالكتاب وضح ان سبب هذا ليس لان الرب يسوع ليس لديه قدرة بل لأنهم لم يؤمنوا فلم يصنع لهم قوات. وكثيرا ما أكد الكتاب هذا فمثلا في معجزات كثيرة يؤكد الشرط الأساسي هو الايمان
إنجيل متى 9: 28
وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ!».
إنجيل مرقس 9: 23
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ».
إنجيل مرقس 11: 24
لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ.
إنجيل يوحنا 11: 40
قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟».
وغيرها الكثير جدا من الاعداد التي تؤكد ان الرب لن يجبر أحد ان يصنع معه معجزات ان كان لا يؤمن ولكن وضح ان الايمان شرط فلهذا لان هؤلاء لم يؤمنوا كما قال العدد بوضوح لم يصنع معهم قوات لعدم ايمانهم اما القلة القليلة من المرضى الذين امنوا فصنع معهم معجزات وشفاهم كلهم معلنا قدرته وسلطانه.
بل
يؤكد هذا أيضا من العدد التالي
7
وَدَعَا
الاثْنَيْ عَشَرَ وَابْتَدَأَ يُرْسِلُهُمُ
اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وَأَعْطَاهُمْ
سُلْطَانًا عَلَى الأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ،
أي هو ليس فقط قادر على كل شيء وسلطانه مطلق فقط بشرط الايمان بل هو أيضا يعطي لتلاميذه القدرة ان يشفوا ويخرجوا الأرواح النجسة لانه الله الظاهر في الجسد فلهذا يعطي هذا لتلاميذه
فالحقيقة على عكس ما يدعي المشككين السياق يؤكد لاهوت الرب يسوع وسلطنه
أيضا الموضوع تكرر في
انجيل متى 13
54
وَلَمَّا
جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ
فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا
وَقَالُوا:
«مِنْ
أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ
وَالْقُوَّاتُ؟
55
أَلَيْسَ
هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ
أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ
يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ
وَيَهُوذَا؟
56
أَوَلَيْسَتْ
أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟
فَمِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ كُلُّهَا؟»
57
فَكَانُوا
يَعْثُرُونَ بِهِ.
وَأَمَّا
يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ:
«لَيْسَ
نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي
وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ».
58
وَلَمْ
يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً
لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ.
أي انه صنع قوات ولكن قليلة بسبب عدم ايمانهم
بمعنى هم لم يحضروا كثيرين فلم يستطيع ان يصنع معجزات كثيرة لانه لم يحضروا له مرضى بأمراض صعبة ليقوم بآيات شفاء عظيمة بل القلة من المرضى الذين أتوا من نفسهم شفاهم والذين أتوا أي بأمراض ليست صعبة أي امراض بسيطة لا تذكر لأنهم تمكنوا من الحضور من نفسهم. ولماذا لم يأتي كثيرين من ذوات الامراض الصعبة لأن الناس في هذا الموقف لم يؤمنوا فهذا لم يمكن المسيح ان يشفيهم لأنهم لم يحضروهم
وأخيرا اقوال الإباء من تفسير ابونا تادرس يعقوب
لقد تعجب السيد في مرارة لأن عدم إيمانهم حرمهم منه ومن أعماله، إذ لا يعطي السيد الشفاء إلا لمن يريد ولمن يؤمن، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لأن السيد لم ينظر إلى إظهار نفسه بل إلى ما هو لنفعهم(148).] ويقول القديس غريغوريوس النزينزي: [لكي يتم الشفاء كانت الحاجة إلى أمرين: إيمان المريض وقوة واهب الشفاء، فإن لم يوجد أحد الأمرين يصير الأمر مستحيلًا(149).] ويقول الأب شيريمون: [يريد أن يهب شفاءه ليس حسب قياس محدد لقوة جلاله، إنما حسب مقاييس الإيمان التي يجدها في كل واحد، أو حسبما يعطي هو بنفسه لكل واحد... لقد توقفت عطايا الله التي لا تحد إذ قيل: "ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة... وتعجب من عدم إيمانهم" (مر 6: 5-6). هكذا يظهر أن جود الله فعلًا يتوقف على طاقة الإيمان، حتى قيل "حسب إيمانكم ليكن لكما" (مت 9: 29)، وقيل لآخر: "اذهب وكما آمنت ليكن لك"(مت 8: 13)، ولآخر: "ليكن لك كما تريدين" (مت 15: 28)، وأيضًا: "إيمانك قد شفاك" (لو 18: 42)(150).]