الجزء الثاني والاربعون من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح لأنه لما يأتي المسيا سيبني الهيكل والعالم كله سيعرف ان يهوه هو الاله وحده كما في إشعياء 66: 20-23
Holy_bible_1
2/9/2018
الشبهة
يقول بعض اليهود لأن يسوع لم يجعل العالم كله يعرف ان يهوه هو الاله وحده ولم يبني الهيكل كما قال إشعياء 66 :20 و يحضرون كل اخوتكم من كل الامم تقدمة للرب على خيل و بمركبات و بهوادج و بغال و هجن الى جبل قدسي اورشليم قال الرب كما يحضر بنو اسرائيل تقدمة في اناء طاهر الى بيت الرب 21 : واتخذ ايضا منهم كهنة و لاويين قال الرب :22 لانه كما ان السماوات الجديدة و الارض الجديدة التي انا صانع تثبت امامي يقول الرب هكذا يثبت نسلكم و اسمكم :23 و يكون من هلال الى هلال و من سبت الى سبت ان كل ذي جسد ياتي ليسجد امامي قال الرب
ويقولوا لان هذا لم يحدث في زمن يسوع فلم يبني الهيكل ولم يعرف العالم ان يهوه هو الاله وحده فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح
الرد
هذه الشبهة هي جزء من بقية شبهات يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح الملك الأرضي.
هذه النبوة هي نبوة عن زمن المسيا.
ولكن من قال ان هذه النبوة في إشعياء 66: 20-23 هي عن ملك ارضي يبني هيكل؟
إشعياء يتكلم في هذا الجزء عن مجيء المسيح في النبوة عن ذراع الرب وكنيسته ورسله. ويتكلم عن الحياة الأبدية والعقاب الابدي بما فيه النار الأبدية والدود الذي لا يموت والنار التي لا تطفأ.
وندرس ما قاله إشعياء النبي
سفر إشعياء 66
وهنا يتكلم عن اورشليم
1. فساد العبادة الشكلية |
|
[1-4]. |
2. التمييز بين الشكليين والجادِّين في العبادة |
|
[5-9]. |
3. أورشليم الجديدة |
|
[10-24]. |
66 :10 افرحوا مع اورشليم وابتهجوا معا يا جميع محبيها افرحوا معا فرحا يا جميع النائحين عليها
فالكلام لفظا عن مدينة اورشليم. فيشبه مدينة اورشليم بانها أم تعطي خيرات. ويقول بتشبيهها انهم مثلما ناحوا عليها سيفرحون معها.
مع ملاحظة ان يستخدم اسم اورشليم لنبوة عن الكنيسة فهي نبوة عن الكنيسة اورشليم الجديدة
66 :11 لكي ترضعوا وتشبعوا من ثدي تعزياتها لكي تعصروا وتتلذذوا من درة مجدها
هنا يكمل الكلام عن اورشليم التي تفيض بخيراتها يشبهها بأم ويشبه تعزياتها بلبن الام التي ترضعه لرضيعها من ثدي تعزياتها.
تعصروا هي تحلبوا من وفرة الخير ولهذا دائما يشبه الوعد بالخير والبركة هو كثرة اللبن
66 :12 لانه هكذا قال الرب هانذا ادير عليها سلاما كنهر و مجد الامم كسيل جارف فترضعون و على الايدي تحملون و على الركبتين تدللون
فيشبه السلام بنهر والمجد بسيل
ويوضح انه يشبه اورشليم بأم تدلل رضيعها وهذا أيضا يرمز للكنيسة
66 :13 كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا وفي اورشليم تعزون
اريد ان أوضح ان أيضا الكلام له معنى رمزي ترمز فيه أورشاليم الى الكنيسة الام الذي قيل عنها هذا التشبيه في التعزيات الروحية
66 :14 فترون وتفرح قلوبكم وتزهو عظامكم كالعشب وتعرف يد الرب عند عبيده ويحنق على اعدائه
العظام هي مركز قوة الجسم والمعنى أنه بالفرح الذي سيعطيكم الله تكونون أقوياء، أي يشتد إيمانكم ويتقوى. كَالْعُشْبِ = أي مثمرين فالعشب لونه أخضر، والخضرة علامة الحياة.
ولكن هنا نبدأ من جزء مهم نبوي وتعرف يد الرب عند عبيده وهو الكلام عن مجيئي يد الرب وهو التجسد واستعلان الرب يسوع المسيح. ثم يجمع عبيده الذين يعرفونه ويكافئهم.
والمرحلة التالية هو عقاب الأعداء في يوم الدينونة من الشياطين وكل من اعتدوا على أبناؤه
فكما تكلم إشعياء
61 :2 لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين
فهناك فرق بين سنة مقبولة ويوم انتقام أيضا هناك فرق بين زمن مجيء ذراع يهوه وايمان عبيده به وبين زمن عقاب اعداؤه
66 :15 لأنه هوذا الرب بالنار يأتي ومركباته كزوبعة ليرد بحمو غضبه وزجره بلهيب نار
نار الدينونة التي وصفها نفس الاصحاح في عدد 24
سفر إشعياء 66: 24
وَيَخْرُجُونَ وَيَرَوْنَ جُثَثَ النَّاسِ الَّذِينَ عَصَوْا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ، وَيَكُونُونَ رَذَالَةً لِكُلِّ ذِي جَسَدٍ». |
إنجيل مرقس 9: 44
حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. |
فالكلام هنا بوضوح عن الدينونة الأبدية أي يوم الانتقام التي يعاقب فيها الشيطان وجنوده واتباعه الذي كانوا ينفذوا خططه الشريرة لأنه كان قتالا للناس منذ البد
إنجيل يوحنا 8: 44
أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. |
وبناء عليه يسهل لنا فهم العدد التالي بعد ان فهمنا سياق النبوة عن الدينونة
66 :16 لان الرب بالنار يعاقب و بسيفه على كل بشر و يكثر قتلى الرب
الرب بالنار سيعاقب هذا تأكيد عن الدينونة في النار الأبدية.
وبسيفه على كل البشر وهو كل من اتبع الشيطان الحية القديمة لوياثان
سفر إشعياء 27: 1
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ. |
فهو عن العقاب الذي سيحدث لاتباع الشيطان في يوم الدينونة وهؤلاء للأسف سيكونوا كثيرين فيقول يكثر قتلى الرب.
فالكلام عن يوم الدينونة وعقاب الشيطان واتباعه الأشرار
اما الابرار نصيبهم الملكوت
66 :17 الذين يقدسون ويطهرون أنفسهم في الجنات وراء واحد في الوسط اكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ يفنون معا يقول الرب
الجنات يقصد بها رمز للفردوس وبعده الملكوت. اما الذين ساروا وراء واحد أي الشيطان وقاموا بالرجسات هؤلاء يفنون معا. وهذه عينة من الخطايا التي كانت في أيام إشعياء، إذ كانوا يقدمون الجرذان والخنازير في عبادتهم للأصنام ثم يأكلون من تقدماتهم كعلامة إتحاد بين الصنم وبينهم، هذا تعبير عن نجاسات هذه الأيام بتعبيرات من أيام إشعياء.
فالكلام عن الدينونة للأشرار ومكافئة الابرار
66 :18 و انا اجازي اعمالهم و افكارهم حدث لجمع كل الامم و الالسنة فياتون و يرون مجدي
وهذا يؤكد انه عن الدينونة ويوم المجازة. وتعبير حدث أي مجيء الوقت ليروا المؤمنين به مجده الحقيقي من كل الأمم والالسنة الذين امنوا به
بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ |
فكل من سيرفض الرب يسوع المسيح سيعاقب بالنار الابدية
ثم يكمل عن بشارة تلاميذه
66 :19 و اجعل فيهم اية و ارسل منهم ناجين الى الامم الى ترشيش و فول و لود النازعين في القوس الى توبال و ياوان الى الجزائر البعيدة التي لم تسمع خبري و لا رات مجدي فيخبرون بمجدي بين الامم
الله سيرسل رسله للأمم لترشيش (تعنى أسبانيا أو كل جزائر البحر). وفول (اسم يطلق على ملوك أشور وقد تكون أسماء مناطق في أشور). ولود = غالبًا مملكة ليديا المشهورة. وتوبال قد تكون إيطاليا. وياوان = اليونان وأجعل فيهم آية = فهؤلاء الرسل سيكونون مزودين بالمعجزات لإثبات كلامهم وكرازتهم.
وهذا حدث بمجيء الرب يسوع المسيح وارسال رسله لتبشير كل الأمم.
66 :20 و يحضرون كل اخوتكم من كل الامم تقدمة للرب على خيل و بمركبات و بهوادج و بغال و هجن الى جبل قدسي اورشليم قال الرب كما يحضر بنو اسرائيل تقدمة في اناء طاهر الى بيت الرب
هؤلاء الرسل سيُقدِّمون تقدمة للرب، وهذه التقدمة هي الأمم الذين آمنوا ويكون الرسل ككهنة يقدمون الأمم تقدمة لله (رو 15: 16). وكان الأمم الآتين لله لكنيسته كأنهم في قطيع كبير قادم لأورشليم في أحد الأعياد. وحينما يأتون لا يأتون فارغين. وتعدد وسائل الركوب تعنى اختلاف شخصيات القادمين، فالأشخاص المهمين يأتون في مركبات، والصغار في هوادج والشباب على بغال. الكل قادم للكنيسة غير مهتم بمشقة، ويأتون بكل الوسائل، وهم يأتون لا ليقدموا تقدمة بل يقدمون أنفسهم، والرسل يقدمونهم لله فِي إِنَاءٍ طَاهِرٍ = فكان كهنة اليهود يقدمون تقدماتهم في آنية، وهذا يفيد أن التقدمة هنا هي الأمم والرسل هم الكهنة ويقدمونهم في إناء طاهر لأنهم مقدسين متطهرين. المسيح طهر آنيتنا (2تى 2 : 20-21). وهنا إعتبر الأمم إخوة لليهود.
فاين في العدد يقول انه يبنى هيكل؟
الكلام بوضوح عن الأمم تاتي للمسيح وهذا حدث في حياته وأيضا يوم الخمسين
66 :21 و اتخذ ايضا منهم كهنة و لاويين قال الرب
وهنا الكلام عن الأمم ان الرب سيمد الكهنوت في الكنيسة فهنا وبوضوح نجد أن الله يقبل الأمم ولكنه يأخذ بعضًا منهم ليقيمهم كهنة والبعض لاويين أي خدام مثل الشمامسة.
66 :22 لانه كما ان السماوات الجديدة و الارض الجديدة التي انا صانع تثبت امامي يقول الرب هكذا يثبت نسلكم و اسمكم
وهنا يتكلم عن السماء الجديدة والأرض الجديدة وهي الحياة الأبدية. وأيضا يثبت نسل كنيسته الأممية اليهودية معا واسمهم الذي اخذوه منه كمسيحيين على اسمه المسيح حتى مجيء الدهر الاتي
66 :23 و يكون من هلال الى هلال و من سبت الى سبت ان كل ذي جسد ياتي ليسجد امامي قال الرب
في الكنيسة أعياد ومناسبات يجتمع فيها الشعب للصلاة في الكنيسة في الآحاد وفي القداسات، بل نجتمع في كل زمان وكل مكان. والأعياد بلغة العهد القديم هى السبوت والأهلة. ولكن نحن الآن لا نسجد في أورشليم فقط بل في كل مكان نسجد بالروح. وفي السماء ستكون كل أيامنا وإلى الأبد أعياد أي أفراح.
66 :24 و يخرجون و يرون جثث الناس الذين عصوا علي لان دودهم لا يموت و نارهم لا تطفا و يكونون رذالة لكل ذي جسد
وهنا الكلام عن يوم الدينونة والعقاب الابدي
وهذا قاله المدراش انه عقاب في جهنم (وادي هنوم) الى الابد
Isaiah 66:24.
Midrash Rabbah, Genesis XCVII, New Version.
… R. Johanan said: Tiberias will confer [greatness] upon the Messiah, as it says, … In that hour the Lord will requite the nations of the world with a great and ceaseless retribution, and hurl them down to the Gehenna, where they will be judged [punished] for generations upon generations, as it says, And they shall go forth, and look upon the carcasses of the men, etc. (ib. LXVI, 24).
فالجزء المستشهد به لم يقل أي لفظ عن بناء هيكل ارضي ولم يقل أي لفظ عن ملك ارضي يبنىي هيكل بل يتكلم عن ذراع الرب وهو المسيح وعن كنيسته اليهودية الأممية والكهنة من الأمم والحياة الأبدية والعقاب الابدي
بل راشي المفسر اليهودي الشهير لم يقل ان هذا الجزء عن بناء هيكل.
فاعتقد عرفنا جيدا ان الكلام عن الكنيسة والحياة الأبدية وليس فقط تؤكد انطباقها على كنيسة المسيح بل تعلن لاهوته بوضوح وانه هو ذراع يهوه
فاعتقد عرفنا ان هذه الشبهة لا أصل لها
والمجد لله دائما