هل المسيح خدع اليهود عندما قال لهم انقضوا هذا الهيكل في يوحنا 2
Holy_bible_1
الشبهة
ويقول البعض ان المسيح عندما قال لليهود انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاث أيام اقيمه (يوحنا 2: 19) هو قال هذا امام الهيكل ويقول انقضوا هذا الهيكل فأي يهودي سيفهم انه يتكلم عن هيكل سليمان. فإما كان يخدعهم وهذا خطية يا اما يقصد الهيكل الحقيقي وبهذا العلامة لم تحدث
الرد
الحقيقة ما يقوله المشكك خطأ المسيح كان يشير على هيكل جسده بدليل انهم فهموا جيدا ما يقول
ولكن الامر أوضح من هذا فالعدد فيه معنى خطير في كلمة اقيمه في اليوناني ايجيرو ايتون وتصلح أقوم به
وكلمة أقيم هي تستخدم عن الموتى
ولتاكيد ذلك ندرس الاعداد
لغويا
ومن سياق الكلام
لغويا
كلام المسيح واضح فتعبير اقيمه الذي قاله في عدد 19
G1453
ἐγειìρω
egeirō
eg-i'-ro
Probably akin to the base of G58)through the idea of collecting one’s faculties); to waken ) transitively or intransitively), that is, rouse (literally from sleep, from sitting or lying, from disease, from death; or figuratively from obscurity, inactivity, ruins, nonexistence): - awake, lift (up), raise (again, up), rear up, (a-) rise (again, up), stand, take up.
من فكرة تجميع شخص ليقوم يقف لفظيا من النوم او القعاد او الرقود او من مرض او من الموت
او مجازيا يقوم يغادر يقف يصعد سقف يأخذ
فهو لفظ لا يصلح عن المباني وكان يجب ان يقول ابنيه لو كان يتكلم عن الهيكل الحجري
فلفظ يبني هو
G3618
οἰκοδομεìω
oikodomeō
oy-kod-om-eh'-o
From the same as G3619; to be a house builder, that is, construct or (figuratively) confirm: - (be in) build (-er, -ing, up), edify, embolden.
فالرب يسوع لم يستخدم تعبير المباني ولكن استخدم تعبير عن الجسد
للتوضيح لا يصلح ان أقول في العربي سأيقظ المبنى لكن ابني المبنى
فلفظ اقيمه اي جسم يرقيد او يموت ويقيمه من رقاده او موته. فلفظيا كلام المسيح واضح
وايضا تعبير انقضوا في اليوناني هو يأتي بمعني يحل او يطلق وليس يهدم
G3089
λυìω
luō
loo'-o
A primary verb; to “loosen” (literally or figuratively): - break (up), destroy, dissolve, (un-) loose, melt, put off. Compare G4486.
فعل بدائي بمعنى يحل لفظيا او مجازيا يكسر نقض يذيب يحل يصهر قتل
فهو أقرب الي انحلال الروح وليس الي هدم مبني
اما كلمة هدم فهي مختلفة في اليوناني
G2507
καθαιρεìω
kathaireō
kath-ahee-reh'-o
From G2596 and G138 (including its alternate); to lower (or with violence) demolish (literally or figuratively): - cast (pull, put, take) down, destroy.
يخفض او بعنف يهدم لفظيا او مجازيا يطرح يدمر
فالمسيح كان كلامه واضح لغويا انه يتكلم عن الجسد وليس مبني حجري بتعبيري انقضوا واقيمه
ثانيا سياق الكلام
انجيل يوحنا 2
2: 18 فاجاب اليهود و قالوا له اية اية ترينا حتى تفعل هذا
هو لا يريدوا اية ليؤمنوا به بل هذا تحدي بسبب غضبهم من تطهيره للهيكل الذي سيسبب لهم خسارة مادية فأرادوا بهذا السؤال أن يظهروا أنه ليس له سلطان عليهم.
2: 19 اجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة ايام اقيمه
كما وضحت لغويا هو يقول لهم عن جسده. مع ملاحظة ان الرب يسوع المسيح هنا يخبرهم عما سيفعلونه به كنبوءة. فهو عارف ما في ضمائرهم انهم يريدوا قتله وهذا ما يخططوا له وأنه سيقوم بعد أن يقتلوه.
مع ملاحظة ان يوحنا ينقل لنا بعض الكلمات وليس الكل
انجيل يوحنا 21
21 :25 واشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين
فمثلا لم يذكر يوحنا تعبيرات الجسد التي تسمى body language التي هي كافية للتوضيح بانه يتكلم عن جسده وبخاصة كما أوضحت لغويا ان الكلام عن الجسد
ولهذا كما يقول جيل المفسر انه كان يشير بيده عن جسده
destroy this temple; pointing, as it were, with his finger to his body; for of that he spake, as appears from Joh_2:21, the dissolution of which, by death he means, the separation of his soul from his body,
وأيضا هذا ما قاله ادم كلارك
Destroy this temple - Τον ναον τουτον, This very temple; perhaps pointing to his body at the same time.
وأيضا ويسلي
John 2:19
This temple - Doubtless pointing, while he spoke, to his body, the temple and habitation of the Godhead.
بل أيضا القديس ارينيؤس تلميذ القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا الحبيب
Irenaeus Against Heresies Book V
http://ccel.org/fathers2/ANF-01/anf01-63.htm#P8956_2574668
As also the Lord speaks in reference to Himself, "Destroy this temple, and in three days I will raise it up. He spake this, however," it is said, "of the temple of His body."[32]
وأيضا بارنز وغيرهم الكثيرين. فهو يتكلم ويشير بيده على جسده.
2: 20 فقال اليهود في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة ايام تقيمه
رد فعل اليهود هو انهم يدعوا انهم فهموا انه يتكلم عن الهيكل ولكن سنعرف لاحقا انهم بالحقيقة فهموا جيدا انه يتكلم عن هيكل جسده وبرغم فهمهم استمروا يدعوا انه يتكلم عن الهيكل.
ويقولون 46 سنة لان بدأ البناء في الهيكل سنة 20 او 19 ق.م. على يد هيرودس الكبير. وانتهى في سنة 26م أو سنة 27م. وهم يتكلمون بعد سنة او اثنين من الانتهاء في اثناء السنة الأولى من خدمة المسيح فالمسيح ولد سنة 4 او 3 ق.م.
وكأنه مع بداية خدمة المسيح كان اليهود في أكثر لحظات اعتزازهم بالهيكل المبني حديثًا. فلم يكن من السهل قبول كلمات السيد المسيح الخاصة بهدمه في ثلاثة أيام.
2: 21 واما هو فكان يقول عن هيكل جسده
هنا لي ملاحظة مهمة جدا وهي: ان يوحنا الحبيب يقطع بقية الحوار ولا يكمل ما قيل ولا رد فعل المسيح على كلامهم ولكن باختصار يوضح ان المسيح كان يتكلم عن هيكل جسده. فغالبا المسيح هنا صحح مفهومهم وانه يتكلم عن هيكل جسده ولكنهم استمروا في عنادهم له.
ودليلي على هذا انهم فهموا جيدا انه أعلن انه بعد ثلاثة أيام يقوم وهذا من كلامهم في
انجيل متى 27
مت 27 :62 و في الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة و الفريسيون الى بيلاطس
مت 27 :63 قائلين يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال و هو حي اني بعد ثلاثة ايام اقوم
أي انهم فهموا من كلامه انه يتكلم عن هيكل جسده وهذا يدل على أن بقية الحوار الذي لم يذكره يوحنا الحبيب كان فيه ان المسيح صحح لهم مفهومهم بطريقة ما ووضح لهم انه يتكلم عن هيكل جسده. إذا كلام الرب يسوع المسيح واضح في هذا الامر
والسبب الثاني لعدم فهمهم ايضا هو ان الكلام عن المستقبل وهم لا يعرفون المستقبل ولهذا أصروا انه يتكلم عن الهيكل رغم توضيحه لهم انه يتكلم عن جسده ولما صلب تذكروا هم وتلاميذه انه يتكلم عن جسده
ودليلي على هذا ما يكمل به يوحنا قائلا
2: 22 فلما قام من الاموات تذكر تلاميذه انه قال هذا فامنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع
مع ملاحظة ما يقوله المسيح له خلفية في النبوات يعرفها اليهود جيدا
فعلى سبيل المثال
سفر اشعياء 53
53 :5 و هو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه و بحبره شفينا
53 :12 لذلك اقسم له بين الاعزاء و مع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه و احصي مع اثمة و هو حمل خطية كثيرين و شفع في المذنبين
وأيضا
سفر دانيال 9
9 :26 و بعد اثنين و ستين اسبوعا يقطع المسيح و ليس له و شعب رئيس ات يخرب المدينة و القدس و انتهاؤه بغمارة و الى النهاية حرب و خرب قضي بها
وايضا
سفر المزامير 16
16 :10 لانك لن تترك نفسي في الهاوية لن تدع تقيك يرى فسادا
والذي يعرف اليهود كل هذه النبوات عن المسيح جيدا. فالرب يسوع في هذا التعبير انقضوا هذا الهيكل هو في الحقيقة يعلن لهم بوضوح انه المسيح المتنبأ عنه الذي ينتظروه
فاي يهودي له خلفية بالنبوات كان يجب أن يفهم مباشرة ما يقول
وكما وضحت هم فهموا ما يقول
فالمسيح أعلن ولم يخدع أحد وهم فهموا ولكن لان اليهود رافضين للمسيح وبخاصه بعد حادثة تطهير الهيكل فهم معاندين له ويصروا ان يدعوا أنهم فهموا كلامه بالمعاني الخاطئة. ولكن في الوقت الهام وضحوا انهم كانوا فهموا كلامه رغم اجابتهم.
ورغم ان الرد انتهى أكمل
ولكن حتى لو تماشينا جدلا انه المسيح يتكلم عن الهيكل فهو يقول انقضوا ولست سأنقض فبالفعل المسيح قادر على بناء الهيكل مكان هيكل سليمان في ثلاث أيام لو اخذوا كلامه حرفيا وهدموه. فهو قادر على كل شيء. وبخاصة ان العمل في الهيكل لم يكن انتهى بعد ولكن والهيكل انتهى العمل فيه سنة 63م على يد هيرودس أغريباس الثاني.
وحتى جدلا لو لم يكن حدث هذا وان المسيح لم يكمل كلامه معهم ولكن هم لم يسألوا المسيح ليفسر لهم لقساوة قلوبهم. فهم لا يريدوا اجابة ولكن يريدوا عناد.
وحتى جدلا لم لم يكن المسيح وضح هنا انه يتكلم عن جسده فهو لاحقا وفي عدة مرات وضح انه يتكلم عن جسده لما كرروا طلب اية وهذا في
انجيل
متى 12
38
حِينَئِذٍ
أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ
وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ:
«يَا
مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ
آيَةً».
39
فَأَجابَ
وَقَالَ لَهُمْ:
«جِيلٌ
شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً،
وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ
يُونَانَ النَّبِيِّ.
40
لأَنَّهُ
كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال،
هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي
قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
وَثَلاَثَ لَيَال.
اي انه حتى لو افترضنا جدلا ان المسيح الذي كان يتكلم عن جسده وهم لم يفهموا ولم يكمل الحوار جدلا فهو لاحقا شرح بوضوح شديد انه يتكلم عن جسده موضحا ان الكلام عن هيكل جسد ابن الانسان
بل كررها ثالثة لما طلبوا منه مرة ثالثة اية
انجيل متى 16
1
وَجَاءَ
إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ
وَالصَّدُّوقِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ،
فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ
السَّمَاءِ.
2
فَأَجَابَ
وَقَالَ لَهُمْ:
«إِذَا
كَانَ الْمَسَاءُ قُلْتُمْ:
صَحْوٌ
لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ.
3
وَفِي
الصَّبَاحِ:
الْيَوْمَ
شِتَاءٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ
بِعُبُوسَةٍ.يَا
مُرَاؤُونَ!
تَعْرِفُونَ
أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاءِ،
وَأَمَّا عَلاَمَاتُ الأَزْمِنَةِ فَلاَ
تَسْتَطِيعُونَ!
4
جِيلٌ
شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً،
وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ
يُونَانَ النَّبِيِّ».
ثُمَّ
تَرَكَهُمْ وَمَضَى.
فهم فهموا جيدا ان كلامه عن هيكل جسده
واخيرا صلب المسيح بالفعل هو نقض للهيكل الحجري وهو المسبب المباشر لهدم الهيكل سنة 70 ميلادية وعدم بناؤه حجريا ولكن اقامة الهيكل الروحي وهو كنيسته وبالفعل ما قاله المسيح لمن يصر انه يتكلم عن الهيكل هذا حدث وايضا تنبأ العهد القديم عن هذا في
سفر زكريا 6
6 :12 و كلمه قائلا هكذا قال رب الجنود قائلا هوذا الرجل الغصن اسمه و من مكانه ينبت و يبني هيكل الرب
6 :13 فهو يبني هيكل الرب و هو يحمل الجلال و يجلس و يتسلط على كرسيه و يكون كاهنا على كرسيه و تكون مشورة السلام بينهما كليهما
وأيضا
سفر عاموس 9
9 :11 في ذلك اليوم اقيم مظلة داود الساقطة و احصن شقوقها و اقيم ردمها و ابنيها كايام الدهر
9 :12 لكي يرثوا بقية ادوم و جميع الامم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا
مع ملاحظة خيمة داود وليس هيكل سليمان أي ان الهيكل الذي سيقيمه مكان الهيكل الحجري الذي سينقض سيكون كنيسته في العالم كله وهذا أكده العهد الجديد في
سفر أعمال الرسل 15
15 :15 و هذا توافقه اقوال الانبياء كما هو مكتوب
15 :16 سارجع بعد هذا و ابني ايضا خيمة داود الساقطة و ابني ايضا ردمها و اقيمها ثانية
فاعتقد واضح لاي انسان حيادي امين وليس هدفه الهجوم فقط ان المسيح قال بوضوح لغويا انه يتكلم عن جسده وأشار لجسده وواضح ان للحوار بقية وضح فيه اكثر انه يتكلم عن جسده وفي مواقف تالية اكد اكثر انه يتكلم عن جسده. وحتى رمزيا عن الهيكل هذا حدث واقام هيكل افضل بكثير من الهيكل الحجري وهو كنيسته.
مع ملاحظة ان هذا امر مهم لاي انسان مسيحي يجب ان يفكر كم كانت قدسية الهيكل عند اليهود وهو حجري فكم اهم قدسية هيكل الله وهو كنيسته التي فيها أي انسان مسيحي هو كمثل حجر مهم في هذا البناء فلا يصلح لاي انسان مسيحي يقول انه في المسيح وهو جزء في هيكل المسيح ويعيش حياة الخطية.
والمجد لله دائما