هل تعبير يا ابتاه في يدك استودع روحي هو ينفي لاهوت المسيح؟ لوقا 23: 46 ومز 31
الشبهة
المسيح حسب ايمان المسيحيين هو الله ولكن نجد المسيح يقول على الصليب لوقا 23\46 (وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ)
فهل الله ينادي نفسه ليستودع روحه في يد نفسه؟
الرد
هذا العدد وغيره من الاعداد الذي يستشهد به المشككين دائما يتلاعبوا بالاعداد التي تتكلم عن بشرية المسيح رغم انه مرارا وتكرارا نؤكد اننا نؤمن بان الرب يسوع المسيح هو الله الظاهر في الجسد فهو اله كامل وانسان كامل
فاكرر
نحن نؤمن باله واحد
سفر التثنية 6: 4
«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. |
إنجيل مرقس 12: 29
فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. |
ولكن الهنا الواحد هو ثلاث اقانيم الاب والابن والروح القدس
إنجيل متى 28: 19
فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. |
رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 7
فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. |
واقنوم الابن اخلى ذاته اخذا صورة عبد وصار في الهيئة كانسان
رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 7
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. |
ورغم هذا بلاهوته هو واحد مع الاب
إنجيل يوحنا 10: 30
أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». |
ولكن ببشريته هو انسان كامل ياكل ويشرب وينزف الدم ويموت أيضا
والطبيعة الناسوتيه التي بتجسد اقنوم الابن فيها اصبح هذا الجسد جسد الله والدم الذي سفك هو دم الله
سفر أعمال الرسل 20: 28
اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. |
فالعدد المستشهد به
إنجيل لوقا 23: 46
وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ. |
اللاهوت لا يموت ولكن بشرية المسيح الانسان يسوع هو الذي مات وفي وقت موته يستودع روحه البشري في يد اللاهوت
فيجب ان نفهم في البداية معني الموت وطبيعة الموت
الموت هو انفصال الروح والنفس البشرية عن الجسد فالموت البشري اصلا لا تموت في الروح لان حتي الروح البشرية المخلوقة لا تموت لذلك عندما اقول فلان مات فانا لا اقول ان روحه ماتت لان روحه خرجت ولم تمت بل ذهبت روحه الي مكان الانتظار ويعود الجسد الي التراب
سفر المزامير 146: 4
تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ. |
اذا عندما اتكلم عن موت المسيح علي عود الصليب بالطبيعة البشرية ( الناسوت ) يجب ان افهم جيدا انه موته هو مفارقة روحه البشرية لجسده البشري فقط وليس موت لللاهوت
إنجيل متى 27: 50
فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. |
إنجيل مرقس 15: 39
وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ، قَالَ: «حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!» |
وايضا شيئ هام ومعروف ايضا ان روح الانسان لا تتاثر باصابته الجسديه بمعني لو جرح الانسان فان روحه لا تجرح ولا يخرج جزء منها مع الدم لان الروح البشرية لا تتجزء
فايضا المسيح بجسده البشري هو الذي تالم الم حقيقي ولكن بلاهوته لا يتالم ولا يتاثر مطلقا
ولكن المسيح هو لاهوت وطبيعة بشرية ( ناسوت ) كامل واللاهوت حال ومتحد بالناسوت
رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9
فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. |
واللاهوت هو الله الذي في المسيح
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 19
أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. |
رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16
وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ. |
وبسر التجسد اصبح هذه الطبيعة البشرية ( الناسوت ) هو جسد الله واصبح الدم الذي فيه النفس هو دم الله
سفر أعمال الرسل 20: 28
اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. |
واصبح دم الله هذا هو الكفارة
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 25
الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. |
ولكن اعود مره اخري هل الموت يعني ان يموت الطبيعة الالاهية المتحد بالناسوت ؟ بالطبع لا فالله لا يموت كلاهوت بل كما وضحت حتي النفس البشرية لا تموت
ولكن هنا اريد ان اظهر حقيقه ان الله بموت جسده لايعني ان اللاهوت فارق الناسوت ولكن الروح البشري هو الذي خرج من الناسوت فحتي وقت الموت اللاهوت لم يفارق الناسوت
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 14
فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ للهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! |
رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 18
فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، |
انفصلت الروح البشرية عن الجسد البشري. ولكن اللاهوت لم ينفصل عن أي منهما، وإنما بقى متحدًا بهما كما كان قبل الموت. وكل ما في الأمر أنه قبل الموت، كان اللاهوت متحدًا بروح المسيح وجسده وهما (أي الروح والجسد) متحدان معًا. أما في حالة الموت، فكان اللاهوت متحدًا بهما وهما منفصلان عن بعضهما البعض. أي صار متحدًا بالروح البشرية على حدة، ومتحدًا بالجسد على حدة.
والدليل على اتحاد اللاهوت بروح المسيح البشرية أثناء موته، أن روح المسيح المتحدة بلاهوته استطاعت أن تذهب إلى الجحيم، وتطلق منه كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء -من أبرار العهد القديم- وتدخلهم جميعًا إلى الفردوس ومعهم اللص اليمين، الذي وعده الرب على الصليب قائلًا "اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 43:23).
وهذا الام شرحته بشيئ من التفصيل في ملف
هل نزل المسيح الي الجحيم ليخرج الاباء ؟
والدليل على اتحاد اللاهوت بجسد المسيح أثناء موته، أن هذا الجسد بقى سليمًا تمامًا، واستطاع أن يقوم في اليوم الثالث، ويخرج من القبر المغلق في قوة وسرّ، هي قوة القيامة.
وما
الذي حدث في القيامة
إذن ؟
حدث
أن روح المسيح البشرية المتحدة باللاهوت،
أتت واتحدت بجسده المتحد باللاهوت.
ولم
يحدث أن اللاهوت فارق الناسوت، لا قبل
الموت، ولا أثناءه، ولا بعده.
فالمسيح هو الله الظاهر في الانسان وهو اله لا يتجزأ وهو انسان ايضا كامل بجسده البشري وروحه البشرية وهذه الطبيعه البشرية يحل فيها ملئ اللاهوت
واضرب مثال توضيحي بسيط مع فرق التشبيه الضخم
لو تخيلنا دائرة كبيره بداخلها دائره صغيره والدائرة الكبيرة هو اللاهوت والصغيره بشرية المسيح
ووقت موت المسيح بالجسد كما وضحت اللاهوت لا يموت ولكن الذي يموت هو طبيعة المسيح البشرية
والطبيعة البشرية تموت بمفارقة الروح للجسد فالمسيح مات بالجسد اي روحه البشرية فارقت جسده البشري ولكن روحه البشرية لم تنفصل عن اللاهوت وجسده البشري لم ينفصل عن اللاهوت
كما لو قسمت الدائرة الصغيره قسمين ولكن لايزالوا في داخل نطاق الدائرة الكبيرة
فاثناء موته جسده الراقد في القبر هو متحد باللاهوت ولم يري فساد وروحه الذي ذهب الي الهاوية ليخرج الذين رقدوا علي الرجاء هو ايضا متحد باللاهوت فالشيطان لا يستطيع ان يقترب منه ولا ان يقف امامه ولم يستطع ان يمنعه من ان يحرر الماسورين
وبقيامته عادت روحة البشرية الي جسده البشري ايضا بدون انفصال عن اللاهوت في اي لحظة
ولهذا يقول معلمنا بولس
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 45
هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: «صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». |
فالمسيح روحه البشري مع الجسد هو متحد بالروح المحيي وايضا في مفارقة روح البشري لجسده ظل متحدا بالروح المحيي بدون انفصال وهذا ما يقوله معلمنا بطرس الرسول
رسالة بطرس الرسول الاولي 3
18 فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا ، البار من أجل الأثمة ، لكي يقربنا إلى الله ، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح
هو كانسان بطبيعته البشرية مات عنا مماتا في الجسد ولكن بطبيعته الالهية التي لايموت هو محيي في الروح. فالعدد يتكلم اصلا علي تقريبنا الي الله اي المصالحه التي تممها المسيح بفداؤه لنا وتقديم جسده ذبيحة لخطايانا
فهو عندما يقول استودع روحي هو يتكلم عن روحه البشرية التي ستفارق الجسد لحظة الموت ولكن يؤكد المسيح بهذا ان روحه البشرية ستستمر متحدة باللاهوت
امر اخر المسيح أيضا في هذا التعبير يذكر اليهود بنبوة قيلت عن هذا الموقف بدقة قبل تجسده بالف سنة
سفر المزامير 31: 5
فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَا رَبُّ إِلهَ الْحَقِّ. |
وهذا يؤكد ان المسيح سيموت ولكن روحه البشري سيستمر متحد باللاهوت وأيضا انه بهذا يفدي الطبيعة البشرية كلها لان النصف الثاني من النبوة الطبيعة البشرية تقول للرب الذي سيموت بطبيعته البشرية في وقت تجسده هو الرب الاله الحق وليس نبي ولا ملاك ولا إله اخر
ففي النهاية هل تعبير في يدك استودع روحي ينفي لا هوت المسيح؟
بالطبع لا بل يثبته ويثبت اتحاد اللاهوت بالناسوت اتحاد كامل بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولاهوته لم يفارق ناسوته لا لحظة واحدة ولا طرفة عين وهو بلاهوته حي للأبد وبناسوته مات موت حقيقي فداء عنا وليس اغماء او تمثيلية
واكتفي بهذا القدر
والمجد لله دائما