هل اخطأ المسيح عندما قال للص اليمين اليوم تكون معي في الفردوس ؟ لوقا 23: 43
Holy_bible_1
الشبهة
في لوقا 23: 43 فقال له يسوع: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس». ولكن المسيح لم يذهب الي الفردوس في نفس اليوم بل هو بقي في القبر ثلاث ايام وايضا يخبرنا الكتاب انه ذهب الي الهاوية مثل يوحنا 5: 25 وذهب الي اقسام الارض السفلي كما في افسس 4: 9
وبعد قيامته قضي اربعين يوم مع تلاميذه فكل هذا يناقض ما قاله الي اللص اليمين
الرد
لا يوجد اي تناقض بين كلام المسيح مع اللص اليمين
انجيل لوقا 23
23: 43 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس
لان هذا حقيقي فبالفعل في نهاية هذا اليوم فتح المسيح باب الفردوس بعد تقديم الفداء وكان في فردوس النعيم مع اللص اليمين لانه يملا الكل وحتي اللص اليمين اعترف بان المسيح هو الله الذي يملاء السماء والارض
انجيل لوقا 23
ثم قال ليسوع: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك».
فاللص اليمين اقر ان المسيح وهو معلق امامه علي الصليب هو الرب الذي له سلطان علي الملكوت وبالفعل المسيح بعد موته بالجسد لايزال بلاهوته الذي اقر به اللص اليمين يملاء السموات والارض وفتح باب الفردوس
فالمشكك يحكم بالمقياس المادي وينظر للمسيح اين هو جسده المادي فقط وطالما هو دفن فهو غير موجود في الفردوس ولكن لم يضع في حسبانه ان المسيح اعلن سابقا انه ملئ السموات والارض
إنجيل يوحنا 3: 13
وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. |
فهو اثناء وجوده علي الارض هو ايضا ملئ السموات والارض لانه واحد مع الاب في الجوهر ولهذا عندما يقول للص اليمين انه معه في الفردوس فهذا صحيح لان المسيح بالفعل في الفردوس فيوحنا اكد لنا ان المسيح هو خبر ولكنه مستمر في حضن الاب
انجيل يوحنا 1
1: 1 في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله
1: 14 و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا
1: 18 الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر
فهو قبل صعوده هو يملاء الكل
رسالة بولس الرسول الي أهل افسس 1
1: 23 التي هي جسده ملء الذي يملا الكل في الكل
رسالة بولس الرسول الي اهل افسس 4
4: 10 الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق جميع السماوات لكي يملا الكل
والمسيح اكد ليس فقط انه يملا السموات والارض اثناء وجوده علي الارض ولكن ايضا بعد صعوده بالجسد هو ايضا معنا علي الارض
انجيل متي 28
28: 20 و علموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين
لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ». |
اذا كلام المسيح للص اليمين يثبت لاهوت المسيح وسلطانه لانه وقت نزوله الي الهاوية ايضا هو ليحرر الذين في السجن ايضا هو يفتح الفردوس ليدخل اللص اليمين وايضا الذين اطلق سراحهم من سجن الهاوية
ولان الكتاب المقدس ذكر ان الذي يفتح الهاوية هو الله فقط فهذا يؤكد ان المسيح هو الله الذي يملاء الكل
نبوة عن الفداء والانتصار علي الموت
«مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ». |
نبوه عن كسر الميثاق مع الموت
سفر اشعياء 28
28: 18 و يمحى عهدكم مع الموت و لا يثبت ميثاقكم مع الهاوية السوط الجارف اذا عبر تكونون له للدوس
والذي يفتح الهاويه هو الله فقط ويخلص بجسده وليس بمنحوتات
سفر اشعياء 42
42: 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة
42: 8 انا الرب هذا اسمي و مجدي لا اعطيه لاخر و لا تسبيحي للمنحوتات
سفر اشعياء 51
51: 14 سريعا يطلق المنحني و لا يموت في الجب و لا يعدم خبزه
والذي يفعل هذا لقبه المسيح
سفر اشعياء 61
61: 1 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق و للماسورين بالاطلاق
نبوة عن ان الفداء سيكون بدمه
سفر زكريا 9
9: 11 و انت ايضا فاني بدم عهدك قد اطلقت اسراك من الجب الذي ليس فيه ماء
9: 12 ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء اليوم ايضا اصرح اني ارد عليك ضعفين
واخيرا نبوة عن الفردوس
سفر نشيد الأنشاد 4: 13
أَغْرَاسُكِ فِرْدَوْسُ رُمَّانٍ مَعَ أَثْمَارٍ نَفِيسَةٍ، فَاغِيَةٍ وَنَارِدِينٍ. |
وطبعا ياخذ بالمعني الروحي
وهذا وصف واضح جدا للمسيح الذي هو الله الظاهر في الجسد وبهذا الجسد يفدي الذين رقدوا علي الرجاء بدمه ويخلصهم وينزل اليهم وبدل الظلمه يبصرون نورا عظيما وهو نوره ويكسر باب الجحيم ويحررهم وياخذهم معه الي الفردوس
والحقيقه العدد الذي يستشهد به المشكك من افسس يؤكد المعني الذي قدمته تماما
رسالة بولس الرسول الي أهل افسس 4
4: 8 لذلك يقول اذ صعد الى العلاء سبى سبيا و اعطى الناس عطايا
4: 9 و اما انه صعد فما هو الا انه نزل ايضا اولا الى اقسام الارض السفلى
نتيجة لسقوط آدم سَبَى الشيطان كل نفوس الراقدين. وصارت نفوس كل من يموت تذهب للجحيم إذ كان الفردوس مغلقاً أمامها. لذلك يقول الرسول أن المسيح نزل أولاً إلى أقسام الأرض السفلى: أي الجحيم أو الهاوية (لذلك تصلى الكنيسة " نزل إلى الجحيم من قبل الصليب ") مكان الأرواح المقيدة في أسر العدو. وبحسب تقليد الكنيسة فإن المسيح نزل إلى الهاوية (الجحيم) حيث كانت الأرواح البارة في انتظار ذلك اليوم منذ آدم حتى يوم الصليب، فذهب المسيح وبشرهم (1بط3: 20،19). ثم صعد من الهاوية حاملاً أرواح هؤلاء القديسين الذين كانوا مسبيين في سبى العدو إبليس، فإعتبر المسيح أنه سَبَى مرة أخرى هؤلاء المسبيين، ولكنه سباهم لحساب النعمة و الملكوت، وخرج من الهاوية منتصراً وقام وصعد للسماء وأعطى الناس الذين على الأرض مواهب أي عطايا أو كرامات، فالمسيح بعد صعوده أرسل للكنيسة الروح القدس.
كان الشيطان يقبض على كل نفس (روح) تنطلق من إنسان بعد موته. وكان المسيح هو أول من لم يقبض عليه الشيطان، وكان هذا معنى قول السيد المسيح " رئيس هذا العالم يأتى وليس له فىّ شئ" (يو30:14). وللآن فالخطاة غير الثابتين في المسيح مازال إبليس يُلقى القبض على أرواحهم ويذهب بها للجحيم. وقد تعنى سَبَى سبياً أن المسيح بصليبه قد سبى الشيطان وأخذ كل من كان في يده من نفوس الأبرار. والصورة هنا مستعارة من صور الملوك القدامى المنتصرين، فهم يقودون سباياهم ويوزعون على شعبهم عطايا.
4: 10 الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق جميع السماوات لكي يملا الكل
وهنا معلمنا بولس يؤكد انه نزل وانه صعد ولكن في كل الاوقات هو يملا الكل في كل وقت
4: 11 و هو اعطى البعض ان يكونوا رسلا و البعض انبياء و البعض مبشرين و البعض رعاة و معلمين
4: 12 لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح
فمن اخرجهم من الجحيم هولاء الابرار الذين رقدوا علي الرجاء هم في جسده واللص اليمين الذي اعترف بلاهوته علي عود الصليب هو في جسده والمؤمنين الذين لم يموتوا بعد علي الارض هم ايضا في جسده ولهذا يقول معلمنا بولس
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 7: 25
فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. |
فهو مات بجسده ونزل بروحه البشري ليفتح الهاويه ولكنه حي بلاهوته ويملاء الكل بما فيها الفردوس .
وبالطبع اتسائل لو المشكك يقبل كلام الانجيل ان المسيح نزل الي الجحيم ليخرج الذين في الهاوية فبعد اخراجهم هل تركهم معلقين في الهواء بين الارض والسماء حتي بعد ثلاثه واربعين يوم ليصعد فيفتح الفردوس ؟
بالطبع هذا منطق لا يقبله عقل ولكن الذي فتح باب الهاوية هو الذي فتح معه ايضا باب الفردوس وسبي الذين في الهاوية الي الفردوس الذي فتحه لهم واول من يدخل الفردوس مباشره بدون ان يكون حبس في الهاوية اولا هو اللص اليمين كما وعده الرب يسوع المسيح
بال المسيح نفسه اكد ان روحه في يد الاب
انجيل لوقا 23
ونادى يسوع بصوت عظيم: «يا أبتاه في يديك أستودع روحي». ولما قال هذا أسلم الروح.
والذي بقي ولم يصعد هو جسد المسيح المادي هو الذي كان بالحقيقية في القبر وهو الذي قام في اليوم الثالث برجوع روحه البشريه الي جسده وهو الذي كان مع التلاميذ اربعين يوم وصعد بعدها اما لاهوته فقبل واثناء القبر وبعده هو مستمر يملا الكل
واخيرا المعني الروحي
من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء
إن كنت قد صُلبت معه كلصٍ، اعرف الله بكونك لصًا تائبًا...
اسجُد لذاك الذي عُلق من أجلك، حتى وإن كنت أنت نفسك معلقًا. انتفع من شرك، واقتنِ خلاصك بموتك. ادخل مع يسوع الفردوس، لتتعلم من حيث سقطت (رؤ 2: 5) [912].
القديس غريغوريوس النزنيزي
آمن اللص في الوقت الذي فيه فشل المعلمون أنفسهم تمامًا. فإنه لم يؤمن بكلماتهم، ومع هذا كان إيمانه هكذا أنه اعترف بذاك الذي رآه مسمرًا على الصليب ولم يره قائمًا أو ملكًا[913].
القديس أغسطينوس
المسيح نفسه جلب اللص من الصليب إلى الفردوس، ليُظهر أن التوبة لن تتأخر في عملها. لقد حول موت القاتل إلى شهيدًا[914].
القديس جيروم
لا نخجل من أن نأخذ هذا اللص معلمًا لنا، هذا الذي لم يخجل منه سيدنا بل أدخله الفردوس قبل الجميع.
أنا لا أراه مستحقًا للإعجاب فقط بل أطوّبه، لأنه لم يلتفت إلى آلامه، بل أهمل نفسه واهتم برفيقه مجتهدًا أن ينقذه من الضلال، فصار بهذا معلمًا وهو على الصليب (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى)... تأمل كيف أنه تمم قانون الرسل. لم يهتم بنفسه فقط بل عمل كل الوسائط على قدر استطاعته كي ينقذ غيره من الضلال ويرشده إلى الحق.
اللص اعترف فوجد أبواب الفردوس مفتوحة!
اعترف فتجرأ أن يطلب الملكوت مع أنه لص!
قل لي أيها اللص كيف تذكرت ملكوت السماوات؟ ماذا حدث الآن وأمام عينيك المسامير والصليب والتهمة والهزء والشتائم؟
فيقول: نعم أرى هذه كلها ولكن الصليب نفسه رمز الملكوت، فلذلك أدعو المصلوب عليه ملكًا، لأنه يجب على الملك أن يموت عن رعيته[915].
القديس يوحنا الذهبي الفم
الصليب نفسه إن تأملناه حسنًا هو كرسي للقضاء. فقد جلس الديان في الوسط: لص آمن فخلص، وآخر جدف فدين. بهذا عني أنه ديان الأحياء والأموات، نعم فالبعض عن يمينه والآخر عن يساره[916].
القديس أغسطينوس
لقد علق على الصليب الثمين، وعلق معه لصان. ماذا عن هذا؟ بالنسبة لليهود كان هذا من قبيل السخرية حقًا، لكنه كان تذكارًا للنبوة، إذ كتب: "أُحصي مع آثمة" (إش 53: 12). من أجلنا صار لعنة، أي تحت اللعنة، إذ كُتب أيضًا أنه ملعون من عُلق على خشبة (تث 21: 23). لكن هذا العمل بالنسبة له نزع اللعنة عنا، فبه ومعه صرنا مباركين، وإذ عرف داود الطوباوي ذلك قال: "مباركون نحن من قبل الرب خالق السماء والأرض"، إذ حلّت بنا البركة بآلامه. لقد وفي الدين عنا، وحمل خطايانا (إش 53: 6)، ضُرب عوضًا عنا، إذ بحُبره شفينا (إش 53: 5).
كما قلت عُلق لصان معًا للسخرية به حتى في آلامه التي جلبت خلاصًا للعالم كله، لكن واحدًا منهم بقي في شر اليهود مستمرًا، ناطقًا بكلمات التجديف مثلهم... والآخر أخذ اتجاهًا آخر يستحق بحق إعجابنا، إذ آمن به وهو يذوق أمر العذابات. لقد انتهر صرخات اليهود العنيفة وكلمات من صلب معه. اعترف بخطاياه لكي يتبرر... حمل شهادة للمسيح بلا لوم، ووبخ عجز اليهود عن حب الله، ودان حكم بيلاطس... صار معترفًا بمجد المخلص وديانًا لكبرياء صالبيه[917].
القديس كيرلس الكبير
على الصليب سُمرت يدا (اللص) وقدماه ولم يبقَ فيه شيء حر سوى قلبه ولسانه. بوحي إلهي قدم اللص كل ما هو حرّ فيه، وكما هو مكتوب: "لأن القلب يؤمن به للبرّ، والفم يعترف به للخلاص" (رو 10: 10). لقد امتلأ اللص فجأة بالنعمة، وتقبل هذه الفضائل الثلاث التي نطق بها الرسول وتمسّك بها على الصليب، فكان له الإيمان إذ آمن بالله أنه يملك مع أنه رآه يموت مثله، وله الرجاء الذي به طلب الدخول إلى ملكوته، وحفظ المحبة أيضًا بغيرة عند موته، إذ انتهر أخاه اللص رفيقه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
غفر الرب له سريعًا، لأن اللص تاب سريعًا. النعمة أغنى من الطلبة. اللص طلب أن يذكره، أمّا الرب فأجابه (بفيض): "الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس". لأن الحياة هي أن تكون مع المسيح، وحيث يوجد المسيح يوجد ملكوته.
القديس أمبروسيوس
ثانيًا: ربط الإنجيلي لوقا بين اسم الموضع الذي صُلب فيه السيد وبين صلبه بين مذنبين، إذ قال: "ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعي جمجمة، صلبوه هناك مع المذنبين، واحدًا عن يمينه، والآخر عن يساره" [33]. جاء في التقليد أن الموضع دُعي "جمجمة"، لأن فيه قد دُفن آدم رأس البشرية، وكأن الصليب قد رُفع على مقبرة آدم حيث تحولت جمجمته إلى التراب خلال فسادها، وقد صُلب بين مذنبين يمثلان الفساد الحاضر. بمعنى آخر ارتفع المخلص على الصليب لينقذنا من خطية آدم كما من الخطايا الفعلية.
إذ فسدت البشرية أعلن المسيح جسده، حتى حيث يظهر الفساد يوجد عدم الفساد. لذلك صلب في موضع الجمجمة، الذي قال عنه معلمو اليهود أن فيه قد دُفن آدم[918].
البابا أثناسيوس الرسولي
رُفع الصليب في الوسط، كما يُظن فوق قبر آدم.
القديس أمبروسيوس
يرى البعض أن كلمة "جمجمة" مترجمة عن الآرامية "جلجثة"، وقد سميت هكذا لأن شكلها المستدير يشبه جمجمة الإنسان، أو لأنها كانت موضع الصلب فكثرت فيها جماجم المصلوبين.
والمجد لله دائما