هل كان يعرف لوقا النسب الموجود في انجيل متي ام لا ؟ متي 1 و لوقا 3
Holy_bible_1
الشبهة
لم يكن إنجيل متى مشهوراً في عهد لوقا، فكيف نتصوّر أن يكتب لوقا نسَب المسيح بحيث يخالف متى ولا يزيد حرفاً للتوضيح؟
الرد
الحقيقه اتعجب من المشككين فلو كان اشار لوقا الي انجيل متي لقالوا انه ينقل منه واعتبروها مشكله
ولانه لم يشر الي انجيل متي في الانساب يعترضون بادعاء كيف لا يعرفه ويعتبرونها ايضا مشكلة
ولكن المهم ان متي البشير بعد صعود رب المجد قضي 12 الي 15 سنه في اورشليم يخدم في اليهودية ثم بعد ذلك ذهب في عدة رحلات يبشر في بلاد الفرس والحبش حتي مات شهيدا وهو كتب انجيله بالعبرية الي اليهود قبل ان يرحل الي التبشير وتقريبا بدا فيه سنة 40 م والعلماء حددوا انه بين 40 الي 45 م وقد شرحت ذلك بتفصير في ملف
اما انجيل لوقا
فهو كتبه لليونان وبلغه يونانية راقية
وكتب انجيله قبل خراب اورشليم كما يتضح من لوقا 21 وايضا قبل استشهاد الرسولين بطرس وبولس وهو كتبه بالطبع قبل سفر اعمال الرسل وسفر اعمال الرسل كتب قبل استشهادهما تقريبا سنة 63 م فيكون انجيل لوقا كتب بين 60 الي ماقبل 63 م والبعض يقول ان سفر اعمال الرسل كتب سنة 61 في البيت الذي استاجره بروما وبدا القديس لوقا كتابة سفر الاعمال هذه السنة وانتهي سنة 62 م وانجيل لوقا كتب هذه الفتره بزمن قليل فيكون اخر العقد الخامس في القرن الاول الميلادي اي سنة 59 الي 59 م
ولكن يوجد رائ لبعض الباحثين نقلا عن مقولات قديمه قدمها المفسر جيل في مقدمة الانجيل انه كتب بعد صعود الرب بخمسة عشر سنة اي سنة 45 م
وكتب في روما وارسل الي الاسكندرية
فالاثنين كتبا في مناطق مختلفه في زمن متقارب وهما قدما نفس ولكن لم ينقل احدهما من الاخر
ولكن الاثنين لهما مصدر واحد وهو الروح القدس الذي ارشد متي البشير الذي يكتب لليهود ان يكتب النسب بالفكر اليهودي الذي يحسب فيه زوج الابنه ابن في النسب اما لوقا فارشده الروح القدس ان يكتب النسب بالطريق المفهوم لليونان وهو الابن الشرعي
ولانهم لا ينقلون من بعض لم يشير متي البشير الي انجيل لوقا ولم يشير لوقا البشير الي انجيل متي ورغم انهم لا ينقلون من بعض الا لاجل ارشاد الروح القدس كتبوا بطريقه تكميلية وايضا لان المعلومات التي قدموها لا خلاف عليها
وبدراسه سريعه لانجيل متي ولوقا فالاثنين تشابهوا في بعض الاشياء واختلفوا في بعض الاشياء والاختلاف كان للتكميل وليس للتناقض
عدد اجمالي عبارات متي 1070
اجمالي عبارات لوقا 1150
العبارات المتشابهة بين الاثنين 350 عباره تقريبا ولكن لايوجد تطابق لفظي الا في بعض اقتباساتهم من العهد القديم
وامثلة علي بعض الموضوعات المتشابهة
أ. الإعداد للخدمة.
ب. خدمة السيّد في الجليل.
ج. رحلته إلى أورشليم.
د. آلامه وقيامته.
وامثله علي بعض الموضوات المختلفة
1. كُتب ميلاد السيّد المسيح في إنجيل متّى بطريقة تختلف عما جاء في إنجيل لوقا،
2. النسب كما ورد في إنجيل متّى (1: 1-17) يختلف عما ورد في إنجيل لوقا (3: 23-38).
3. التجارب الثلاث التي واجهها السيّد ذُكرت في إنجيل متّى (4: 3-12) وفي إنجيل لوقا (4: 3-12)، مع اختلاف في الترتيب.
4. أحداث القيامة وردت في كل إنجيل بطريقة متباينة، فمعلّمنا متّى تحدّث عن ظهورات السيّد في الجليل، أمّا معلّمنا لوقا فتحدّث عن ظهوراته في اليهوديّة.
5. وردت العظة على الجبل في إنجيل متّى (5-7) اما لوقا فتكلم عن وعظة المسيح لتلاميذه في الوادي.
وسافترض جدلا ان لوقا البشير كان يعرف انجيل متي قبل ان يكتب فما المشكله في ذلك فلقد ارشده الروح القدس ان يكتب بما هو مناسب لليونان بطريقه اخري تكميليه لما كتبه متي البشير
ولكن المهم هو اسلوبهم التكميلي بمعني
أنكرت بعض الهرطقات وبخاصه الفكر الغنوسي حقيقة التأنس، مدعية أن المسيح قد ظهر كخيال أو وهم إذ يكرهون الجسد ويعادونه كعنصر ظلمة. فذكر الأنساب إنما هو تأكيد لحقيقة التجسد الإلهي. وقد أظهرت سلسلتا الأنساب في متى ولوقا أن المسيح اشترك في طبيعتنا حتى لا يقول أحد أنه ظهر كخيال أو وهم.
متى كان يكتب لليهود فأراد أن يثبت لهم أن يسوع المسيح هو المسيا الذي ينتظرونه، المسيا الملك المنتظر، لهذا يفتتح سلسلته بقوله المسيح ابن داود ابن إبراهيم. فمتى ترك كل الأسماء ليذكر داود وإبراهيم لأن الله وعدهما صراحة بالمسيح. إذ قال لإبراهيم "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تك18:22). ولداود "من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك" (مز11:132+ 2صم12:7+ إش1:11+ أر5:23).
أهمية ذكر إبراهيم أنه بإبراهيم بدأت قصة الخلاص. فالله اختار إبراهيم ليأتي منه المسيح. وأهمية ذكر داود الملك أنه سيأتي منه المسيح ملك الملوك.
تأمل: المسيح سمح لنفسه أن يُدعى ابن داود وهو عبد للمسيح لنصير نحن العبيد أبناء لله. أما لوقا فكتب للأمم لذلك وصل في أنسابه لآدم ابن الله الذي منه تفرع العالم كله يهوداً وأمم، فالمسيح ضم البشرية كلها للبنوة لله.
سلسلة نازلة ( متي ) وسلسلة صاعدة ( لوقا ): يلاحظ أن متى إنحدر بالأنساب إلى يوسف مبتدئاً بإبراهيم. أما لوقا فصعد بها من يوسف إلى آدم. ويشرح أغسطينوس هذا بقوله: إن متى الذي ينحدر بالأنساب يشير إلى الرب يسوع المسيح الذي نزل ليحمل خطايانا، لذلك يقول أن فلان ولد فلاناً ليشير إلى تسلسل الخطية إلينا خلال الولادات البشرية. وقد جاء السيد المسيح الذي بلا خطية ليحمل خطايا الأجيال كلها. أما لوقا فقد صعد بالأنساب من المسيح إلى آدم، إذ تأتي الأنساب بعد المعمودية ليعلن عطية الرب خلال المعمودية، فهو يرفعنا ويردنا إلى حالتنا الأولى "آدم ابن الله" (لو37:3). متى يتحدث في سلسلة نسبه قبل أحداث العماد ليعلن أن كلمة الله المتجسد هذا وإن كان بلا خطية وحده لكنه جاء من نسل خاطئ ليحمل عنا الخطايا التي ورثناها أباً عن جد لهذا جاء الترتيب تنازلياً فهو يعلن المسيا حامل خطايانا، ولوقا الذي التزم بالترتيب التصاعدي يعلن تمتعنا بالبنوة لله في المسيح. لذلك لاحظنا أن لوقا لم يذكر سلسلة أنسابه في أول إنجيله بل بعد ذكر عماد الرب من يوحنا، لأن الرب أخذ خطايانا وحملها ليرفعها عنا ويكفر عنها بتقديس المعمودية وبذلك يرفعنا إلى البنوة لله.
نلاحظ اختلاف النسب في القائمتين ومرجعه أن متى وهو يعلن عن السيد المسيح كحامل لخطايانا يذكر النسب الطبيعي، حسب اللحم والدم، أي يذكر الأب الطبيعي حسب التناسل الجسدي الذي به ورثنا الخطية "بالإثم حبل بي وبالخطايا ولدتني أمي.." (مز51) أما لوقا إذ يعلن عن بنوتنا لله في المسيح يسوع يذكر النسب الشرعي حيث يمكن لإنسان أن ينتسب لأب لم يولد منه جسدياً. وهذا يحدث بحسب الشريعة حين يموت إنسان بلا وَلَدْ فتتزوج إمراته وليها ويكون الولد الأول منسوباً للميت حسب الشريعة (راجع قصة راعوث). ولوقا يهتم بالتبني أو النسب الشرعي لأن الآب تبنانا بالمعمودية في ابنه فصرنا إخوة للمسيح وشركاء له في الميراث. وأيضاً من أمثلة التبني التي سنجدها في سلسلة نسب لوقا أن يتبنى الجد أحفاده كما في حالة يعقوب الذي نسب أولاد يوسف الاثنين، افرايم ومنسى له.
جاء النسب خاصاً بالقديس يوسف لا القديسة مريم، مع أن المسيح ليس من زرعه، ذلك أن الشريعة الموسوية تنسب الشخص للأب وليس للأم كسائر المجتمعات الأبوية التي تفعل نفس الشئ. ( علي ما كان يظن )
لم يذكر النسب أسماء نساء عظيمات يفتخر بهن اليهود كسارة ورفقة وراحيل إنما ذكر ثامار التي إرتدت ثياب زانية (تك38) وراحاب الكنعانية الزانية (يش1:2) وبثسبع التي يلقبها "التي لأوريا" لخطيتها مع داود ليكشف أن طبيعتنا التي أخطأت وسقطت هي التي جاء المسيح لعلاجها، هذه التي مرضت جاء ليشفيها، وهذه التي سقطت جاء ليقيمها. هو جاء من خاطئات وولد منهن لأنه جاء لأجل الخطاة ليمحو خطايا الجميع.
ذكر معلمنا متى في النسب بعض النساء الأمميات مثل راعوث الموآبية وراحاب الكنعانية، ليعلن أنه جاء من أجل البشرية كلها ليخلص الأمم كما اليهود. وصارت راعوث رمزاً لكنيسة الأمم التي تركت بيت أبيها ووثنيته وعاداته الشريرة والتصقت بكنيسة الله وقبلت العضوية فيها، وقد نفذت قول المزمور" إنسي شعبك وبيت أبيك لأن الملك اشتهى حسنك" (مز11:45،12).
من بين أسلاف المسيح أشخاص لهم إخوة، ويلاحظ أن السيد جاء بصفة عامة منحدراً لا من الأبناء البكر بل ممن هم ليسوا أبكاراً حسب الجسد مثل إبراهيم واسحق ويعقوب ويهوذا وداود.. لقد جاء السيد المسيح ليعلن أن البكورية لا تقوم على الولادة الجسدية وإنما على استحقاق الروح. لقد فقد آدم بكوريته بسبب الخطية، وجاء السيد المسيح آدم الأخير ليصير بكر البشرية كلها وفيه يصير المؤمنون أبكاراً (عب23:12).
ذكر معلمنا متى في نسب السيد فارص دون زارح. ولقد أخرج زارح يده أولاً بكونه الابن البكر لكنه لم يولد أولاً بل تقدمه فارص فإحتل مركزه. ونعم بالبكورية. هكذا ظهر اليهود أولاً كبكر للبشرية لكنهم حرموا من البكورية وتمتع بها الأمم عوضاً عنهم. ففارص صار يمثل كنيسة الأمم التي صارت بكراً باتحادها بالمسيح البكر، وزارح صار يمثل اليهود الذين فقدوا البكورية برفضهم الاتحاد مع البكر.
ذكر متى سبي بابل ولم يذكر عبوديتهم في مصر فنزولهم لمصر لم يكن لهم ذنب فيه ولكن سبيهم إلى بابل كان سببه خطاياهم وكان عقوبة لهم.
متى يكرر كلمة ولد ليشير لتسلسل الخطايا إلى المولود. ولوقا يكرر كلمة ابن إشارة للبنوة التي اكتسبناها بالتجسد، بنوتنا لله.
والمجد لله دائما